بدأ ضيوف الرحمن اليوم رمي الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق، وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تراعي الإحترازات الوقائية من فيروس كورونا، فيما واصلت الجهات الأمنية والحكومية المعنية مباشرة مهامها لتوفير جميع الخدمات للحجاج خلال إقامتهم في مشعر منى خلال أيام التشريق، وكذلك تنظيم أدائهم لشعيرة رمي الجمرات.
وسميت أيام التشريق بذلك لأن العرب – كما قال ابن حجر – كانوا يشرقون لحوم الأضاحي في الشمس وهو تقطيع اللحم وتقديده ونشره.
ويقضي الحاج في مشعر منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، أو ليلتين لمن أراد التعجل، تحقيقًا لقوله تعالى: ( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون ) .
والواجب على الحاج رمي الجمرات الثلاث طوال الأيام التي يقضيها في منى، ويكبر الله مع كل حصاة، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلًا القبلة، رافعًا يديه يدعو بما شاء، ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين، أما جمرة العقبة الكبرى فلا يقف ولا يدعو بعدها، فمن أراد التعجل في يومين وجَب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر، ثم يغادر منى قبل غروب الشمس، فإذا غربت عليه الشمس وما زال في منى: لَزِمه البقاء للمبيت بها ليلة الثالث عشر، والرمي في اليوم الثالث عشر ما لم يكن قد تهيأ للتعجل فيخرج ولا يلزمه المبيت بمنى.
وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج يتوجه الحاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق بعد أداء الحجاج مناسكهم بأركانها وواجباتها وفرائضها، ليكون طواف الوداع آخر العهد بالبيت امتثالًا لأمره صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت ).
وطواف الوداع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء.