أكد مدير عام مركز لندن للبحوث والاستشارات محمد عبد العزيز أن التعليم عن بعد أظهر العديد من السوءات المتجذرة في جدران التعليم العربي بعد أن أجبرت جائحة كورونا دول العالم إلى اغلاق دور التعليم من مدارس وجامعات ، فكان لابد من حلول لاستمرار عمليات التعلم فجاء التعليم عن بعد كمخرج للأزمة لإنقاذ الموسم الدراسي وإعداد مواقع خاصة تتيح للطلبة متابعة دروسهم، أو اللجوء لوسائل الإعلام الجماهيري كالقنوات والإذاعات الحكومية ، فنجحت العديد من الدول في ذلك المنحى لكن الدول العربية باتت على المحك – كالعادة- فالعديد من العراقيل واجهت التجربة العربية أدت إلى تعرية سوءات معظم الدول العربية وكشف عيوب أنظمة تعليمية لم تكن ناجحة في الأساس في النموذج التعليمي التقليدي القائم على الدراسة داخل الفصول ومن ثم فشلت في إدارة ملفات التعليم عن بعد . وأشار إلى أن منظمة اليونيسكو كانت قد أحصت 138 دولة اتخذت قراراً بإغلاق تام أو جزئي للمدارس والجامعات ، ما يعني أن 1.37 مليار تلميذ وطالب عبر العالم تأثروا سلباً، أي أنه بين كل أربعة أطفال، ثلاثة تأثروا بهذه الإجراءات.
كما توجد دول أعلنت مسبقاً إلغاء بعض الاختبارات النهائية لاقتناعها أن التعليم عن بعد من الصعب أن يوّفر بديلا لها كما فعلت فرنسا ، لكن تبدو التجارب العربية الأكثر خجلاً في تعاطيها مع الواقع التكنولوجي والاستعداد للأزمات .
جاء هذا التصريح على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده مركز لندن للبحوث بالتعاون مع مدارس الفجر النموذجية بالقدس للإعلان عن انتهاء المرحلة الختامية من الاستعدادات لإطلاق المؤتمر الدولي العاشر المعنون بـ ” التعليم في الوطن العربي تحديات الحاضر و استشراف المستقبل – القدس والذي تنظمه مدارس الفجر الجديد النموذجية بالقدس في الفترة من 27 -28 سبتمبر 2020 – 10 -11 صفر 1442 هجرياً – على المنصة الافتراضية ZOOM .
وأضاف عبد العزيز : وفقاً لتوجيهات رئيس مركز لندن للبحوث أ. د ناصر الفضلي ، وفي ظل استمرار أزمة جائحة كورونا يواصل المركز مؤتمراته عبر المنصة الافتراضية بعد أن أقام المؤتمر التاسع حول كوفيد 19 تقنياً ولاقى نجاحاً بالغاً ، فكان التعاون مع مدارس الفجر النموذجية بالعاصمة الفلسطينية القدس لاقامة مؤتمر التعليم في وقت اصبح فيه التعليم العربي على المحك بعد إيقاف المدارس واللجوء الى التعليم عن بعد .
وأشار الى أن إحدى عشرة دولة أعلنت مشاركتها في المؤتمر من خلال 70 باحثاً وباحثة أجازت لجنة التحكيم العلمية التي تألفت من طيف من كبار الأكاديميين في تخصصات تعليمية واجتماعية وإعلامية وتقنية مختلفة ، أجازت 56 بحثاً علمياً رصيناً ستشكل إضافة كبيرة لصانع القرار التعليمي في العالم العربي .
وأثنى على الجهود الحثيثة لشريك المؤتمر مدارس الفجر النموذجية وعلى رأسهم رئيس المؤتمر الدكتور خالد الدويك الذي وفر كافة المتطلبات لإنجاح المؤتمر كذلك المنسق العام النشط أ. محمد وحيد الذي قاد فريق العمل من القدس ، ولم يتبقَ سوى أسبوع لبدء فعاليات المؤتمر العلمي المهم في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بالمنطقة والعالم وما أحوجنا إلى استمرار التعليم الذي يدفع بمجتمعاتنا الى مصاف الدول المتقدمة .
وختم بشكر الجهات الراعية والمشاركة ومنها جامعات عريقة مثل جامعة صلاح الدين في إقليم كردستان العراق وجامعة ميسان وجامعة ذي قار وهيئة المرأة العالمية للسلام والتنمية ومركز كامبريدج للبحوث والتدريب ونقابة الصحافيين الكويتية والأونروا وجمعية المدربين الفلسطينيين ومدارس الإنجاز وصحيفة الكويتية .