غيّب الموت أمس الأربعاء 26 يونيو/حزيران في المدينة المنورة، سليمان الجربوع، وهو العقيلي الأخير في السعودية، بعد حياة حافلة بالسفر والترحال عن عمر قارب 111 عاماً، عايش التجارب السعودية منذ بداية تأسيسها.
ويعد سليمان الجربوع أحد أشهر العقيلات، الذين عمروا وقتاً طويلاً حتى يومنا هذا، وروى تجاربه في التجارة والسفر بين العراق وسوريا والأردن وفلسطين ومصر، التي كان يصل إلى أغلبها على ظهر الإبل.
ويذكر العقيلي الأخير تجاربه الكبيرة في التجارة والعمل، في عدد من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية التي أجريت معه، كما يعد العقيلي أحد رواة التاريخ الشفوي لدى دارة الملك عبدالعزيز.
وتعامل الجربوع مع جلوب باشا أو ما يسمى “أبو حنيك” الذي شكل جيشاً شهيراً في مناطق العراق والأردن، ويذكر الجربوع قصة تقديمه الغداء لجلوب باشا المندوب البريطاني في مناطق الأردن والعراق.
ومر العقيلي بتجارب كبيرة يقصها عبر جلسات أسبوعية في مجلسه الكبير في المدينة المنورة، في أحدية استمرت لسنوات، كما يقيم تجمعاً كبيراً في المدينة المنورة لمدة ثلاثة أيام أشبه بمهرجان ثقافي تراثي، تقدم فيها الوجبات على الطريقة الشعبية.
ويذكر عبداللطيف الوهيبي، أحد الباحثين في تاريخ العقيلات، ومؤسس متحف العقيلات في بريدة، أن سليمان الجربوع أحد أشهر العقيلات، وآخر الباقين في الوقت الحاضر، ويحمل تاريخاً كبيراً في مجال العقيلات، وهو ابن أخ للعقيلي الشهير إبراهيم الجربوع، أحد الذين اعتمد عليهم الملك عبدالعزيز آل سعود في وقف الحركة التجارية بعد ترسيم الحدود.