نجح موسم “صيف السعودية” في إبراز التنوع الطبيعي والنادر لجغرافيتها السياحية، فعلى مساحة خريطتها الممتدة، تتعدد البيئات والمناخات والتضاريس، بين الجبال والسهول والصحاري والوديان، وأيضا السواحل.
عُرفت في العالم بمخزونها التراثي والديني والتاريخي، واشتهرت بسياحة الصحراء والنشاطات البرية، وتمتلك نحو 3400 كيلومتر من الشواطئ والسواحل، سواء على البحر الأحمر، الذي تمتد سواحلها على ضفتي ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي، وبعض تلك السواحل والشواطئ معروف بحكم العمران والتاريخ، وتحتفظ بكنوز من الطبيعة البحرية والساحلية فائقة السحر والجمال، والتي مازالت تنتظر مستقبلا سياحيا ييخطف الأنظار من مثيلاتها العالمية، خاصة بعد انطلاق الرؤية الطموحة 2030.
ومع تأسيس كيان الهيئة السعودية للسياحة، سيعاد اكتشاف الكنوز البحرية السياحية، لتعيد موضعها كأبرز الوجهات على خريطة السياحة الشاطئية العالمية خلال السنوات المقبلة، ما سيسهم بشكل غير مباشر في ارتفاع الناتج المحلي من السياحة من 3,5% (حاليًا) إلى 10% بحلول 2030، وبالتالي سيزيد المعروض من الوظائف السياحية المرتبطة بهذا المسار الحيوي.
ولعل المشاريع العملاقة نيوم، وآمالا، والبحر الأحمر، والتي انطلقت من رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خير دليل على تخطيط القيادة لإطلاع العالم على كنز السعودية السياحي المخبوء في سواحلها الغربية.
وانطلاقا من تلك الرؤية الطموحة للمستقبل السياحي المشرق، جاءت مبادرة الهيئة السعودية للسياحة “صيف السعودية”، التي أطلقتها مؤخرًا لتنشيط منظومة السياحة الداخلية، من خلال 10 وجهات سياحية تستمر حتى 30 سبتمبر المقبل، لتحفيز المواطنين والمقيمين قضاء أجمل الأوقات السياحية.
ومن تبوك شمالا، حيث شواطئ حقل الفاتنة، وشواطئ أملج الحوراء برمالها البيضاء، والتي يطلق عليها أهلها “مالديف السعودية”، بالإضافة إلى الجزر الساحرة، التي يصل عددها إلى 104 جزر مشكلة أيقونات السحر والجمال، ويستمر الإبحار جنوبا نحو ينبع “لؤلؤة البحر الأحمر”، حيث العراقة والأصالة، وحيث جزيرة المحار ومرسى الأحلام وحديقة الفيروز وغيرها، ثم ننتقل إلى العروس “جدة”، التي تتمتع بالعديد من المنتجعات الشاطئية، والمقومات السياحية.
وما زال الساحل الغربي بالمملكة العديد من الشواطئ والجزر، والتي تتواصل حتى جزر فرسان الكبرى، حيث تمتلك السعودية نحو 1150 جزيرة في البحر الأحمر، و150 جزيرة في الساحل الشرقي بالخليج العربي الذي يبلغ طول ساحله 1000 كيلو متر، ويمتاز شاطئ العقير، حيث تلتحم فيه المساحات الخضراء المزروعة، بزرقة مياهه، وشاطئ “نصف القمر” بطبيعته الساحرة؛ والذي تنحني رماله الصفراء اللامعة لتحتضن مياه الخليج في منظر خلاب، بالإضافة إلى شواطئ الخبر والقطيف ورأس تنورة والجبيل، والتي تتميز بهدوئها وجمال طبيعتها وجذبها لهواة الألعاب البحرية، والتي تتميز جميعها بعناق النخيل للبحر، وبهدوئها، وأجوائها الاستجمامية.