نظم نادي أبها الأدبي قراءة نقدية في رواية ( يوسف بلا أسباط ) للروائي /حسن آل عقيل
أقامتها لجنته في محافظة محايل
شارك فيها د.صالح السهيمي د.هاجر سليمان وأدارها د.زياد مقدادي.
وبثت عبر منصة zoom وقناة النادي على اليوتيوب:
رحب مقدادي بالضيفين المشاركين في هذه القراءة النقدية ثم دعاهما للبدء
بدأ الدكتور صالح بن أحمد السهيمي بورقته النقدية حيث تناول فيها دلالات المسكوت عنه في الرواية المعنية بالقراءة قائلا:
أثارت الرواية أسئلةً شائكةً حول تيّار فكري تأثرت به البلاد في وقت متقدم، حيث رأى الراوي في الرواية قضايا تصبُّ في ( دلالات المسكوت عنه) وما دار حولها من آثار تركها هذا الفكر المتشدد في نظر الراوي على مستوى الآثار الاجتماعية والآثار النفسية والعلاقات واختلالها بين أفراد المجتمع الواحد!!
إنَّ الرواية قد أثارت في أجزاء منها المسكوت عنه وناقشته إبداعيا وفكريا، حتى غدا هذا الالتقاء بين الفكري والفني التقاءً متأرجحا بين العمق والسطحية، بل مضطربا في بعض مواضع الرواية، فالمشاعر وحدها لا تبني عملا روائيا .
ثم ذكر السهيمي أن الاسترسال في المفهوم بين القديم والمعاصر يقود إلى اتساع في الطرح النقدي للتطور التاريخي للمفهوم وقال: سأقف عند مفهوم القصدية وعلاقته بالمسكوت عنه، إذ إن مفهوم القصدية يتجلى في تحليل الخطاب الروائي عبر قصدية المؤلف والمؤول والنص، ويعد من المفاهيم المرتبطة بالمسكوت عنه، لذا يتجلى المسكوت عنه في رواية (يوسف بلا أسباط) في بعدين يسيران في الرواية، ويتمثلان في البعد الفني والبعد الفكري، ولعلي هنا أبدأ بالبعد الفكري الذي ناقشتْهُ الرواية وهو التركيز على فترة زمنية سابقة كانت تتمحور حول شخصية الشيخ يوسف ذات المكانة العالية (كما يراهـا المجتمع) انتهت إليها في ذلك الزمن المرجعية الدينية والتربوية والمعرفة المطلقة بالحياة وشؤونها (كما صورها الراوي)، فحاول الراوي زعزعة هذه المكانة عبر أحداث سردية وبناء نظام وصفي للشخصيات؛ يرتقي بها أحيانا نحو العمق، وسرعان ما يتراجع إلى السطحية بسبب الاختزال أو سرعة الإنهاء!! وفي البعد الفكري المكرور في روايات سابقة كانت تمثل شجاعة في زمن مضى أو تهورًا في بعض الأحيان كما تجلى ذلك في روايات بعض الروائيين..وهذا يعني أن الموضوع الروائي لا جديد يطرحه من حيث الأسئلة الفكرية، وإن جاء متأخرا (كموضوع) إلا أنه من الموضوعات الروائية التي تثير الأبعاد الفكرية وتجعلها موضوع نقاش مجتمعي، ومحل إثارة في التلقي؛ كونها تقوم على مبدأ الحوارية .
أمَّا البعد الفني، فيأتي المسكوت عنه مُثيرًا بعض القضايا في التشكيلات الفنية، التي لا بد لها من وقفات تأمل للمتلقي، كونها تثير أسئلةً فنيةً وأخرى معرفية، ولعل أولى هذه القضايا علاقة الشواهد النصوصية بالفصول داخل الراوي، هل جاءت استعراضا ثقافيا أم ترابطا نصيا متوافقا أو مختلفا عن قصدية الفصل، ولعل هذه الشواهد الحاضرة في الرواية تدل على اختيار وقصدية تجتمع فيها إرادة الكاتب ووعي الراوي بما يرويه.
ومن يعيد العلاقة
بين الشاهد والفصل الخاص به في الرواية يجد المتلقي انتقاءً مترابطا نوعًا ما بين الدال والمدلول.
وتناولت الدكتورة هاجر سليمان البنية في رواية( يوسف بلا أسباط )
حيث قالت عن بنية الراوي والرواية:
تكمن أهمية دراسة البنية الروائية في أنها تجعلنا نقف على مفاصل العمل وعناصره المكونة وكيف استخدم الكاتب أدواته في رسمها؛ فهذا النوع من الدراسة هو الأقدر على إظهار إمكانات الكاتب الفنية نظرا لتنوع التقنيات الفنية بتنوع العناصر البنائية المكونة من : لغة، وحبكة،وراو، وزمان، ومكان..
بنية الراوي والرواية :
جمعت هذه الرواية في أسلوب سردها بين رواية ذاتية تعبر عن وجهة نظر داخلية معايشة يمثلها بطل الرواية ورواية أخرى موضوعية تنظر إلى القصة من الخارج فجعل الرواي الرواية تمضي كرواية داخل أخرى معتمدا في حكايته أسلوب الاسترجاع لأحداث الماضي وعبر هذا الاسترجاع حكى القاص الأحداث على لسان البطل ..
أما بنية الحكاية فقد حافظ الكاتب ببراعة على وتيرة التشويق معتمدا على عقدة الرواية وهي التي جعلت القارئ ينتظر حلها وكشف سرها حتى النهاية
..اعتنى بذلك كون البطل كان محكوما عليه بالقصاص ؛ لقد حافظ على هذا السر حتى الصفحات الأخيرة ونجح إلى حد كبير في انسيابية الأحداث نحو التنامي الدرامي تصاعدا مضمنا حبكته الحزينة كل ما أراده من إسقاطات..
كما تناولت في بقية الورقة بنية اللغة وبنية الزمان والمكان بالكثير من التفصيل والدقة ما أعطى مجالا إلى اتساع مساحة المداخلات والنقاشات من الحضور كما حظيت ورقة د. صالح بذات الاتساع..
في نهاية الندوة قدم المدير الإداري بنادي أبها الأدبي د. أحمد التيهاني كلمة النادي نيابة عن رئيسه د.أحمد آل مريع.