أقام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عن بعد أمس لقاء حوارياً بعنوان الثقافة الرقمية وعملية التحول الوطني، الذي جاء ضمن مبادرة الحوار الرقمي التي ينفذها المركز في إطار مشاركته في فعاليات ملتقى مكة الثقافي الخامس المقام تحت عنوان كيف نكون قدوة في العالم الرقمي .
واستضاف اللقاء -الذي أدارته مشرفة المركز في منطقة مكة المكرمة إيناس فرج- كلاً من الدكتور عبد الرحمن بن علي فارس الحازمي الأستاذ المشارك في كلية إدارة الأعمال قسم إدارة الموارد البشرية، والدكتورة نوف الغامدي الرئيس التنفيذي لمجموعة COC للاستشارات الإدارية والاقتصادية والإستراتيجية، وعلي أحمد القاسم مدير مكتب قناة الإخبارية بجدة .
وفي بداية اللقاء أكدت الدكتورة نوف الغامدي أن المملكة شهدت وتيرة سريعة في التحول الرقمي، لافتة النظر إلى تبني المملكة لمفهوم التحول الرقمي الحكومي وذلك عبر برنامج التحول الوطني الذي يؤكد التزام القيادة الحكيمة بوعودها ويوضح مدى التطور والتقدم الذي شهدته المملكة في السنوات الخمس الماضية، مؤكدة أهمية التحوّل الرقمي للمملكة لتحقيق رؤية 2030.
وأشارت الغامدي إلى أن رؤية المملكة 2030 حرصت على تطوير البنية التحتية الرقمية والمرتبطة بالاتصالات وتقنية المعلومات، والاستثمار في ذلك القطاع وبناء سياسة متكاملة للتحول الرقمي، موضحة أن المملكة قدمت نموذجًا في توظيف الأنظمة الذكية خلال جائحة كورونا عبر إطلاق عدد من المنصات التفاعلية التي أسهمت في استمرار عمل جميع القطاعات دون توقف واستيعاب المجتمع بشكل سريع لتلك المتغيرات، كذلك أسهمت البنية التحتية الرقمية السعودية في نجاح أعمال قمة العشرين التي استضافتها المملكة عن بعد في وقتٍ استثنائي تفشى فيه فيروس كورونا وألقى بظلاله على مناحي الحياة المتعددة صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا .
ولفتت الغامدي إلى أن الأمن السيبراني بات من أهم جوانب الأمن في الحياة المعاصرة، لذا فقد أصبح مطلبًا حيويًا للمحافظة على خصوصية وسلامة تصرفات الأفراد والهيئات.
بدوره سلط الدكتور عبد الرحمن الحازمي الضوء على ماهية الثقافة الرقمية، لافتا النظر إلى أنها تشير إلى قدرة الأفراد في المجتمع على التواصل السليم مع الآخرين من خلال الوسائل التقنية المختلفة، واستخدام الأجهزة والأنظمة والتطبيقات الرقمية في تعزيز أدوارهم وتقديم خدماتهم للمجتمع مع ضرورة الالتزام بالأخلاقيات المستمدة من ثقافة هذا المجتمع .
وأكد أن الثقافة الرقمية أضحت ثقافة الصغير والكبير في عصرنا هذا، فالجميع راح ينهل من محتوياتها ويطّلع عليها بنهم كبير، ومن هنا أصبحت محور الاهتمام ومن ضمن الأولويات التي توليها المؤسسات في المجتمعات المختلفة، وذلك من أجل نشر الوعي التقني والاستخدام الأمثل لتلك التقنية في تيسير المهام والعمليات وتقديم الخدمات للمستفيدين بكل جودة وإتقان، لاسيما في ظل جائحة كوفيد19، لافتا النظر إلى تجاوز المملكة لاختبار كورونا، ونجاحها في تعزيز الثقافة الرقمية وتكوين عصب حياة للمستقبل .
وأشار الحازمي إلى أهمية قطاع الأمن السيبراني، لاسيما في ظل التطور الهائل الذي نعيشه في هذا القرن في استخدامات الحاسب، وما صاحبه من تنوع في الوسائل الاتصالية، والبرامج الحاسوبية وتطبيقاتها، مؤكدا أن المملكة أولت هذا القطاع الحيوي اهتماما كبيرا عبر تخصيصها 1.6 مليار ريال على أمنها السيبراني والأنظمة الداعمة لها خلال العام الماضي متوقعا أن يصل حجم إنفاقها إلى نحو ملياري دولار هذا العام، لافتا الانتباه إلى أن المملكة حققت إنجازات ووثبات في التقييمات العالمية لمؤشرات الأمن السيبراني.
من جهته أكد علي القاسم الدور الكبير الذي يضطلع به الإعلام في تنمية الثقافة الرقمية من خلال العمل على نشر وتعزيز ورفع الوعي بأهمية الاتصالات وتقنية المعلومات لدى جميع أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم وأطيافهم الفكرية .
يذكر أن المركز يشارك في ملتقى مكة الثقافي في دورته الخامسة بإقامة ثمانية لقاءات افتراضية، تسلط الضوء على عدد من القضايا الحوارية المختلفة التي تنسجم مع طبيعة الملتقى ومع رسالة وأهداف المركز لنشر وتعزيز ثقافة الحوار وترسيخ قيم التعايش والتلاحم الوطني .