بلغ عدد الأنشطة التي نفذها مركز الإخاء لناقهي الأمراض النفسية التابع لمجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض خلال العام الماضي (416) نشاطاً داخلياً وخارجياً، وشملت الأنشطة فعاليات ثقافية ورياضية وبرامج تأهيلية وترفيهية، فيما ساهم المركز في 993 اتصالاً أسرياً بين النزلاء وذويهم، وأكثر من 120 زيارة أسرية داخلية وخارجية.
وأوضح مدير مركز الإخاء لناقهي الأمراض النفسية الأخصائي الاجتماعي محمد بن سعيد البيشي أن النزلاء هم من المرضى الذين لا يوجد لهم عائل أو لديهم ظروف تمنعهم من العودة لأسرهم، وقد قدم المركز جهوداً كبيرة لرعايتهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم في الأسرة من جديد.
وسعى المسئولون في المركز للوصول إلى أسر المرضى، خصوصاً وأن بعضهم مضى عليه أكثر من 15 عاماً دون أن يسأل عنه أحد من ذويه، وقد أسفر ذلك عن تمكنهم من حث الأسر وإقناعهم للتواصل مع ذويهم من النزلاء، وزيارتهم والمشاركة معهم في المناسبات والفعاليات التي تنظم داخل المركز، وأعرب النزلاء عن سعادتهم من هذا التواصل، وكان له أثر كبير في زيادة استقرار الحالة الصحية لهم وتجاوبهم مع الخطط والبرامج المقدمة لهم.
وكشف البيشي أن أبرز النتائج لهذه الجهود تمثلت في نجاح المركز خلال العام الماضي في عودة أحد النزلاء لحضن أسرته بعد زوال أسباب تنويمه، وتنفيذ بعض البرامج التي كانت كفيلة بإقناع الأسرة بعودته إليهم، بعدما كانت فاقدة للأمل في استقرار حالته، حيث تم دمجه في الأنشطة الداخلية والخارجية والرحلات البرية والسفر خارج مدينة الرياض برفقة وإشراف الفرق العلاجية ما منحه الثقة بمحيطه الخارجي، وظهور الأثر الإيجابي لتلك الأنشطة عليه، وأصبح الآن ضمن المستفيدين الذين يتابعون في العيادات الخارجية والاستمرار على العلاج بين أفراد أسرته.
يذكر أن المركز يخدم المرضى النفسيين المزمنين المستقرة حالتهم من الناحيتين الجسدية والنفسية، ولكن لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم بعد انتهاء برنامجهم العلاجي في مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض، ولا يمكنهم العيش بمفردهم، ولا تستطيع أسرهم على رعايتهم أو الاعتناء بهم، حيث يقدم المركز لهم مجموعة من البرامج والأنشطة المتنوعة سواء كانت على المستوى الاجتماعي النفسي والصحي أو المستوى الترفيهي أو التأهيلي.
ويعمل بالمركز فرق متخصصة طبية نفسية وباطنية وتمريضية وغذائية وصيدلانية ومختصون في العلاج الطبيعي ومكافحة العدوى، بحيث يتم الاعتناء بصحة النزلاء ومتابعة وضعهم النفسي ووقايتهم من الأوبئة والأمراض للحفاظ على استقرار حالاتهم، وبذل الجهود لتأهيل النزلاء نفسيا واجتماعيا وتدريبهم للاعتماد على أنفسهم، وتنمية المهارات الإدراكية لديهم.
ويسعى المركز من ذلك كله إلى تقديم الرعاية لهذه الفئة من المرضى، ومساعدتهم على التكيف مع محيطهم الخارجي، وتقديم التأهيل لهم من الناحية الاجتماعية والنفسية ومساعدته للعودة إلى أسرته ومجتمعه وكذلك للاعتماد على نفسه، وإكسابهم المهارات الأساسية للتعايش داخل المركز وخارجه.