تأسست مدرسة البلد الأمين للموهوبين بمكة عام ١٤٣٧هـ وهي تسير بخطى ثابتة لكي تكون منارة علمية في أطهر بقاع الأرض ثم في العام التالي تم افتتاح مدرسة بكة الثانوية للموهوبين بنفس المبنى، ويعود الفضل بعد الله تعالى إلى العقول التي تبنت الفكرة بإدارة التعليم وإدارة الموهوبين وفرق العمل التي عملت بجد وتفانٍ.
تم ترشيح قائد المدرسة أ.عطا الله اللقماني الذي بذل جهود حثيثة في التأسيس ونال شرف المنجزات التي تحققت خلال أربعة أعوام .
كما تم ترشيح مجموعة معلمين كانوا هم السواعد الفتية وقد وفقت إدارة موهوبي مكة في الاختيار وجودة المقاييس التي من خلالها تم اختيار المعلمين وتم تدريبهم لمدة شهرين على استراتيجيات ودورات تأهيلية وطرائق التدريس الحديث ولعل من أبرزها التمايز .
سعت إدارة التعليم لتسخير جميع الإمكانات وتحقق الهدف وتم الافتتاح في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، بحضور وكيل الوزارة د. نياف الجابري ومدير تعليم منطقة مكة المكرمة أ.محمد الحارثي وبدأت بداية قوية بدأً بآلية القبول ومقاييس الترشيح والاختبارات المقابلات الشخصية وأصبح تصنيف الطلاب وفق نموذج يحاكي النماذج المتقدمة في تعليم الموهوبين.
رغم العمر الزمني القصير لمدارس الموهوبين بمكة المكرمة إلا أنها أخذت مكانتها في تعليم الموهوبين على مستوى المملكة العربية السعودية ونظير المشاركات العلمية لمدير إدارة الموهوبين د.محمد رواس بعضوية مجلس الموهوبين العربي بأوراق عمل ولجان قدمت كنموذج واعد في ورقة عمل للمشرف التربوي أ.فيصل الجهني كتجربة رائدة في تعليم الموهوبين على مستوى العالم العربي في دورة المجلس بالعام الحالي ١٤٤٠هـ في دورته بمصر.
حقق الطلاب الموهبين العديد من المراكز المتقدمة وكان لهم السبق في حصد الجوائز في المسابقات بشتى أنواعها والألمبيادات على مستوى الوزارة والإدارة والجدير بالذكر أن أساليب رعاية الموهوبين ثلاثة :
١-تجميع في مدرسة مستقلة ويعد من أنجح الأساليب في رعاية الموهوبين لكثرة إيجابياته.
٢-فصول داخل مدارس عامة.
٣-برامج مكثفة .
نجحت تجربة مكة في أسلوب المدرسة المستقلة.
الموهوبون هم من الرأس مال البشري الذي تعول عليه جميع الدول وتتنافس في مجال استقطاب العقول الموهوبة، فالعقول ثروة لا تقدر بثمن يعول عليها في سباق التقدم الحضاري والعلمي والرقي بمجتمعاتهم.
من واقع خبرة الطلاب في المملكة العربية السعودية نماذج فذة وعقليات متميزة متى ما آمنوا بقدراتهم ووجدوا الرعاية في الحاضنة الإبداعية الأولى الأسرة وتمت تنمية مواهبهم وزرع الثقة في نفوسهم وتدريبهم على التعبير عن إمكاناتهم برزوا وأخذوا مكانتهم في مجتمعهم ثم يأتي دور الحاضنة الإبداعية الثانية وهي المدرسة.
المجتمع بحاجة لدور ريادي للمبدعين لكي يقودوا المجتمع ويمتلكوا زمام المبادرة في الريادة بمجتمعهم ويحققوا منجزات للوطن فالعقليات الشابة الموهوبة والمبدعة هم رافد من روافد التقدم العلمي والبحثي والتقني، وتنمية هذا الرأس مال البشري عبر حواضن إبدعية كمدارس الموهوبين تقوم على أسس ولها رؤية في بناء جيل مبدع له أثر بناء في تنمية المجتمع.
الحاجة ماسة إلى نشر ثقافة الموهبة والإبداع وتنمية القدرات العقلية لكي يتم استثمار هذه الطاقات الوطنية بالشكل الأمثل، فلا شك بأن مؤسسة موهبة والدور الريادي الذي تقوم به في هذا المجال يعد جهدا جبارا كما أن جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المبدعين والمبتكرين جائزة تحفيزية لها أثر عظيم .