تعقد وحدة التعقيم المتنقل في دارة الملك عبدالعزيز صداقة وشراكة جديدة مع المواطنين من الفئات الاجتماعية والعلمية كافة وذلك كلما حلّت في مدينة من المدن أو المحافظات، ففي المدة السابقة وفي أثناء وجودها في المدينة المنورة ثم جدة شاركت مواطنين فرحتهم بتعقيم وثائقهم الخاصة وكتبهم القديمة ومكتباتهم الكبيرة والصغيرة وفق معايير التعقيم الحديثة والدولية، ومن ضمنها صك ملكية منزل يعود تاريخ كتابته إلى أكثر من مئة عام، كما عقّمت عددًا من الوثائق العائلية لأسرة تعود أصولها إلى وسط آسيا. و(١١) كتابًا مهلهلًا في مكتبة منزلية تعود لأحد الشغوفين بجمع الكتب وقراءتها.
ولا تنظر سيارة التعقيم المجهزة بغاز الأوزون الفعال في قتل البكتيريا العالقة بالأوراق إلى عدد الكتب أو الأوراق، ولا إلى جنسية المستفيد أو عمره، كما تقدم خدمة التعقيم إلى جميع الأوراق والكتب بغض النظر عن تخصصها ومجالها العلمي وليس شرطًا أن يكون متعلقًا بالتاريخ أو الآثار أو التراث، فكل ورقة مكتوبة مع مرور الوقت تصبح وثيقة.
وحدة التعقيم المتنقلة التي يعمل عليها كوادر سعودية شابة والتابعة لمركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية (ترميم) ومقره الرياض توجد حاليًّا في مركز تاريخ مكة المكرمة في منطقة مكة المكرمة لتقديم خدمات التعقيم لكل مواطن أو مقيم من العرب وغيرهم بهدف العناية بالأوراق القديمة السائلة أو التي يضمها غلافان، وذلك في مقر أو منزل الراغب في هذه الخدمة التي تطمع من خلالها دارة الملك عبدالعزيز إلى نشر صحة وسلامة الوثائق التاريخية وأوعية المعلومات القديمة، ومنها الصحف والمجلات التي يحتمل إصابته بمرض من الأمراض ذات العلاقة، كما يسعى فريق العمل المصاحب للوحدة إلى تقديم إرشادات متقدمة ومتخصصة للمستفيدين لإطالة عمر الأوراق المعقمة لأنها تمثل إرثًا وثائقيًّا محتملًا في الوقت الحالي أو في المستقبل.