بِرَّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما. فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية , وقد أكد الله الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن الله سبحانه و تعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له. من روائع الدين الاسلامي تمجيده للبر حتى صار يعرف به ، فحقا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية ، صارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء وأعظم البر ( بر الوالدين ) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد النفل.
إذا كان من الطبيعي أن يشكر الإنسان من يساعده ويقدم له يد المساعدة ، فإن والدان هما أحق الناس بالشكر والتقدير ، لكثرة ما قدما من عطاء وتفاني وحب لأولادهما دون إنتظار مقابل ، وأعظم سعادتهما أن يشاهدا أبناءهما في أحسن حال وأعظم مكانة. وهذه التضحيات العظيمة التي يقدمها الآباء لابد أن يقابلها حقوق من الأبناء ومن هذه الحقوق التي وردت في القرآن الكريم:
1- الطاعة لهما و تلبية أوامرهما والإنفاق عليهما عند الحاجة.
2- التواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين وتقديمهما في الكلام والمشي إحتراماً لهما وإجلالاً لقدرهما.
3- خفض الصوت عند الحديث معهما وعدم إزعاجهما ان كانا نائمين.
4- استعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما .
5- إحسان التعامل معهما وهما في مرحلة الشيخوخة وعدم إظهار الضيق من طلباتهما ولو كانت كثيرة ومتكررة .
6- الدعاء لهما بالرحمة والغفران وعدم مجادلتهما والكذب عليهما.[6]
7- اختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة. والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلة
8- شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما .
9- الإحسان إليهما وتقديم أمرهما وطلبهما، ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين
وعكس البر العقوق، ونتيجته وخيمة لحديث أبي محمد جبير بن مطعم أن رسول الله قال: { لا يدخل الجنة قاطع }. قال سفيان في روايته: ( يعني قاطع رحم ) [رواه البخاري ومسلم] والعقوق: هو العق والقطع، وهو من الكبائر بل كما وصفه الرسول من أكبر الكبائر وفي الحديث المتفق عليه: { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وكان متكئاً وجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت }. والعق لغة: هو المخالفة، وضابطه عند العلماء أن يفعل مع والديه ما يتأذيان منه تأذياً ليس بالهيّن عُرفاً[7]. وفي المحلى لابن حزم وشرح مسلم للنووي: ( اتفق أهل العلم على أن بر الوالدين فرض، وعلى أن عقوقهما من الكبائر، وذلك بالإجماع ) وعن أبي بكرة عن النبي قال: { كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت } رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وصححاه].
وختاماً المُسلم هو الشخص الذي يقر بالله ربًّا وإلهًا واحدًا وينفي الربوبية أو الألوهية لغيره، ويتخذ الإسلام ديناً، ويتبع محمدًا نبيًّا ورسولًا، ويتخذ القرآن كتاب هداية، ويؤدي أركان الإسلام الخمسة. وهو فرد من ديانة المسلمين الذين يشكلون أكثر من 1.8 مليار نسمة بما يعادل 23% من إجمالي عدد سكان العالم (اعتباراً من عام 2015)،[7] ويتكونون من مجموعات عرقية وقومية مختلفة، ويشكلون الأغلبية الدينية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يشكل المسلمون ما نسبته 91% من سكان دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.[8] كما ينتشر المسلمون بنسب عالية من عدد السكان في مناطق محددة من آسيا (مثل جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى)، وفي مناطق من أفريقيا (مثل القرن الأفريقي وشمال أفريقيا وغرب أفريقيا) بالإضافة إلى تواجد أقليات متوزعة في باقي أنحاء العالم.