ادركت جمعية البر بجدة الدور العظيم الذي يمكن تؤسس عليه المفهوم المعاصر للأوقاف باعتبارها باباً من أبواب الخير وشكلاً من أشكال الصدقة الجارية، ومصدراً من مصادر الدخل التي تدعم مفاهيم الاستدامة والتمكين بما يعود على المحتاجين والأيتام والمرضى بالخير العميم.
من هنا حرصت الجمعية على تنمية هذه الأوقاف وتطويرها واستثمارها الاستثمار الأفضل دعماً لمداخيل الجمعية، فحرصت على إبرام الإتفاقات مع مختلف الجهات المتخصصة خاصة مع المطورين العقاريين للاستفادة من خبراتهم وأخذ توصياتهم الاستثمارية بهذا الخصوص وذلك في إطار حرصها على التحول من مفهوم التبرعات الى مفهوم الاكتفاء الذاتي وتحقيق التنمية المستدامة خلال السنوات القادمة.
مشاريع واعدة
يقول الأستاذ مبارك حسين آل سراج مدير إدارة الاستدامة المالية: “حرصت الجمعية على تطوير جميع أوقافها الحالية من خلال المحافظة عليها وصيانتها بشكل مستمر بغرض تحقيق الاستفادة المُثلى منها، ووضعت خطة عمل تحدد آفاق مشاريعها المستقبلية المتعددة والتي يبرز من بينها إنشاء مبنى تجاري إداري على أرض الجمعية الكائنة بحي الزهراء بمساحة 12500م2، بارتفاع طابقين وملحق علوي على شارع أحمد العطاس للمبنى التجاري، ومن خمسة إلى ستة طوابق وملحق علوي على شارع البترجي للمبنى الإداري، وكذلك العمل على عدة مواقع واستثمارها بالشكل الأنسب بالتعاون مع المطور العقاري للجمعية (شركة مفاز العربية)”.
شراكات مستمرة
ويضيف آل سراج: تحرص جمعية البر على عقد الشراكات التي تدعم من خلالها مختلف البرامج المساندة للأيتام والأسر المحتاجة ومرضى الفشل الكلوي، كما تحرص على تمديد شراكاتها القائمة خاصة مع الأوقاف الأخرى، ومن ذلك تمديد شراكتها المجتمعية مع وقف الملك عبد العزيز (العين العزيزية) لتوفير المحاليل الطبية لمرضى الفشل الكلوي مجاناً، وتوقيع مذكرة تفاهم مع وقف الوالدين بأبها والتي تم من خلالها الاتفاق على عدد من النقاط التنظيمية التي تدخل في إطار تبادل المنافع وتحقيق التنمية المستدامة والاضطلاع بالمسؤولية الاجتماعية للطرفين.
الأوقاف والرؤية
ويتحدث الأستاذ عبد الهادي الحارثي رئيس قسم الأوقاف والممتلكات بالجمعية فيقول: إن إدارة الاستثمار تهدف الى تطوير موارد الجمعية وتوحيد الجهد والعقل والروح والعمل كفريق واحد قادر على تحقيق خطط الجمعية وترجمتها لمواكبة التحول الوطني وإظهار دور القطاع الثالث بما يتناسب مع رؤية المملكة 2030 من خلال التطوير والتوسع في الاستثمار بما يعود بالنفع على الجمعية ويحقق الاستدامة والديمومة.
وعن الخطة التشغيلية، يقول الحارثي: تسعى الجمعية لتطبيق قواعد الأنظمة واللوائح الحكومية بالعمل على تحديث بيانات الممتلكات وتسجيلها بالهيئة العامة للأوقاف، ولدينا خطة لتطوير الأوقاف تستند على عدة محاور وتتماهى مع الأهداف الاستراتيجية والتشغيلية بالجمعية، حيث تبدأ بتطوير الأنظمة، بدءاً بالتأجير عبر توثيق جميع العقود إلكترونياً والتسجيل بنظام إيجار، ثم العمل على برنامج CRM لإدخال جميع بيانات المستأجرين تسهيلاً للوصول الى المعلومة.
أما التطوير في الإجراءات فمن خلال تحصيل الإيرادات عن طريق التحويل المباشر لحسابات الجمعية والاستغناء عن التحصيل النقدي.
ناهيك عن وضع خطط احترافية مرنة لصيانة المباني والمحافظة عليها حرصاً على إطالة عمرها الزمني.
ويتوازى مع هذا كله حرص القائمين على الجمعية على البحث المستمر عن أوقاف جديدة من خلال استنهاض همم المتبرعين بالتعاون مع مندوبي تنمية الموارد.
شروط الواقفين
من جهته يختتم آل سراج حديثه بالقول: إن حرص القائمين على الجمعية على العناية بالأوقاف يترجم حجم الاهتمام بباب مهم من أبواب التنمية التي يستفيد منها المحتاجون والأيتام والمرضى والتي تحقق الجمعية من خلالها شروط الواقفين الذين يحددون أوجه الصرف المختلفة للأوقاف التي يتبرعون بها، وسوف تستمر الجمعية في إذكاء روح المبادرة في هذا الجانب وصولاً لتحقيق مستهدفاتها التي حددتها أهدافها الاستراتيجية والتشغيلية من خلال العديد من المبادرات والآليات التي تطبقها في خطط التنفيذ.