أكد ضيوف ندوة “التطوع.. تحفيز وتنمية”، التي نظمتها جمعية “إعلاميون” في مقرها الرئيس، بمناسبة يوم التطوع السعودي والعالمي على أهمية رفع وعي وثقافة المجتمع بالعمل التطوعي بما يتواكب و”رؤية ٢٠٣٠” لأنه أحد مرتكزاتها، وأن نعمل على تعزيزها وترسيخها في ثقافة النشء من أبنائنا وبناتنا، وأن برامج التطوع فيها محفزات عديدة من أهمها محفزاتها الأكاديمية والتعليمية في الجامعات والمدارس….
بداية رحب عضو مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” الأستاذ/ سعد الجريس بضيوف الندوة، مؤكدًا أن هذه الليلة من ليالِ الوطن، ومنوهآ بإسهامات الجمعية في العمل التطوعي، وأبان “العمل التطوعي عمل إجتماعي وتكافل بين أفراد المجتمع الواحد، وديننا الحنيف كان سباقاً للعمل التطوعي قبل أن يحدد من قبل المنظمات الدولية تحديد يوم الخامس من ديسمبر 1985م يوماً عالمياً للتطوع”.
من جهته، شدد الأستاذ / سليمان الزبن وكيل التنمية الإجتماعية لوزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية سابقًا على أن العمل التطوعي ليس له وقتآ محددآ بل هو مستمراً على مدار العام وثابت، وأن جهود الوزارة في هذا الأمر واضحة وجلية.
وأوضح الزبن أن أهداف الوزارة جاءت متماشية مع رؤية 2030 حيث عملت على وضع الأطر النظامية والقانونية للعمل التطوعي، وتخصيص الأعمال التطوعية حسب الإختصاصات والإحتياجات، قائلًا “أطلقت الوزارة منصة العمل التطوعي لتكون مرجعآ لكافة الجمعيات الراغبة في تقديم برامج تطوعية، وأن مثل هذه الأمور يجب أن تمر عبر المنصة من حيث الفرص ونوع العمل التطوعي، وذلك منعاً للعمل العشوائي والجهود الفردية”.
وأردف الزبن قائلاً: “موافقة المقام السامي على إنشاء لجنة التطوع والتي تشمل العديد من الجهات الحكومية الخدمية وإنشاء وحدات التطوع في الجمعيات كان لها الدور البارز في توحيد الجهود ومنع التشتت.”
وأضاف الزبن: هناك تحدٍ كبير أمام الوزارة في الوصول إلى مليون متطوعآ وفقاً لرؤية المملكة 2030، وذلك بإشراك العديد من الجهات الحكومية في العمل التطوعي، وأن تحقيق مثل هذا الرقم ممكناً عبر خدمة ضيوف الحرمين الشريفين، حيث يصل أعداد المتطوعين لمئات الآلاف من المعتمرين والزوار، كما أن ثقافة العمل التطوعي يجب أن تشاع في مجتمعنا وأن نعمل على تعزيزها وترسيخها في ثقافة النشء من أبنائنا وبناتنا.
وقال الزبن أن برامج التطوع فيها محفزات وليست بالضرورة أن تكون مادية، ولها محفزاتها الأكاديمية والتعليمية في الجامعات والمدارس.
وكشف الزبن بأن هناك أرقام مميزة في العمل التطوعي، حيث بلغ عدد المتطوعين للمرة الأولى 382 ألف متطوعآ، وبالتكرار بلغ عددهم 565 ألفآ، وأن عدد ساعات التطوع خلالها بلغت 154 ألف ساعة.
من جانبه، أكد عضو مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” الأستاذ/ خلف ملفي أن الإعلام له دور كبير وحيوي في كافة مناشط المجتمع الذي يحتاج للعمل التطوعي، حيث لم يكن لدينا في السابق هذه الثقافة، وأن رؤية المملكة 2030 وضعت العمل التطوعي هدفاً استراتيجياً في الوصول إلى مليون متطوعآ، كما أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية بقيادة معالي الوزير المهندس / أحمد الراجحي فتحت المجال لإنشاء الجمعيات، حيث تجاوز عدد التصاريح الممنوحة خلال الفترة الماضية 200 % مقارنة بالفترة التي سبقتها.
وأضاف: بالرغم من مساوئ جائحة كورونا (كوفيد – 19) إلا أنه كان لها جوانب إيجابية أعادت المجتمع إلى وسائل الإعلام التقليدية، وساهمت في التركيز أكثر على العمل التطوعي، وكان لجمعية “إعلاميون” الدور البارز في هذه الجائحة بنشر أربعة آلاف مادة إعلامية خلال فترة كورونا وهو رقم كبير ومهم، وأن المسؤولية الإجتماعية لدينا قدمت مساهمات متعددة، ما يعزز المسئولية الإجتماعية في جمعية “إعلاميون”.
وحث خلف ملفي، المشاهير على تنمية دورهم في خدمة المجتمع من جانب المسؤولية الإجتماعية وليس فقط الإكتفاء بالتحصيل المالي عبر الإعلانات التجارية.
على صعيد متصل، أكد عضو مجلس إدارة جمعية الأسر الإقتصادية الدكتور / عبد الله الناهسي على أن العمل التطوعي توسع مؤخراً في المجتمع من منطلق ديني وعادات وتقاليد، واستشهد بالآية (من يعمل مثقال ذرة خيراً يره) وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إماطة الأذى عن الطريق صدقة)، وهي أدلة تثبت تأكيد ديننا الحنيف على العمل التطوعي وما يجنيه الشخص من هذا العمل والأجر من الله سبحانه وتعالى.
وأضاف: يخضع العمل التطوعي الآن لقوانين وأنظمة بجهود وزارة الموارد البشرية، وجمعية الأسر الإقتصادية عندما حُل مجلس إدارتها السابق وتشكيل مجلس جديد، حيث وضع معالي الوزير ثقته في هذا المجلس الذي عمل على تجاوز العديد من العقبات والمشاكل القانونية والمالية والأمنية، ومن ثم عمل مجلس الإدارة على تغيير مسمى الجمعية إلى جميعة الأسر الإقتصادية ، كما عملنا على تغيير الصورة النمطية عن الأسر المنتجة وتعزيز دورها في المجتمع والإقتصاد المحلي، ومجلس إدارة الجمعية قد وضع الخطط الإستراتيجية والأهداف نصب عينيه وهو يعمل على قدم وساق على تحقيقها وتنفيذها على أرض الواقع.
ولفت الناهسي إلى أن جمعية الأسر رغم بدايتها إلا أنها حققت العديد من الأرقام، حيث بلغ عدد الفعاليات التي أطلقتها 11 فعالية ووصل عدد المشاركين فيها إلى 87 مشاركآ، وعملت الجمعية على العديد من المبادرات منها مبادرة تسويق منتجات الأسر، ومبادرة منتجنا أولى، ومبادرة نقاط البيع مع مهرجان الملك عبدالعزيز للأبل، بالإضافة إلى تنظيم معامل الأسر والـ (فود ترك) والمطابخ المركزية، وتوقيع اتفاقية مع مكتب MIS للإستشارات المالية التي تضمنت أربع مبادرات أخرى نوعية، وطموحنا أكبر من ذلك بكثير.
وفي ختام ندوة “التطوع.. تحفيز وتنمية”، سلم عضو مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” الأستاذ/ سعد الجريس، المتحدثين دروع الجمعية التذكارية تقديرًا من “إعلاميون” على مشاركتهم وتفاعلهم مع الحدث العالمي والوطني المهم.