من أسرة رياضية عريقة … تعلمت الصحافة الرياضية باللغة الانجليزية لتنطلق إلى تحقيق حلمها والدراسة في بريطانيا فحصلت على الدكتوراه …. كسبت العديد من الخبرات الرياضية بتواجدها في بريطانيا … عضوه فعالة في مجلس إدارة الإتحاد السعودي للبولينج ….. مشرفه على القسم النسائي عملت الكثير من أجل تطوير رياضة البولينج النسائية … وبين أصوات كرات البولينج نتعرف على الدكتورة رزان عبدالمجيد بكر عن قرب في الحوار الشيق الممتع معها
• ممكن نتعرف على ضيفتنا الدكتورة رزان بكر ؟
إعلامية رياضية دخلت المجال في 2005 مع جريدة عرب نيوز الصادرة باللغة الإنجليزية خلال فترة رئيس التحرير الأستاذ خالد المعينا. واعتبر نفسي محظوظة لأني تمكنت من تعلم الصحافة في محيط كان ومنذ ذلك الوقت ايجابي وداعم من رئيس التحرير لكافة الزملاء الموجودين ولذلك أصبحت اهتم بتقديم الأفضل. وبعد مرور قرابة الخمس سنوات أردت أن أضيف الجانب النظري لخبرتي فذهبت لدراسة الماجستير في الصحافة الدولية وتخصصت في المجال الرياضي وبعدها وجدت نفسي أسعى للتعمق في المجال الرياضي بشكل أقوى وبدأت مرحلة الدكتوراه وكان محور دراستي عن دور الشبكات الاجتماعية (وتشمل صناع القرار في حياة الشاب ابتداء من المنزل للمدرسة للأصدقاء، والقطاع الحكومي و الخاص و الإعلام)، وتأثيرها في ممارسة الشباب السعودي للرياضة. بعد ذلك عدت وبتوفيق من الله انضممت للاتحاد السعودي للبولينج كعضو مجلس إدارة ومشرفة على ملف مشاركة المرأة والإعلام. كما وسنحت لي الفرصة في تلك الأثناء بالانضمام لجامعة الأعمال والتكنولوجيا UBT ورئاسة قسم اتصالات الإعلان بكلية الإعلان JCA والذي قربني كثيرا من متطلبات سوق العمل المستقبلية وأفكار الشباب في مجال الإعلام. وأخيرا وبعد مرور خمسة عشر عاما في مجال الإعلام الرياضي تشرفت بمنصب مدير التواصل الدولي في اللجنة الأولمبية العربية السعودية بتوفيق من الله ثم دعم والدي وعائلتي وزوجي ولله الحمد وأشكر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس اللجنة الأولمبية وسمو الأمير فهد بن جلوي، نائب الرئيس على هذه الثقة الكريمة وان شاء الله أكون عند حسن ظن الجميع.
• هل للأسرة دور في ذلك؟
أكيد والدي وأعمامي كانوا كباتن لفريق الاتحاد في أواخر الستينات والسبعينات وبطبيعة الحال كانت الأجواء في العائلة دائما رياضية وأخي الكبير وائل تدرج أيضا حتى وصل لفريق الشباب في كرة القدم وأخي الثاني وسام في لعبة التايكوندو وكان الوالد دائما ما يشجعني على ممارسة الرياضات المختلفة فمارست كرة السلة، السباحة، اليوغا، الدراجة، والبولينج، التنس، والمبارزة .
• لديك العديد من المشاركات الدولية خلال فترة دراستك في بريطانيا نحب نتعرف على ذلك؟
فترة الاغتراب مليئة بالفرص التي تساعد الطلاب على اكتساب المهارات المختلفة و تكوين العلاقات في مجال العمل تسهل الغربة و تنير الفكر ولذلك كنت مهتمة جدا بالتطوع في الأماكن التي أتيحت لي مثل نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا وأيرلندا كمنسقة إعلامية في أول سنة و مسئولة مالية في السنة التالية خلال فترة رئاسة الأمير الدكتور بدر بن سعود بن محمد بن عبدالعزيز و كنت سعيدة جدا بالتعرف على العديد من زملاء المهنة والذين أكن لهم كل التقدير والاحترام بتنوع تخصصاتهم و تنوع عطائهم في المجال مما جعل أغلب فعاليات النادي متميزة ولله الحمد ونشاطاتهم مستمرة للآن.
بالإضافة إلى ذلك استمرار مزاولة هوايتي كإعلامية رياضية وتغطية الفعاليات متى ما سنحت لي الظروف بحكم التزامي بالدراسة وربما من أبرز مشاركاتي التي اعتز بها و لها ذكرى خاصة هي خلال أولمبياد لندن 2012 عندما شرفني سمو الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب سابقا ورئيس الوفد المشارك في أولمبياد لندن بالتنسيق مع الجهات الأجنبية خلال مشاركة اللاعبات السعوديات لأول مرة واستضافة المعرض السعودي الأولمبي خلال نفس الفترة في نادي تشيلسي لإظهار إنجازات الوطن رياضيا عن طريق استضافة اللاعبين الأولمبيين أمثال هادي صوعان ودعم أبناء الوطن المتخصصين في المجال الرياضي آنذاك من خلال مشاركة أبحاثهم.
• هل وجدتي صعوبة في العمل الرياضي وما هي أهم إنجازاتك فيه ؟
في بداية عملي كانت الصعوبة هي نقل الحدث من خلال التلفاز في ذلك الوقت نظرا لعدم السماح للسيدات بدخول الملاعب ولكن بدعم من رئيس التحرير آنذاك خالد المعينا ورئيس رعاية الشباب في ذلك الوقت سمو الأمير نواف بن فيصل خضت أول تجربة للتغطية الميدانية في أسياد آسيا 2006 وتمكنت من العمل بعدها بشكل أفضل من خلال مرافقة المنتخبات في البطولات الخارجية وأيقنت وقتها أن نقل الحدث لا يتم ألا بالنزول للملاعب ومشاهدة لحظات الفوز والخسارة والفرح والألم وكل ما بين ذلك مما لا يظهره التلفاز كثيرا. و باستثناء ذلك اعتبر تجربتي إيجابية ولله الحمد فقد كنت احصل على شكر وتقدير من الجميع على التغطيات محليا وخارجيا حيث كانت مقالاتي تقتبس في أبحاث عالمية خاصة بمجالات علوم الرياضة. ولعل آخر إنجاز تجاوزي للمرحلة الأولى وترشيحي من أفضل 30 كاتب عامود في العالم في مسابقة الاتحاد الدولي للإعلام الرياضي AIPS لعام 2019 ولهذا أشكر رئيس التحرير الحالي لعرب نيوز فيصل عباس على دعمه وإصراره على وجود الكفاءات المحلية في الجريدة واهتمامه بدعم الرياضة المحلية والنسائية وكمثال على ذلك ترحيبه بجعل الجريدة راع إعلامي لنشر أخبار ومشاركات منتخب سيدات البولينج السعودي.
• معروف أن كتاباتك باللغة الانجليزية أين اللغة العربية من ذلك ؟
اللغة العربية هي لغتنا وأعتز فيها أكيد ولكن لكثرة الصحف الصادرة باللغة العربية وكثرة الإعلاميين والإعلاميات الرياضيين فيها وجدت أنى توفقت في مخاطبة شريحة كبيرة مختلفة لم يكن يصلها الأخبار المحلية وكانت نظرتهم عنا في هذا المجال محدودة جدا وفي نفس الوقت كانت مهتمة جدا لمتابعة الخبر ولذلك وبحكم دراستي وتخصصي وجدت نفسي أميل لها أكثر و كنت أشعر أن على مسؤولية نقل الصورة الإيجابية عن شباب وبنات وطني المكافحين في الألعاب المختلفة وأتشرف بإعطاء كل مجتهد نصيبه.
• خلال تدريسك في الجامعة ما مدى تقبل الطالبات للرياضة بصفة عامة ؟ و ما هي اللعبة المحبوب لدى الطالبات (السلة – الطائرة – الطاولة …) ؟
للأمانة وجدت إقبال كبير على الرياضة من طالباتي في كلية الإعلان ولعل ذلك بسبب اهتمام المسئولين في الجامعة مثل عميدة الكلية الدكتورة حنين شعيب وتوفير الملاعب المهيأة لهن بالإضافة إلى صالة البولينج بسبب حب رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عبد الله دحلان لهذه اللعبة ودعمه لها. وكنت سعيدة للغاية عندما علمت أن اثنان من طالباتنا تم اختيارهن في منتخب كرة السلة السعودي للمشاركة في بطولة الأندية العربية للسيدات في الكويت العام الماضي وكان في دعم كبير لهن من منسوبات الكلية وتفهم خلال فترة معسكرهم وهذا شيء اعتبره إيجابي للغاية ويشجع الطالبات على الجمع بين دراستهم ومستقبلهم بالإضافة إلى رياضتهم بشكل متزن وبعيدا عن الضغوط. وعلى صعيد آخر كان في اهتمام في مجال صناعة المحتوى والأفكار الإبداعية حيث كان توجه العديد من الطالبات والطلاب لمواضيع او حملات تخص الرياضة ونشرها وهذا بالطبع يعكس درجة وعيهم بأهميتها.
• هل توقعت اختيارك عضو مجلس إدارة للبولينج؟
بحكم تواصلي مع اللاعبين في مختلف الاتحادات الرياضية ومتابعة إنجازاتهم ولله الحمد تمكنت من كسب ثقتهم و عندما عدت للمملكة بعد حصولي على الدكتوراه كان لدي أكثر من خيار للانضمام للاتحادات بفضل من الله و جاءت الموافقة على ترشيحي لعضوية مجلس إدارة الاتحاد السعودي للبولينج و أنا سعيدة جدا بانضمامي لهذه العائلة الجميلة و سعيدة من تمكني وبدعم من رئيس الاتحاد بدر آل الشيخ المتواصل من بناء أول فريق للسيدات و الإشراف على مشاركاته الداخلية و الخارجية و ظهورهم الإعلامي و انطباع المسئولين عن هذه التجربة محليا و خارجيا يعطينا حافز كبير للاستمرار في العطاء وتقديم الأفضل للعبة واللاعبين واللاعبات وللوطن بالطبع.
• نشاط السيدات في البولينج واضح من إقامة معسكرات ومشاركات خارجية؟ ما هي خطة الاتحاد للمستقبل؟
لقد بدأنا في مطلع 2018 بفريق واحد في الخبر وبعد ذلك زادت دائرة الانتشار والاهتمام وأصبح لنا ثلاث فرق في جدة والرياض والخبر وقرابة 29 لاعبة للمنتخب بمختلف الأعمار اغلبهم خاضوا ما يقارب تسعة بطولات محلية بالإضافة إلى بطولات خارجية خليجية وعربية وعالمية في مصر والكويت ولاس فيقاس واندونيسيا. جائحة كورونا أثرت على الجميع وما زلنا في تحدي لتجاوز هذه المحنة عن طريق أتباع إرشادات السلامة والوقاية من قبل وزارة الصحة لأن سلامة اللاعبات قبل كل شيء. وحاليا يستمر اللاعبات في مزاولة التمارين حسب الإجراءات الصحية المتبعة وحسب البرنامج الإعدادي الذي يطبق الآن في الثلاث مدن الرئيسية وتحت إشراف المدرب البحريني الجديد للمنتخب السعودي مسعود صابري للتأكد من عودة اللياقة وتطوير المهارات حتى نتمكن من الدخول في معسكرات وبطولات خارجية مرة أخرى.
• هل وجدتي دعم من قبل اتحاد اللعبة ؟
أ كيد وكون رئيس الاتحاد لاعب سابق ومن أفضل اللاعبين على مستوى المملكة وحاصل على مراكز متقدمة سواء على مستوى آسيا أو بطولات العالم له دور أساسي لأنه سهل كثيرا دعم اللاعبين واللاعبات دون تفرقة لأنه مر بما يمرون به ويعي تماما احتياجات كل لاعب ولاعبة وهدفه في النهاية رفع راية الوطن من خلال الإنجازات ونشر اللعبة في الوطن بأفضل شكل مشرف للهواة والمحترفين.
• ما هي الأعباء والمشاكل التي تواجه لاعبي البولينج السعودي؟
أولا، بحكم خبرتي مع اتحاد البولينج في العامين الماضيين هناك مراكز تدريبية في المدن الرئيسية ولكن للآن ليس لدينا منشأة حكومية يمكننا الاستفادة منها للاعبين واللاعبات ولذلك يقوم الاتحاد بالتعاقد مع صالات تجارية لتوفير أماكن مهيأة لاستضافة اللاعبين واللاعبات بشكل احترافي. ونظرا لأنها تجارية فدائما ما يأتي الناس الهواة للعب ويفقد الرياضي تركيزه بحكم عدم معرفة الكثير من الهواة بالأنظمة والقوانين والإتيكيت المتبع في لعبة البولينج. بالإضافة إلى أن هذه الصالات ليست جميعها متوافقة أو مهيأة لاستضافة بطولات عالمية مثلا باستثناء صالة مركز البولينج العالمي في الرياض. نحن بحاجة للمزيد من صالات البولينج ولكن ان تهيئ بعقلية رياضية ونظرة تواكب رؤية 2030 للنهوض باللعبة في المملكة مع توجهات لاستقطاب جميع الفئات السنية وتوفير مدربين مرخصين لنشر اللعبة وتوجيه الناس لكيفية لعبها بالطريقة الصحيحة.
ثانيا، لاعب البولينج كأي رياضي من الألعاب المختلفة للآن للأسف يشعر ان قيمة أو هوية لاعب البولينج مازالت بسيطة في المجتمع و لذلك ترى الكثير يستهينون فيها لقلة وعيهم بمتطلبات اللعبة من تركيز و اتزان و مهارة جسدية و ذهنية بالإضافة إلى تكلفة مقتنياتها و التي تتراوح من ألف ريال لأكثر سعر الكرة الواحدة واللاعب بحاجة لاستخدام أكثر من كرة ليتمكن من تحقيق هدفه بشكل أفضل وبالطبع يحتاج للوقت و ممارستها و هنا يأتي دور صناع القرار والمؤثرين في حياة اللاعب او اللاعبة من والديه و إخوته، المدرسة او الجامعة و أساتذته، و الأصدقاء وكيفية تشجيعهم و تعزيز أهمية الرياضة و الجهد الذي يقدمه خصوصا اذا كان متفوق فيها.
• كيف وجدتي قبول اللاعبين واللاعبات للعبة؟
هناك قبول واهتمام كبير على اللعبة من الرجال والسيدات ولعل هذا سبب في زيادة عدد المشاركين من السيدات وتسجيل أكثر من 500 لاعبة في البطولات المحلية في فترة وجيزة لا تتعدى السنتين ومن مناطق المملكة المختلفة والحريصون على المشاركة والسفر من مدينة لمدينة لخوض هذه التجربة باحترافية. والوضع مشابه للرجال حيث هناك تواجد دائم لمحبي اللعبة في الصالات وفي أغلب الأوقات تجد الأب مع أبناءه أو إخوته مما يجعل البولينج موروث اجتماعي قديم ويمتد من جيل لجيل.
• هل تري أن الإعلام مواكب لنشاط اللعبة؟
ا لإعلام مواكب جدا لهذه اللعبة على الصعيد الخارجي بشكل خاص لأنها تعتبر من الألعاب القديمة وتنتشر بشكل كبير نظرا لشعبيتها خارجيا وظهور السيدات فيها زاد الاهتمام بها على الصعيد المحلي والخارجي ولعل زيادة وجود الإعلاميات الرياضيات في المملكة تحديدا ساعد في نشر الأخبار الخاصة بالمشاركات النسائية بشكل أكبر داخليا خصوصا في الفترة الأخيرة.
• ما رأيك في عودة النشاط الرياضي بعد جائحة كورونا؟
أ كيد خطوة ممتازة وتعطينا أمل بكنا بدأنا أن نفقده وهو أن الحياة ستعود كما كانت ولكن بالطبع لابد ان نتبع إجراءات الأمن والسلامة حتى نتمكن من رؤية لاعبينا ولاعباتنا ومن نحب في أفضل حال وصحة ولياقة وتعود الروح الرياضية مرة أخرى لتحقيق الإنجازات وتشريف الوطن.
• رسالة منك للشابات والشباب لممارسة البولينج؟
لعبة البولينج من الألعاب السهلة للممارسة ولقضاء وقت جميل مع الأهل او الأصدقاء، الجميع يستمتع بها ولكن تصبح أكثر متعة إذا تعلمها الشخص وفهم أصولها وقواعدها هنا يكمن التحدي ومن يحب التحدي سيجد نفسه يعود ليحاول مرار وتكرارا لمنافسة الأبطال.