درك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المخاوف المشروعة لشعبه من شن حرب قد تؤدي إلى خسائر بشرية محتملة بين جنوده، لكنه في الوقت نفسه يعرف تبعات تراجع صورة أقوى دولة في العالم في حالة الصمت على تصرفات إيران الاستفزازية.
تأتي تصريحات ترمب في منتصف الطريق للحفاظ على الهيبة الأمريكية ومواجهة مخاوف بعض الأمريكان، مما يجعله يؤكد دائما على ردع إيران والتشديد على عدم الدفع بمزيد من الجنود الأمريكان للمنطقة.
يقول الرئيس الأمريكي في مقابلة أجرتها معه «بزنس فوكس نيوز» إن احتمال نشوب حرب مع إيران ليس مستبعدا، متوقعا أن هذه الحرب «لن تدوم طويلا». ولكن ترمب أعرب عن أمله بعدم وقوع هذه الحرب، وأكد أنه في حال حدوثها فإنها ستتم بدون «إرسال جنود أمريكيين على الأرض».
لم يستبعد ترمب احتمال اندلاع حرب مع إيران، ويتوقع «ألا تطول كثيرا»، مما يتعارض مع تصريحات لنظيره الإيراني أوحت بالتهدئة، ومع أن الرئيس الأمريكي حرص على القول إنه لا يرغب في وقوع نزاع من هذا النوع، فإن تصريحاته هذه جاءت بمثابة تحذير إلى إيران، وأعرب عن أمله بـ»ألا يحصل ذلك»، قبل أن يضيف «لكننا في وضع قوي للغاية في حال حدوث شيء ما، نحن في وضع قوي للغاية، ولن تطول الحرب كثيرا».
وحذر الرئيس الأمريكي في وقت سابق من أي هجوم إيراني محتمل على مصالح أمريكية، متوعدا في حال حصول ذلك برد «ساحق».
في المقابل خفف الرئيس الإيراني حسن روحاني من لهجته وحاول استمالة الأوروبيين، ونقلت الوكالة الإيرانية عن روحاني قوله «أقول للأمريكيين: لقد اخترتم الطريق الخطأ، وأقول للأوروبيين: إنكم مخطئون بعدم قيامكم بأي شيء وأدعو الجميع إلى العودة إلى التقيد بالتزاماتهم».
وشدد روحاني على أن انضمام إيران إلى الاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا عام 2015 «كان مشروطا بالوعود الأوروبية الهادفة لضمان المصالح الاقتصادية لإيران، والتي لم يتحقق أي شيء منها».
وقال روحاني أيضا لماكرون «إذا لم تتمكن إيران من الاستفادة من الاتفاق فإنها ستحد من الالتزامات الواردة فيه»، مذكرا بأن إيران «لن تدخل مهما كانت الظروف في مفاوضات جديدة حول الاتفاق».
وتختلف لهجة روحاني عن اللهجة التي استخدمها الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني في مذكرة نشرتها وكالة فارس الإيرانية، وأعلن فيها أن بلاده ستوقف التزامها ببندين آخرين من بنود الاتفاق النووي.