أكد الأستاذ محمد عبدالعزيز الربيعة نائب الرئيس التنفيذي والمشرف العام على برامج خدمة المجتمع في بنك الرياض سابقا، أنه في ظل ما تشهده الكثير من دول العالم ومنها المملكة والمتعلقة بتفشي فايروس كورونا المستجد كوفيد 19، فقد أعادت برامج المسؤولية المجتمعية فرض نفسها بقوة، وشهدت مفهوماً أكثر تقدماً وتوسعا وشمولا من أجل التعاطي مع هذه الجائحة التي أثرت على كل نواحي الحياة وأعادتنا سنوات للوراء، انطلاقا من كون المسؤولية المجتمعية تمثل إحدى دعائم الحياة المجتمعية الأكثر أهمية، حيث تقوم بدور بارز خلال الأيام الحالية عبر مساندة جهود الدولة وقدراتها على مواجهة الوباء وتبعاته.
وفي حين أوضح الربيعة أن جائحة كورونا كشفت لدول كثيرة أهمية إعادة النظر في أولوياتها ومشروعاتها التنموية، أشار إلى أنه برزت في المقابل عدد من المجالات التي يمكن لبرامج خدمة المجتمع المساهمة فيها، لافتا إلى أنّ تلك البرامج عبّرت عن المسؤولية التضامنية في تعميق المشاركة المجتمعية والتأكيد على أهمية تلاحم الجميع للحفاظ على الوطن وصحة المواطنين، وترجمةً لذلك جاءت توجيهات قيادتنا الرشيدة بأن الكل مسؤول عن مواجهة هذه الجائحة، والتخفيف من آثارها بدءا من الأفراد، مرورا بمؤسسات القطاع الخاص وقطاع الأعمال وصولا إلى القطاع الحكومي، وذلك استشعاراً من الجميع لمسؤولياتهم تعزيزاً للمشاركة الوطنية في الأزمات والكوارث.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي واجهت فيه المسؤولية الاجتماعية للشركات في العالم تحديات كبيرة تمثلت في تراجع بعضها عن أداء دورها المجتمعي، هبّ القطاع الخاص السعودي وبقوة بما يمتلكه من إمكانيات وموارد وخبرات وأدوات جنبا إلى جنب مع مؤسسات المجتمع المدني والأهلي لتعزيز نجاح الخطط الحكومية وإكمال دور القطاع العام وجهوده الرامية إلى احتواء المرض، لافتا إلى أن القطاع الخاص بدأ في السنوات الأخيرة في تطوير أساليبه المتبعة في خدمة المجتمع بشكل ملحوظ وغير تقليدي، وانتقل من دور المتبرع إلى المطور للمجتمع، مما خلق طفرة فكرية في المسؤولية الاجتماعية لم تكن موجودة قبل خمس سنوات، مبينا هذا التوجه المؤسس أصبح مبنيا على مقاييس ومعايير وسياسات وبرامج تقوم بإيصال الخدمات إلى شريحة كبيرة من المجتمع.
وأكد أن المسؤولية الاجتماعية لشركات ومؤسسات القطاع الخاص ظهرت جلية مع هذه الأزمة، منوها بالنهج الذي نهجته كبرى شركات ومؤسسات القطاع الخاص من تشكيل جبهة داعمة لجهود مكافحة تأثيرات الوباء، وذلك عبر إطلاقها العديد من المبادرات، ولا سيما في ميدان العمل والتعليم عن بعد ودعم القطاع الصحي، مؤكدا أن مثل هذه المبادرات تعزز الاستقرار الاجتماعي، وتسهم في تقوية روح الشراكة والمسؤولية، وتولد شعوراً واسعاً بالعدالة الاجتماعية يترجم استقراراً مجتمعياً، وهو ما يؤكد أهمية أن يكون القطاع الخاص شريكا في اتخاذ القرار المؤثرة علي الاقتصاد والاستثمار لتجاوز الازمات.
وشدد الربيعة على أن المرحلة الحالية تحتم على الجميع العمل المجتمعي والتطوعي بشكل تكاملي لخدمة الوطن، مؤكدا أن العمل التطوعي هو واجب وطني وإنساني وهو الوقت الأمثل لرد الجميل لهذا الوطن الغالي، لافتا إلى أن المملكة شهدت خلال الفترة الماضية مشاركة مجتمعية لافتة، بعدما تنامى شعور لدى قطاع كبير من السعوديين بمدى خطورة أزمة كورونا وعمق تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية على الفئات الضعيفة والأكثر فقرا، مؤكدا أنه يَحّق لنا في المملكة أن نفتخر بأصالة وثقافة المجتمع السعودي الذي عوّدنا على التكاتف والتعاون والثبات في أوقات الشِدّائد على مر التاريخ، ولعلنا قد شاهدنا وتابعنا العديد من النماذج التطوعية الإيجابية، التي بادر بها أبناء المملكة دون تمييزٍ بين المواطنين والمقيمين مبينا أننا في الشدائد تتفاجأ بطاقات أبنائنا وبناتنا من خلال الأعمال التطوعية العظيمة التي يقومون بها، للتخفيف من الآثار المترتبة على تلك الجائحة.
وتوقع الربيعة أن يشهد الاقتصاد السعودي تحسّنا ملحوظا خلال الفترة المقبلة، حيث سيرتد من التراجع الحاد الذي شهده خلال الفترة الماضية بسبب القيود الاحترازية المشددة التي فرضتها المملكة للوقاية من فيروس كورونا طوال 4 شهور فضلا عن تهاوي أسعار النفط، مشيرا إلى أن السياسات الناجعة التي واجهت بها السلطات في المملكة تأثيرات الوباء ستلقى انعكاساتها جليا بالتزامن مع مؤشرات ارتفاع أسعار النفط، مرجحا أن يبدأ التعافي الاقتصادي تدريجيا ويتحسن الأداء المالي لشركات ومؤسسات القطاع الخاص مع استقطاب المزيد من الاستثمارات وتنامي ثقة المستثمرين وزيادة معدلات السيولة في السوق المحلية مع مطلع عام 2021.
يذكر أن الأستاذ محمد عبدالعزيز الربيعة إضافة إلى عمله في بنك الرياض شغل العديد من المناصب منها عمله كعضو في لجنة الاسرة وغيرها من اللجان والمبادرات ، كما عرف عن الربيعة اهتمامه ودعمه لبرامج المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع علاوة على إطلاقه العديد من المبادرات المجتمعية فضلا عنه مشاركته في المؤتمرات والملتقيات ذات العلاقة بخدمة المجتمع والمسؤولية الاجتماعية. ويعتبر من اوائل المؤسسين لها في القطاع الخاص.