دماغ المتعلم قادر على التعلم والنمو إذا تمت رعايته ومساعدته بالطريقة المناسبة التي يمكن أن تؤثر على مسار حياته الأكاديمية بأكملها . يمكن أن يكون التعلم القائم على الدماغ أحد أفضل الطرق لمساعدة المتعلمين على تحقيق عملية التعلم . ولكن ما هو التعلم القائم على الدماغ؟ باختصار يمكن تعريف التعلم القائم على الدماغ على أنه جميع نظريات التعلم التي تعتمد على مجال علم النفس , علم الأعصاب و التقنية كأساس لها. بعبارة أخرى ، تتضمن الاستراتيجيات التي تقع تحت مظلة التعلم القائم على الدماغ , أي أنها كل شيء تم تطويره ليتماشى مع الطريقة التي تتعلم بها أدمغتنا بشكل طبيعي. فهذا يعني أيضًا أن أي شيء نفعله للبقاء على قمة العلوم التربوية وإحضارها إلى الفصول الدراسية يساهم في استخدام التعلم القائم على الدماغ مع المتعلمين.
قد يتساءل بعض المعلمين كيف يمكننا البدء في التعلم القائم على الدماغ؟ نظرًا لظهور بحوث جديد دائمًا ، فمن المهم البحث عن أفكار جديدة في عالم التعليم من خلال قراءة المجلات التعليمية أو مناقشة الاستراتيجيات مع الزملاء أو حضور اجتماعات المعلمين. و بمجرد اكتشاف استراتيجية تعلم جديدة قائمة على الدماغ ، اختبرها مع الطلاب لمعرفة ما إذا كانت ذات فعالية في الفصل الدراسي أم لا. ومع ذلك ، ضع في الاعتبار أنه نظرًا لعدم تشابه عقول الطلاب ، فقد تعمل بعض الاستراتيجيات مع طلاب معينين بشكل أفضل من غيرهم. و إذا قرأت عن نظرية قائمة على البحث ولكن وجدت أنها لا تناسب احتياجات طلابك ، فلا تقلق! طالما أنك تبذل جهدًا لاكتشاف واستخدام البحث التربوي لمساعدة طلابك ، فأنت تستخدم روح التعلم القائم على الدماغ في غرفة الصف التابعة لك.
وقد يتسأل أخرون لماذا نبذل الجهد للبحث في المناهج المعتمدة على الدماغ واستخدامها في الفصول الدراسية ؟ الفوائد واضحة وهامة. لا يمكن أن يعزز التعلم القائم على الدماغ التقدم الأكاديمي للطلاب فحسب ، بل يمكنه أيضًا تحسين سلوك الفصل الدراسي وتعزيز بيئة تعليمية إيجابية في المدرسة. و على المستوى السطحي القائم على الدرجات ، يمكن أن يكون لاستخدام النظريات النفسية أو العلمية للتعلم فوائد عظيمة .حيث و جد الباحثون ، على سبيل المثال ، أن المعلمين الذين يطبقون التعلم القائم على الدماغ غالبًا ما يرون زيادة في الاحتفاظ بالمعرفة والأداء الأكاديمي. اذا فالطلاب لا يحصلون على درجات أعلى في الاختبار فحسب ، بل يتذكرون أيضًا المهارات التي تعلموها ويمكنهم استخدامها خارج الفصول الدراسية .و الآن بعد إيضاح ما هو التعلم القائم على الدماغ وكيف يمكن أن يعمل ،حان الوقت لاكتشاف بعض استراتيجيات التعلم النشط القائمة على البحث العلمي. استراتيجية التعلم متعدد الحواس التي تقوم على إشراك حواس متعددة في الدرس ، مثل اللمس أو الصوت ، فالطالب قد يكون أقدر على فهم المعلومات والاحتفاظ بها فتره اطول باستخدام هذه الاستراتيجية, كما يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم ، مثل عسر القراءة. كما أن التعلم المعتمد على الدماغ يتوافق أيضًا مع التعلم الاجتماعي العاطفي . ويشير التعلم الاجتماعي العاطفي إلى الطريقة التي يتعلم بها الطالب كيفية إدارة أفكارهم ومشاعرهم وأفعالهم. فإذا تعلم الطلاب هذه المهارات الإدارية في الفصل ، فإنها ستساعدهم على التعامل مع التحديات داخل المدرسة وخارجها بسلوك صحي. ومن ضمن النظريات ايضا ,نظرية الذكاءات المتعددة التي تساعد المعلمين على تذكر أن لكل طفل دماغ مختلف عن الأطفال الأخرين ويمكن أن يستجيب بشكل أفضل لأنشطة معينة ولا يستجيب للأخرى. فتعد هذه الاستراتيجيات الثلاث مجرد أمثلة بسيطة لكيفية عمل التعلم القائم على الدماغ ضمن نظريات التعلم المعروفة. إذا التعلم القائم على الدماغ يعد أحد أفضل الطرق لمساعدة الطلاب على تحقيق أقصى استفادة من تعلمهم. و أخيرا , لنضع هذه النصائح الخمس في الاعتبار عند التخطيط لأنشطة التعلم المعتمدة على الدماغ في الفصل: اولا التعلم المعتمد على الدماغ ليس فقط نظريًا ولكنه عملي أيضًا, فعلينا تقديم المهام بطريقة تعكس التحديات التي قد يواجهها الطلاب في الحياة الواقعية. ثانياً: كما أن التعلم المعتمد على الدماغ يشمل أيضًا التطور الاجتماعي العاطفي, فينبغي التخطيط للدروس التي تعلم الطلاب المهارات الاجتماعية وبناء الفريق .ثالثاً: بيئة المتعلم يمكن أن تعزز أو تضعف تحصيله الأكاديمي. فيجب أن نتجنب إنشاء دروس أو مواقف تجعل الطلاب يشعرون بالقلق المفرط أو التهديد أو العجز. رابعاً: يجب ألا نقصر الدروس على حفظ الكلمات أو الحقائق. فيفضل استخدم الأنشطة التي تساعد الطلاب على تعلم كيفية حل المشكلات وتطوير مهارات التفكير النقدي التي ستفيدهم طوال حياتهم . خامساً: لن تكون كل استراتيجية تعلم تعتمد على الدماغ مناسبة لجميع الطلاب . فتجريب مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات المختلفة للعثور على أفضلها لطلابنا هي الطرقية المثلى .
بقلم آسيا عبدالله العسكر
إشراف الدكتور حمد القميزي
متطلب من متطلبات المنهج ونظريات التعلم
ماجستير مناهج وطرق تريس جامعة سطام