اختتمت مكتبة الملك عبد العزيز العامة مشاركتها في سباق كأس السعودية الذي أقيم في الفترة من 19-20 فبراير الجاري، وعرضت خلاله مجموعة من أبرز مقتنياتها النادرة عن الخيول والفروسية من كتب ومخطوطات ومسكوكات، مما يضمه مركز دراسات الفروسية بالمكتبة الذي أنشئ منذ ثلاثين عامًا ويزخر بأكثر من 12 ألف مادة معرفية متنوعة عن الخيل والفروسية، ونتج عنه العديد من الإصدارات والموسوعات والكتب بعدد من اللغات .
وأكد معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، على أن سباق كأس السعودية؛ حدث يدعو للفخر والإعزاز؛ ويشكل عنوانًا للتميز، توجه حضور وتشريف ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أيده الله، لكأس السعودية الذي يعد الأغلى في السباقات العالمية للخيل يبرز اهتمام قيادتنا الرشيدة بتأصيل وترسيخ قيم الفروسية السعودية التي ترتكز على تراث مديد وعريق من الفروسية العربية والإسلامية والتي أصبح لها تأثيرها في مختلف أرجاء العالم.
وأضاف ابن معمر أن الفروسية والخيل تحظى بدعم واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين- حفظهما الله، وفاءً لتأسيس المملكة العربية السعودية، على يد الملك عبد العزيز آل سعود، طيَّب الله ثراه، وتعظيمًا لجهود الفرسان، الذين شاركوا في بناء ونماء دولة بحجم المملكة، كأول موطن للخيل العربي الأصيل في العالم، حقَّقت ريادتها وأصالتها وتطورها الحضاري على امتداد العهود الزاهرة،
وأوضح ابن معمر أن تجربة مشاركة المكتبة في هذه الكأس العالمية تبين مدى العلاقة بين التراث بكل قيمه الأصيلة والواقع الراهن، التراث الذي يخرج عن دائرة الكتب والنصوص ليتجسد واقعا حقيقيا له حضوره وآثاره، كما أن هذه المشاركة تصوغ من جانب آخر صورة ثقافية للفعاليات المرتبطة بتاريخنا خاصة وأن تسجيل وقائع الفروسية وسير الأبطال يشكل جزءًا مهمًا وكبيرًا من تاريخنا العربي والإسلامي خاصة على هذه الأرض ذات العراقة والعزة والمجد .
وتأتي مشاركة المكتبة في الكأس السعودية تأكيدًا على أهدافها الثقافية والمعرفية التي تربط بين المناسبات الوطنية الكبيرة والفعل الثقافي وتبرز الدور المؤسسي لها الذي يلامس مختلف القيم العربية من تراث وإبداع وتاريخ عميق وتجسيد للهوية والانتماء بمختلف أبعاده الإنسانية .