يُعد العمل التطوعي والإحسان إلى الناس ممن يحتاجون المساعدة من أهم عوامل التكافل الاجتماعي وفق ما حثنا عليه ديننا الحنيف ، الذي هو متأصل في نفوس أبناء هذا الوطن نحو السعي إلى المبادرات المجتمعية لعمل الخير ونيل الثواب من الله -عز وجل-.
وفي ظل العناية والدعم الذي توليه القيادة الرشيدة -أعزها الله – بأعمال ومبادرات التطوع من أجل مد يد العون للمحتاجين ، فقد انطلقت في محافظة المخواة مبادرة طهاة المخواة التي تهدف إلى تجهيز العديد من الوجبات وتوزيعها لمستحقيها.
حيث يقوم نحو 20 طاهياً متطوعاً من شباب محافظة المخواة بتجهيز ما يقارب 150 وجبة سحور يومياً توزع على المحتاجين في المحافظة ومراكزها وذلك خلال شهر رمضان المبارك .
وبدأت فكرة مبادرة طهاة المخواه -التي تُنفذ في هذا العام للمرة الثانية- في العام الماضي مع جائحة كورونا، حيث كانت فكرة صغيرة من بعض الشباب وتمت دراسة تنفيذها وتقديم مقترحها لمحافظ المخواة الذي بدوره باركها ، ثم انطلقت في عملها العام الماضي بتجهيز وجبات الإفطار خلال شهر رمضان المبارك ، حيث تم توزيع نحو 4000 وجبة إفطار صائم وُزّعت على طاقم الممارسين الصحين وعلى مختلف العاملين بالمحافظة أثناء فترة حظر التجول طوال الشهر الكريم.
أما في هذا العام فقد تم تحويل المبادرة من تجهيز وجبات إفطار إلى وجبات سحور ، التي حظيت بدعم من الغرفة التجارية الصناعية بالمخواة.
وفي لقاء لمراسل واس مع صاحب الفكرة والمبادرة فيصل العمري الذي أوضح بأن الفريق القائم على هذه المبادرة يتمتعون بمهارة الطبخ ، وطرحوا هذه الفكرة للإسهام في تسخيرها لخدمة المجتمع والتأكيد على أن الشاب السعودي لديه القابلية والقدرة والإمكانية للعمل ، مؤكداً بأن العاملين يتمتعون بروح الفريق الواحد ويعملون على تطوير مهاراتهم في مجال الطبخ .
وعن آلية عمل تحضير وجبات السحور بيّن أن الفريق يحضر للمقر من الساعة ١٠:٠٠ مساء ويتم تحضير الوجبات إلى أن تكون جاهزة في الساعة ٢:٠٠ صباحا ، حيث يتم إعداد نحو 150 وجبة سحور يومياً ، تشمل طبق الوجبة الذي يقدم فيه اللحم أو الدجاج مع الأرز ، والسلطة والماء ، واللبن وبعض أنواع الفواكه.
وبعد أن يتم التجهيز ينطلق فريق من الشباب المتطوعين لتوزيعها للقائمة المسجلة في المبادرة من محتاجين وعمالة ونحوه البالغ عددهم 150 مستفيدا ،الذين تم إحصاؤهم وفق الأنظمة المتبعة لذلك وتسليمها لهم في مواقعهم المنتشرة في أرجاء محافظة المخواة.
وأضاف العمري أن فريق الطهاة يحرص على تطبيق الاحترازات الصحية والتقيد بالتعليمات وتطبيقها أثناء العمل وتوزيع الوجبات مثل لبس الكمامة والقفزات والتباعد وتوفير المعقمات ، فضلاً عن آلية تعبئة وتغليف الأطعمة التي تتم بالطريقة الصحيحة بما يضمن سلامتها ووصولها بجودة للمستفيدين ، مشيراً إلى أنه سيتم خلال شهر رمضان المبارك توزيع أكثر من 5000 وجبة بمشيئة الله.
وقدّم العمري شكره لسمو أمير منطقة الباحة على دعمه وتمكين العمل الاجتماعي في المنطقة ، ولشباب المخواة على مبادرتهم ومشاركتهم والعطاء غير المحدود لمحافظة المخواة والغرفة التجارية للدعم والاحتضان للمبادرة.
ويظل العمل الخيري والتطوعي محل اهتمام وتقدير المجتمع لما له من أثر إيجابي في تلمس أحوال المتعففين والمحتاجين لمد يد العون لهم.