يشكلّ مشروع “قطار الحرمين السريع” بصمة مميزة ونقلة فريدة على خارطة مستقبل صناعة النقل في المملكة, فقد تم تشييد المشروع الحيوي لخدمة ملايين المسلمين قاصدي الحرمين الشريفين, والمسافرين عبر محطات القطار بين مكة المكرمة وجدة ورابغ والمدينة المنورة, فيما تعمل أيادٍ وطنية على إدارة وتشغيل قطار الحرمين السريع بكفاءة واقتدار وبروح فريق العمل الواحد.
ورصدت “واس” من محطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة آلية عمل الشباب والفتيات السعوديين في مختلف المهن الأساسية بروح مفعمة بالبذل والجدّ, وبمهنية عالية, وتتوزّع أعمالهم في مكاتب الاستعلامات بالمحطة حيث يحصل الراكب على كافة المعلومات المتعلقة برحلته, والجدول الزمني للرحلات وأسعارها, والخدمات التي يمكن الاستفادة منها في المحطة, والخدمات المتوفرة داخل القطار, وخدمات ما بعد البيع, ومتابعة المفقودات والتبليغ عنها, سواءً داخل المحطة أو عند استلامها.
وتتولى سواعد وطنية مهمة تقديم خدمات إصدار التذاكر من المحطة من خلال الكاونتر المخصّص للخدمة داخل المحطة, بحيث يتمكّن الراكب من إنجاز كل ما يتعلق بالحجز وشراء التذكرة أو إلغائها, أو استرداد قيمة التذكرة أو تعديلها, بالإضافة إلى الإشراف على خدمات بيع التذاكر الإلكترونية وتقديم التسهيلات بشأنها إذ تعدّ وسيلة إضافية تم توفيرها لخدمة المسافرين عبر قطار الحرمين السريع, بما يعزّز القدرة على سرعة إجراء الحجوزات من خلال شاشات تعمل باللمس واختيار وسائل الدفع النقدية أو باستخدام البطاقة الائتمانية.
ويتفانى الشباب والفتيات السعوديون في أداء أعمالهم بحرفية لتنظيم وصول المسافرين والمحافظة على سلامتهم وأمنهم والتقيّد بجميع التعليمات المتعلقة بتطبيق الإجراءات الاحترازية منذ لحظة وصول الراكب للمحطة، والتأكد من حالته الصحية من خلال تطبيق “توكلنا” وقياس درجة حرارته، وإنجاز الإجراءات حتى جلوسه في المقعد المخصّص خلال مدة وجيزة، والتقيّد بإجراءات التباعد الجسدي داخل عربات القطار حتى وصوله إلى وجهته.
وتشمل المهام التي يقوم بها الشباب السعوديون بمحطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة الأعمال الأمنية, ومهام التدقيق على بيانات المسافرين, وتفتيش الأمتعة, ومتابعة انسيابية انتقال ووصول المسافرين من مواقف السيارات وصعودهم إلى الطابق العلوي لإتمام تدقيق البيانات, والتوجّه إلى عربة القطار, كما تشرف أيادٍ سعودية مؤهلة ومدربة على أعمال صيانة القطار فنياً وكهربائياً, وفحص عربات القطار ضماناً لانسيابية سير الرحلات في مواعيدها المحددة بدقة وأمان.
وتبرز في المحطة الجهود المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة ممن يحتاجون للمساعدة داخل المحطة،حيث تم توفير أفضل الخدمات لهم، بما في ذلك أسعار التذاكر المخفّضة, وتوفير الكراسي المتحركة التي تساعدهم على التنقل بسهولة بين أرجاء المحطة حتى الصعود إلى الرحلة.
ويقف على أبواب عربات القطار شبان سعوديون لاستقبال المسافرين لحظة وصولهم إلى عربات القطار قبيل انطلاق الرحلة للتأكد من بياناتهم ومطابقة رقم المقعد بالعربة المخصصة, ومساعدة الراكب في الوصول لمقعده المخصص سواءً في الدرجة السياحية أو درجة الأعمال, في حين ينهمك شبان آخرون في تجهيز وجبات الطعام والمشروبات لتقديمها للمسافرين خلال الرحلة والتي تشمل القهوة والشاي والأطعمة الباردة كالساندويتشات والمقبلات والوجبات الرئيسية التي توفرها الشركة المشغّلة بخيارات متنوعة, إلا أنه تطبيقاً للإجراءات الاحترازية ومنع تفشّي فيروس كورونا، فقد تم الاقتصار على تقديم المشروبات الساخنة والباردة للمسافرين حفاظاً على سلامتهم.
وقياساً على ما رصدته “واس” داخل المحطة فإن رحلة الراكب تستغرق نحو 10 دقائق داخل المحطة، منذ وصوله وحتى جلوسه إلى مقعده في الرحلة, فيما تشكّل دقة مواعيد سير الرحلات وفق الزمن المحدد للانطلاق ركيزة أساسية في انسيابية العمل في كافة محطات قطار الحرمين السريع الذي توفّر الإمكانات المتقدمة التي تم تهيئتها قدرة فائقة على نقل أكبر عدد ممكن من المسافرين من خلال إمكانية تسيير رحلة كل ١٠ دقائق إذا تطلب الأمر بوجود ٣٥ قطاراً سريعاً تم تصميمها بأعلى المواصفات الفنية العالمية ومعايير السلامة المتميزة، وبكفاءة أداء عالية إلى جانب القدرة الاستيعابية الكبيرة للرحلات عند تشغيلها في أوقات ذروة الطلب.
يذكر أن أكثر من ٤٠ رحلة يتم تسييرها يومياً خلال شهر رمضان المبارك عبر محطات قطار الحرمين السريع بالاتجاهين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مروراً بمحطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومحطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ لخدمة المسافرين وقاصدي الحرمين الشريفين من الزائرين والمعتمرين.