أكّد معالي وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ أنّ التعليم العام يشغل مكانةً بارزةً في اهتمام جميع الدول بشكلٍ عام، ودول الخليج بشكلٍ خاص، وذلك إدراكًا منها لدوره المحوري في بناء التنمية الشاملة، الأمر الذي يقود المؤسسات التعليمية إلى تحمّل مسؤولياتها، والسعي إلى رفع جودة التعليم وتحسين مخرجاته.
وقال معالي د.آل الشيخ في كلمةٍ ألقاها خلال رعايته الحفل السنوي لجائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج للتفوق الدراسي لطلبة التعليم العام في دورتها الثالثة عشرة (عن بُعد): “إنّ التفوق الدراسي يظلّ عنواناً لمخرجات العملية التعليمية، ومؤشراً حقيقياً لنضج العملية التربوية وجودة أدائها”.
وأضاف أنّ تطوير قدرات الطلبة الإبداعية ومساعدتهم على تحقيق التفوّق العلمي والدراسي أحد أهم محكّات نجاح النظام التربوي، وتحقيق الجدوى المطلوبة والتأكيد الجلي على سخاء الدعم الحكومي وتوجيهه إلى الوجهة الأمثل.
وأشار معاليه إلى الاجتماع لتكريم للمتفوقين لعدّة اعتبارات، أهمها، أنّ التكريم قيمة أخلاقية وإنسانيةٌ واجتماعية، وممارسة منطقية وحضارية، فمن اجتهد وأجاد خليق بأن يُقدّر، وأن يبثّ فيه الحماس للاستمرار في دائرة الجدّ والاجتهاد والتفوّق، وهو أمر ضروري لنهضة المجتمعات وتقدّمها.
وأكّد الوزير آل الشيخ أنّ رعاية مؤسسات القطاع الخاصّ لجوائز التميز والإبداع، ومنها “جائزة التفوّق الدراسي لطلبة التعليم العام” المخصصة لتكريم وتحفيز الطلبة المتفوقين دراسيًا؛ خير دليل على أنّ الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج لديها مؤسسات رائدة لا تدّخر جهدًا في سبيل خدمة المجتمعات الخليجية بوجهٍ عام، والتعليم بوجهٍ خاص.
وأضاف د.آل الشيخ أنّ مشاركة القطاع الخاص والأهلي في دعم مثل هذا التوجّه نحو الاحتفاء بالتفوق الدراسي والإبداع بمختلف أشكاله أصبح حاجة ملـحّة في إطار تحقيق الشراكة بين القطاعين الحكومي والأهلي؛ باعتبار أنّ مخرجات التعليم الجيدة ستصب آخر الأمر في خدمة سوق العمل ومؤسساته الاقتصادية، التي تسهم في تحقيق التنمية الشاملة لأوطاننا.
وأشار إلى أنّ اهتمام مكتب التربية العربي لدول الخليج بالطلبة المتفوقين دراسيًا وتخصيص جائزةٍ للمتميزين منهم، وتكريمهم سنويًا، تأتي استجابةً للأولويات التي تسهم في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة، وتعزز استمرار تفوق الطلبة في المراحل الدراسية المختلفة، وتدفع بقية زملائهم إلى الاقتداء بهم.
وقدّم معاليه التهنئة للطلاب والطالبات لما بذلوه من جد ومثابرة في ميادين العلم، سائلاً الله القدير لهم المزيد من التوفيق والنجاح؛ ليحققوا لأوطانهم ما تطمح إليه من عزة وتقدّم، مشيراً إلى الجهود التي بذلها مكتب التربية العربي لدول الخليج كجهة منظمة ولشركة المراعي كجهة راعية لهذه المبادرة المباركة، التي تحفّز على التفوق وتحتفي به على النطاق الخليجي.
وألقى معالي د.علي بن عبد الخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج كلمة قال فيها: “إن جائزة التفوق تمثل أجمل صور الشراكة بين جهة حكومية هي مكتب التربية العربي لدول الخليج، وشركة رائدة في الجودة والإنجاز ودعم الكفاءات الوطنية، وبخاصة في مجال التعليم، وهي شركة المراعي”.
وقدم معاليه التحية والشكر لشركة المراعي بقيادة صاحب السمو الأمير نايف بن سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة المراعي، والشكر لسعادة الأستاذ فيصل بن مرزوق الفهادي نائب الرئيس التنفيذي للشركة، ولكل من أسهم في إخراج هذه النسخة من جائزة التفوق الدراسي لطلبة التعليم العام في دول مجلس التعاون الخليجي”.
وأشار معاليه إلى أن هدف تربية النشء، وخدمة الإنسان الخليجي قد جاء على رأس أولويات وأهداف إستراتيجية مكتب التربية العربي لدول الخليج، موجهاً تهنئته للمكرمين والمكرمات، والتهنئة كذلك لأولياء أمورهم بما قدموه من متابعة ورعاية مستمرة لهم، أثمرت هذا التميّز.
واختتم معالي د.القرني كلمته مخاطبًا المكرّمين، قائلاً: “سيروا أبنائي على بركة الله، وأخلصوا في استعدادكم، لتكونوا دائمًا من الفائقين، وكونوا أبدًا على ثقة بأن مكتب التربية العربي لدول الخليج سيكون إلى جانبكم راعيًا ومحفّزًا لكم، ومباهيًا بكم” .
وفي كلمة شركة المراعي في هذه المناسبة، وجَّه الأستاذ فيصل بن مرزوق الفهادي باسم الشركة التهنئة للمكرَّمين، مشيراً في كلمته إلى أن النجاح الذي تحققه جائزة التفوق لطلبة التعليم العام في الخليج ــ والتي تحرص المراعي على رعايتها ــ هو نجاح متصل ومستمر منذ اثني عشر عامًا مضت، وإن هذا النجاح يُثبتُ ــ بما لا يَدَعُ مجالًا للشك ــ أن احتضان مثل هذه القناديل المضيئة، والنماذج المُبهجة، يتعدى كونَهُ مبادرةً عابرةً معزولة، بل يمتدُّ إلى واجب وعمل مؤسَّسِيٍّ علينا جميعا الالتزامُ به ورعايتُه”.
وأضاف أن شراكتَنا الفاعلةَ مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، ووزارات التربية والتعليم في دول المجلس، لتعبِّرَ عن قصة نجاح حقيقية، أبطالهُا الطلبة الخليجيون الذين يُضيئون مَداناً اليوم، مثلما يفعلون كلَّ عام.
وتضمن حفل التكريم كلمة وفاء للمكرمين السابقين بجائزة التفوّق الدراسي من طلبة المملكة العربية السعودية في دورتي 2006 و2008، وكذلك كلمة المتفوقين في الدورة الحالية للجائزة 2019، كما تضمن فقرات فنية بهذه المناسبة.
يُذكر أن الجائزة تهدف إلى تحقيق توجيهات ورؤى أصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم في الدول الأعضاء بالمكتب في مجال العناية بالموهوبين والمتفوقين والمبدعين من الطلاب والطالبات، كما تسعى إلى تعزيز التفوّق والإبداع لدى طلبة دول مجلس التعاون، وفتح أبواب المنافسة، وتنمية قدراتهم ومواهبهم، وإتاحة الفرصة لهم للالتقاء والتواصل فيما بينهم، بما يسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمكتب، التي تُعنى بالاهتمام بالناشئة، والاستثمار في الإنسان. كما تجسّد الجائزة اهتمام القطاع الخاص بالتعليم، والإسهام في صناعة إنسان الغد الخليجي.