تعمل جمعية “كيان” للأيتام ذوي الظروف الخاصة مجهولي الأبوين على تمكين وتنمية أبنائها الأيتام والإسهام في دعم النظرة الإيجابية تجاههم. وتحويل الأيتام إلى طاقة فاعلة في المجتمع وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم وتنمية قدراتهم ورفع مستوى طموحاتهم بما يحقق التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي والتنمية المستدامة لهم. وتوفير الإرشاد النفسي والاجتماعي للأيتام ودعم قضاياهم وحل مشكلاتهم. ومساعدة الأيتام على الاندماج في المجتمع وتحقيق ذواتهم وتحفيز التميز لديهم.
اليوم سنلقي الضوء على إحدى فتيات جمعية “كيان ” وهي ” سامية عبد ربه ” التي تعتبر أنموذجا مشرفاً لفتاة طموحة من فتيات الجمعية وهي كاتبة ومدربة وعصامية أخذت بيدها الأستاذة سمها بنت سعيد الغامدي رئيسة مجلس إدارة جمعية “كيان” حتى وصلت إلى مبتغاها ودعمت كتابها الأول حتى رأى النور،
فإلى ساحة الحوار لنتعرف عليها أكثر:
الأستاذة سامية عبد ربه حدثينا عن نفسك؟
قالت: أخط كلمات من أعماق المشاعر عشت حياة طبيعية بين أسرتي وخاصة أمي وأبي رحمهما الله لم أكن أشعر بأني مختلفة عنهم أو حتى في الشكل أو لون البشرة كان احتواؤهم لي ومحبتهم كبيرة جدا.
كيف كانت طفولتك بينهم؟
قالت: كنت السندريلا المدللة لديهم كل طلباتي مجابة لم أشعر أبدا بغربة المشاعر برغم أنني كنت طفلة لكن كان عقلي في مضمار سباق كنت أتحدث كأنني ابنة الثلاثين.
متى علمت أنك لست البنت الحقيقية لهم؟
قالت: كنت في سن المراهقة ذاك العمر الذي فاجأني والدي بأنني لست الابنة الفعلية له كنت أسمع كلمات من أطفال أسرتي بأني يتيمة، وكنت أخبر والدي فأرى في عينيه غضب شديد، وفي إحدى المرات لم يتمالك نفسه فقام بصفع أبنائه بكلمة “هي ابنتي” ولن أسمح لأي كائن من يكون أن يمسها بكلمة تجرح شعورها.
وماذا حصل بعد وفاته؟
قالت: بعد وفاته في التسعينات بدأت السحب تنكشف ونور غريب أتى في حياتي عندها علمت بأنني سامية عبدربه من أيتام الشؤون الاجتماعية من ذوات الظروف الخاصة ، وكانت المواجهة الصعبة بيني وبين أمي رحمها الله ، لم استوعب بأنني لن أحمل اسم والدي لمدى حبي له وحبي لإخوتي ، كنت رافضة هذا الاسم وأكرهه بشدة إلى أن جاء يوم واجهت نفسي هل أرجع إلى دار لا اعرفه أم أترك صدرا حنونا سوف تشتاق لي ، علمت بأن مقدر لي أن أكون يتيمة ، كلمة قالها خالي “يا ابنتي ربنا خلقنا كدا ” هذه الكلمة هي مصدر قوتي عندها تصالحت مع نفسي وقدرت ذاتي ورجعت إلى أمي وأكملت حياتي .
وكيف تابعت حياتك ودراستك؟
قالت سامية عبد ربه:
كنت رافضة أن أكمل دراستي لأجل والدي لأنه غير متواجد بحياتي لكن بإصرار أمي ودفعي إلى الأمام والقائدة خالتي التي علمتني معنى القوة أكملت دراستي الثانوية والجامعية وأحببت تخصص الخدمة الاجتماعية لوفاء ونبل أخصائية اجتماعية في الثانوية العامة كانت الأم الثانية لي شجعتني كي أكون فتاة قوية.
وكيف بدأت مسيرة العمل؟
قالت: قدمت أوراقي وشهاداتي لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية منذ 1421 وتم قبولي ولله الحمد وحتى اليوم تعلمت من الفئات الخاصة القوة وبأن فاقد الشيء يعطي من فقد أسرة أو فقد عضو من جسد أو له مشكله أسرية أو من محاربي السرطان نحن فئات من صناع النجاح والحياة.
ماهي الصدمات في حياتك؟
قالت الصدمة الأولى حين علمت أنني من أيتام الشؤون الاجتماعية، ثم وفاة والدي، كما أن والدتي توفيت عام 2008 وعندها شعرت باليتم فعلا.
ولكن: تعلمت كيف أكون سندا لنفسي، تعلمت كيف أحب نفسي علمتني الحياة كيف احترم من يحيط بي من أفراد المجتمع، أثبت للمجتمع كوني فتاة أثبت وجودي وأنا من الأيتام، لم أخجل من نفسي قط، أو من وضعي الاجتماعي، قلت لنفسي دع العالم يعرفني، ليس فقط في مناسبات مختلفة، إنما في كل مكان أو زمان النموذج المضيْ سيبقى نموذجا، وهناك غيري من النماذج المشرفة من الأيتام.
أنت كاتبة كيف اتجهت إلى هذا المجال وما هي مطبوعاتك؟
قالت سامية عبد ربه: سامية محمد عبدربه أثبت لنفسها بأنها تستطيع بإيجابية أن تكمل حياتها وهي فخورة بنفسها أنا الرسالة ومن تبناها زهرتي الأوركيد والدي ووالداتي رحمهما الله من احتضن كل منهما تلك الطفلة وبحبهما وخوفهما علي اليوم انا سيدة نفسي. أحببت القراءة كثيرا والكتابة وبفضل الأستاذة سمها الغامدي رئيس مجلس إدارة جمعية “كيان ” للأيتام ذوي الظروف الخاصة كانت ولادة كتابي “النموذج المضي في سماء الأيتام ” عام 2014 في معرض الفنون التشكيلية لليوم العربي لليتيم وهو سرد من واقع حياتي ونجاح أسرتي البديلة التي أحببتها.
جمعية كيان للأيتام ماذا تعني لك وماذا قدمت لك؟
قالت سامية عبد ربه: جمعية “كيان” من معناها تحكي لنا أن الإنسان كينونة بنائه احتضان وهذا كان نهج “كيان” عرفناها عالم يبني ويجود، نمت بنا ثقة الإقدام ودعمت بنا شموخ الذوات هذا باختصار “كياننا في كيان”
وجمعية كيان قدمت لي الكثير من الدعم وخاصة كتابي “النموذج المضيء في سماء الأيتام” ولله الحمد قمت بأداء فريضة الحج مع أخواتي “بحملة حج كيان “أيضا، وشاركت في حضور برنامج المواطنة الفاعلة مع أخواتي وإخواني من أيتام الشؤون الاجتماعية، وشاركت في فعاليات اليوم العربي لليتيم.
والأستاذة سمها الغامدي تعني لي الكثير فهي الأم والمربية والقائدة لي، استفدت من توجيهاتها بشتى المجالات المختلفة ولن أنسى ذلك ما حييت وأدعو لها دائما بالخير فهي أم الأيتام وكلنا نحبها حبا جما.
ما هي حكمتك بالحياة وأمنياتك؟
قالت: حكمة دوما أقولها من لم يعد وجودي مكسبا له لا أعد غيابه خسارة لي.
وأتمنى تقديم دورات تدريبية في جمعية “كيان” وتقديم الخبرات لأخواتي والأسر الحاضنة.
هذه هي سامية عبد ربه رضيت بواقعها وتراضت مع نفسها وأثبتت للجميع أنها قادرة على النجاح والعمل وإفادة مجتمعها. سامية عبدربه أحبت اسمها وجعلت الجميع يسمع عنها وعن نجاحها، وما زالت في مسيرتها مدرب معتمد وكوتشينج في تقدير الذات والإيجابية وتتمتع بروح قيادية لنفسها أولا ولغيرها ثانيا.