ياسر المهيزع  

يسعدنا ويشرفنا اليوم أن نلتقي ونحاور شخصية لها بصمة بالمجتمع من خلال موقعها، وقد وقدمت الكثير من الاستشارات والنصائح لا سيما وأنه خريج الصيدلة وله خبرة واسعة بمجال الصحة وأخذ بعاتقه على تنوير المجتمع بمعلومات تفيدهم بصحتهم وتثقفهم من خلال مهنته التي يغلب عليها الطابع الإنساني وقد تشرّبها منذ تخرجه إلى الآن..

شخصيتنا هو الصيدلاني الدكتور محمد رفعت

أولاً نرحب بوجودك  معنا في صحيفة “البيان “اليوم وكلنا شرف..

في مستهل حوارنا بودنا أن نتعرف على شخصيتك من البداية وحتى هذا اليوم؟

يسعدني ويشرفني ذلك بكل تأكيد ،معكم أخوكم محمد رفعت العسيلي خريج كلية الصيدلة جامعة حلوان، التي تتميز هذه الجامعة بالصيدلة الإكلينيكية التي درسنا فيها صيدلة المستشفيات وأنظمة ضبط الجرعة وبنك المعلومات الصيدلاني، الذي يتميز فيها عن الصيدلي العادي بالمساهمة مع الطبيب في وصف العلاج الصحيح وعدم وجود أي تعارض دوائي بين الأدوية وبعضها التي من الممكن أن يتلقاها المرضى، وحصلت على شهادة الصيدلة الإكلينيكية زيادة على شهادة البكالوريوس، و عملت في وزارة الصحة المصرية صيدلي بمركز صحي وفي عدة صيدليات خاصة قبل أن أسافر إلى المملكة العربية السعودية سنة 2007 وعملت في أكثر من صيدلية تابعة لمستوصفات طبية ، وحاليًا أنا أعمل في صيدلية حمد التابعة لمستوصف الطب الحديث بحي الربوة.

منذ متى وأنت تمتهن هذه المهنة، ولماذا اخترتها عن باقي المهن الاخرى؟

منذ 20 سنة، من عام 2001، واخترتها عن غيرها؛ لمساعدة الناس وتثقيفهم بدور الصيدلي الذي اختلط على الناس دوره الأساسي فبعضهم يساويه بالطبيب وبعضهم يراه مجرد بائع، فكنت أريد توصيل فكرة للناس بمهام الصيدلي المحددة لمساعدة المريض في علاجه ونبذة مختصرة عن مرضه وكيفية أخذ الدواء بشكل صحيح.

كلامك هذا يجرُّني إلى سؤالك ما لفرق بين الصيدلي والطبيب المعالج وما مدى ارتباطكم بعض؟

أهم دور للطبيب هو تشخيص الحالة بالشكل الصحيح، أما دور الصيدلي فيقتصر بصرف الدواء المناسب طالما تقرير حالة المريض متوفر لأنه لا يستطيع التشخيص، إنما بعض الأمراض البسيطة وبعضها تكون الأعراض واضحة فلا تحتاج تشخيص من الطبيب فيستطيع الصيدلي نصح المريض بأدوية معينة ووصفها له وهذه حالات تسمى الحالات اللاوصفية، ولكن إذا تحتاج تشخيص فدور الصيدلي أن يرشده إلى ضرورة توجهه إلى الطبيب المختص لمعرفة حالته بالضبط. ومن أهم أدوار الصيدلي أيضاً عدم وجود تعارضات دوائية بين الأدوية المصروفة وضبط الجرعات بناء على العمر وحالة كل مريض.

دكتور محمد بما أن مهنتك يغلب عليها جانب الإنسانية بشكل كبير حدثتا عن تعاملك مع المرضى ومع من يأتي إلى الدكتور محمد ليستفسر عن موضوع صحي يخصّه؟

طبعاً الصيدلة تختلف عن أي مهنة أخرى فهي لها شق إنساني كبير جدا لأن الصيدلي يكون مسؤول أمام الله -عز وجل- عن صحة المرضى الذين يتلقون علاجاتهم والإحساس بهم وبحالتهم الصحية وأيضاً بالحالة الإقتصادية للمريض غير المقتدر، فالصيدلي يرشده الى أدوية أخرى تكون بنفس التركيبة وتؤدي نفس الغرض وتكون أقل سعراً مراعاة لظروفه حتى يتلقى أفضل خدمة علاجية، ودائما وزارة الصحة تشدد وتنوه بكل صيدلية بشعار: أن لكل دواء بدائل وبأسعار متفاوتة وذلك من أجل مصلحة المريض.

حدثنا عن موقف تخلّد في ذكراك ولا تستطيع نسيانه؟

المواقف عديدة، ولكن ردة فعل الناس وتقديرهم على دورنا مع أنه واجب علينا يسعدنا ودعواتهم لنا تكون خالدة في الوجدان ويزيدنا إصرار وتشجيع لإعطاء المزيد في نفع وفائدة المجتمع

هناك علاجات لا تصرف إلا بوصفة طبية هل قد صرفت لأحدهم منها بدون وصفة؟

صحيح هناك علاجات لا تصرف إلا بوصفة طبية ويلزم علينا التقيد بعدم صرفها بدون وصفة؛ لأن وزارة الصحة لما أقرت ذلك ليس تعنت ولكن لمصلحة المريض؛ لأن بعض المرضى من الممكن أن يُسئ استخدام هذه الأدوية أو يستخدمها بدون إشراف طبي ربما تضره ؛ فلذلك أقرت وزارة الصحة هذا النظام لصحة المريض ونحن ملتزمين بذلك.

دكتورنا العزيز يمر بالبشرية فايروس كورونا حفظنا الله وإياكم منه.. وبدأت بشاير الفرج تلوح بعدة لقاحات تمت اعتمادها.. وما يتردد من البعض بتشكيكه بهذه اللقاحات وعدم جدوتها، بحكم اختصاصك نريد منك رد على هؤلاء وأيضاً لمحة بسيطة موجزة عن فعالية اللقاح؟

الذي يشكك بفعالية هذه اللقاحات ليس عنده أي دليل على ذلك إنما كلام مرسل، هذه اللقاحات “فايزر وأسترازينيكا”تم اعتمادها وإقرارها من منظمة الصحة العالمية بعد اختبارات أمان وفعالية لهذه اللقاحات، ولكن الناس التي تشكك تكون متخوفة دائماً وعندها هاجس من أي شي جديد.

تحدث لنا عن اللقاحين الموجودين حاليا “فايزر وأسترازينيكا”؟

لقاح شركة فايزر

يعمل على تقنية “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (messenger RNA) أو “إم آر إن إيه” (mRNA) وهو جزيء يخبر خلايانا بما يجب أن تصنعه. يتم حقن هذا اللقاح في الجسم، ويقوم بإدخال هذا الجزيء الذي يتحكم في آلية لتصنيع جزء معين من فيروس كورونا وهو ال “سنبلة” (spike)، وهو طرف مميز للغاية موجود على سطحه ويسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها وسيتم بعد ذلك اكتشاف هذه السنبلة من قِبَل الجهاز المناعي الذي سينتج الأجسام المضادة، وستبقى هذه الأجسام المضادة لفترة زمنية معينة.

أما لقاح شركة استرازينيكا

فيستخدم تقنية النواقل الفيروسية viral vector وفيها يستخدم فيروس آخر أقل ضراوة المعروفة باسم الفيروسات الغدية Adenoviruses يتم تعديله وراثيا ليضاف إلى جزء من فيروس كورونا COVID-19 ويتم إدخال الفيروس المعدل إلي خلايا الأفراد لتقوم بدورها بإنتاج الاجسام المضادة لـ COVID-19

وما رسالتك إلى المجتمعات بخصوص تلقي الجرعات من عدمها؟

أنصح كل الناس بأخذ جرعات هذه اللقاحات بشكل ضروري لكي نعود إلى الحياة الطبيعية وحماية أنفسنا والمجتمع.

هل ترى أن الإعلام له مسؤولية ودور بالتعامل مع المهنيين الصحيين لنشر الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع؟

طبعا؛ الإعلام له دور كبير جداً في توصيل الرسالة لكل طوائف المجتمع، فالمهنيين الصحيين لا يستطيعون الوصول لكل الناس الا من خلال الإعلام، وأيضاً الناس تحس أكثر بأهمية الموضوع إذا وصل عبر الإعلام، فعلى سبيل المثال إعلان حالة الخطر التي نمر بها وضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية والاحترازية تمت عبر الإعلام، فلذلك فإن الإعلام والمهنيين الصحيين مكملين لبعض.

كلمة أخيرة يريد الدكتور محمد رفعت التحدث بها؟

أنصح الناس بأخذ المعلومة الصحية من أهل الإختصاص في القطاع الصحي فللأسف الشديد ممكن بعض المعلومات يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب غير المختصين وتؤدي بمن تصل إليه بمشاكل هم في غنى عنها، لذلك فمن الضروري التثبت من المعلومة وسؤال أهل الاختصاص من القطاع الطبي لفائدة المجتمع وشكراً لك استاذ ياسر ولصحيفة البيان على هذا اللقاء .