افتتح اليوم السبت سمو رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل منتدى اللاعبين الدولي الأول من نوعه بتنظيم اللجنة الأولمبية العربية السعودية ممثلة بلجنة اللاعبين السعودية بمشاركة عدد من أبرز الشخصيات الرياضية حول العالمي على المستوى الأولمبي والقاري ويستمر حتى يوم غداً الأحد.
وقدم سموه في الجلسة الأولى الافتتاحية والتي أدارها تركي الشديد، شكره وتقديره لضيوف هذه الجلسات من أصحاب السمو والمعالي، والأبطال الأولمبيين من مختلف دول العالم، لتقديمهم الخبرات ومشاركاتهم الأولمبية لشباب وشابات الوطن لتحقيق أقصى استفادة منها في استحقاقاتهم الرياضية المقبلة.
وقال سموه أن لجنة اللاعبين هي لجنة مستقلة ولها طبيعة عمل مختلفة، وهي المعنية وإيصال مشكلات جميع الرياضيين السعوديين، مضيفاً أنهم بصدد إطلاق لوائح جديدة بعد الاتفاق معهم، لخدمة بقية اللاعبين.
وحث رئيس الأولمبية السعودية كافة اللاعبين على المواظبة والاستمرار في التدريبات، موضحاً ان الموهبة وحدها لا تكفي، بل يتم صقلها من خلال الممارسة والتعلم من الخصوم، وقال: “العداء الجامايكي العالمي بولت لم تستغرق مدة مشاركته أكثر من دقيقتين ونصف خلال 12 سنة من المشاركة في الألعاب الأولمبية..إلا أنه احتاج إلى جهد 20 عام لكي ينجح في هذه المشاركات القصيرة والمتباعدة”، مشدداً على أهمية تعزيز ثقة اللاعب بنفسه والحفاظ عليها، كون ذهابها سهل واكتسابها صعب وقد يكلف في بعض الاحيان سنوات من حياة الشخص.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها رئيس لجنة اللاعبين إبراهيم المعيقل بعنوان “لجان اللاعبين حول العالم”، قالت السيدة كيرستي كوفينتري وزير الشباب والرياضة والفنون في زيمبابوي ورئيس لجنة اللاعبين باللجنة الأولمبية الدولية أنهم في اللجنة الأولمبية الدولية أجروا مباحثات خاصة مع عدد من المنصات التعليمية لتسهيل وصول أكثر من 19 ألف مادة تعليمية إلى كافة الرياضيين من جميع أنحاء العالم.
فيما قال السيد طيب إكرام نائب رئيس لجنة اللاعبين بالمجلس الأولمبي الآسيوي أنهم بحاجة لتحديث النظام الرياضي ومنهجياته في المدارس، مضيفاً ان أغلب القائمين على الأجهزة الإدارية والفنية يقللون من أهمية الصحة الذهنية مقارنة بالإمكانيات الجسدية.
وشدد إكرام ان اللاعب يجب ان يمارس لعبته وسط بيئة صحية مستلهمه من حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وخالية من التمييز الجنسي والعرقي، مشيراً لأهمية حق اللاعب بالحصول على المعلومات والولوج لها بشكل يسير.
وقال السيد سونغ مينغ ريو انهم يهدفون للتركيز على المنصات الإلكترونية التعليمية عن بعد، معززاً ذلك إلى ان اللاعبين لديهم جدول مزدحم بالتدريبات والمشاركات الرياضية، وبالتالي عدم تفرغهم للعملية التعليمية وهو مايحاولون معالجته من خلال منصة “لاعبين365” التعليمية.
وفي الجلسة الثالثة التي أدارها عبدالعزيز البقوص مدير التواصل المؤسسي باللجنة الأولمبية بعنوان “مشوار نجوم الأولمبياد”، تحدث كل من البطل الأولمبي هادي صوعان صاحب أول ميدالية أولمبية سعودية ومدرب المنتخب السعودي الأولمبي لكرة القدم الكابتن سعد الشهري عن مشوار نجوم الأولمبياد والخصائص التي توفرت لهما في لعبة فردية وأخرى جماعية لتمثيل المملكة بالصورة المناسبة.
وأوضح صوعان بأن المملكة بشبابها وبناتها تملك طموحاً أكبر مما تحقق وأن الأجيال الحالية والقادمة ستحقق أفضل مما حققه بالعزيمة والمثابرة.
وأكّد الكابتن سعد الشهري أن المشوار الناجح الذي سار عليه المنتخب السعودي الأولمبي حتى التأهل إلى أولمبياد طوكيو كان نتيجة خطّة بدأت منذ عام 2016م واستمر تنفيذها بتنسيق متكامل مع كافة الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين لضمان تحقيق الحلم الذي انتظره الجمهور السعودي 24 عام.
وفي جلسة “أهمية الصحة في تكوين اللاعب” التي استضافها تركي المصيبيح، قال رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي الدكتور قاسم المعيدي ان مجال علوم الرياضة شهد تطوراً كبيراً الفترة الماضية، مؤكداً ان الاستعانة بالعلوم الطبية أصبحت عامل اساسي للرياضي، لافتاً ان الاصابات الرياضية تختلف من لعبة لأخرى، ومن أهم اسباب الوقاية منها هي الإعداد الجيد، ورفع مستوى اللياقة، والتدرج بزيادة الأحمال.
وقال أخصائي التغذية الرياضية باللجنة الأولمبية العربية السعودية عبدالعزيز النفيسة أن التغذية الرياضية عنصر مهم من منظومة متكاملة من الخدمات الطبية والرياضية، وأن التغذية السليمة لها دور إيجابي على عامة الناس، ودورها أكبر على الرياضيين من زيادة أدائهم الرياضي وتطويره.
وتطرقت لاعبة المنتخب السعودي للتايكوندو أبرار بخاري إلى أهمية الصفاء الذهني في تحضير اللاعب للبطولات بالشكل الأمثل، مشيره لتجربتها في لعبة التايكوندو من كونها لعبة مثل بقية الألعاب القتالية تعتمد على الفئات الوزنية، والذي يقوم بشكل أساسي على الحفاظ على وزن اللاعب طوال الموسم وبالتالي اعتماده في ذلك على التغذية الصحيحة.
وفي جلسة تمكين المرأة في القطاع الرياضي التي أدارتها عضو لجنة اللاعبين لمى الفوزان، قدمت سعادة الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة التهاني والتبريكات لعضو مجلس اللجنة الأولمبية الدولية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بمناسبة فوزها بعضوية الأولمبية الدولية، مشيدة بجهود سمو الرئيس الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وسمو نائبه الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد للنهوض بالقطاع الرياضي نحو العالمية في ظل دعم ورعاية واهتمام القيادة الرشيدة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –حفظهما الله-.
وكشفت سموها ان الرياضة النسائية بالخليج بدأت مطلع السبعينات، وكانت مملكة البحرين رائدة في هذا المجال، مشيرة إلى انه بمرور الوقت تحولت الرياضة النسائية الخليجية من مجرد ممارسة إلى منافسة على المستوى العالمي.
وشددت سموها انه يجب على اللجان الأولمبية الخليجية وضع خطط واضحة لضمان استدامة ممارسة المرأة للرياضة، للأثر الإيجابي وانعكاساتها النفسية والجسدية على حياة الإنسان، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية وتوفير الموارد اللازمة لذلك.
فيما أكدت مديرة علاقات الاتحادات الرياضية صاحبة السمو الملكي الأميرة دليل بنت نهار بن سعود ان الرياضة النسائية السعودية شهدت تطوراً ملحوظاً العقد الأخير، بتحقيقها لـ11 ميدالية متنوعة في دورة الأندية الخليجية 2019م، مزامنة مع وجود 25 اتحاد رياضي سعودي يتبنى فريق نسائي، إضافة إلى 2400 لاعبة سعودية نخبة، مضيفة أنهم يعملون على خلق بيئة محفزة رياضياً نسائية في الاتحادات الرياضية.
وقالت لاعبة المنتخب السعودي للفروسية دلما ملحس أن فوزها بالميدالية البرونزية في أولمبياد سنغافورة 2010م كان نقطة التحول في حياتها والتي أعدتها للمشاركة في الدورات والبطولات العالمية، إضافتها إلى مساهمتها في تغيير نمط حياتها بالكامل.
هذا وتستكمل جلسات المنتدى غداً الأحد بإقامة 4 جلسات بداية بقائد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم سابقاً الكابتن ماجد عبدالله، وحارس المنتخب السعودي لكرة القدم سابقاً الكابتن تركي العواد واللذان سيتناولان محور “اللاعبون ما بعد الاعتزال” بإدارة محمد الخاتم، وناصر الدغيثر وأروى مطبقاني وعلي الزهراني في جلسة دور الأب والأم والمدرب في بناء شخصية اللاعبين بإدارة هاني المحمد، وأوليفيير نيامكي في جلسة “كيف يستفيد اللاعب من التضامن الأولمبي” بإدارة ياسر الزهراني وجلسة ختامية يتحدث من خلالها سمو نائب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية الأمير فهد بن جلوي.