أكد معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة, أن المملكة عملت من خلال هيئة الصحة العامة “وقاية” ومركز طب الحشود إلى دراسة الجوانب الصحية كافة، ووضعت ضوابط وإجراءات تسهم بإذن الله في الحفاظ على سلامة وصحة الحجاج بما يتمشى مع التوجهات الصحية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم, بمشاركة معالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط, للحديث عن آلية تنظيم حج هذا العام 1442هـ وقرار قصر حج هذا العام على حجاج الداخل.
وقال معاليه: “إن وزارة الصحة وبتوجيهات من خادم الحرميين الشريفين، ومتابعة من سمو ولي العهد تعلن استعداها لاستقبال ضيوف الرحمن في حج هذا العام”, مشيراً إلى أن دعم قيادة المملكة لمواجهة جائحة كورونا، ولكون المملكة تحافظ على مستويات عالية من السيطرة على انتشار الفيروس ساعد ذلك في زيادة عدد الحجاج لهذا العام.
وأشار إلى أنه يتم المتابعة عن كثب التطورات الخاصة بفيروس كورونا على مستوى العالم الذي لا يزال يعاني من تفشي في عدد من دول العالم، وخطورة التنقل بين دول العالم للوصول إلى المملكة وللحفاظ على الأمن الصحي والعالمي.
ونوه وزير الصحة بما تمتلكه المملكة من خبرة واسعة في التعامل مع الحشود نظراً لتنظيمها شعائر الحج على مدار عقود خلال الفترة الماضية، كما أنها اكتسبت خبرة في التعامل مع الوباء خلال الفترة الماضية ما يمكنها من إدارة الحج في الوقت الراهن بكفاءة عالية.
من جانبه قال نائب وزير الحج والعمرة: “لا شك أنكم تدركون ما يشهده العالم أجمع من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19) وظهور تحورات جديدة له, وانطلاقاً من حرص المملكة الدائم على تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسك الحج والعمرة في أمنٍ وصحةٍ وسلامة، وامتثالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية، مع تقديم التسهيلات اللازمة التي تيسر لضيوف الرحمن أداء مناسكهم، فقد عملت الجهات المختصة بالمملكة على المتابعة الدقيقة للوضع الصحي العالمي لضمان تأدية مناسك الحج بكل يسرٍ وسهولة، وفق نموذجٍ أمثل في ظل المستجدات المتسارعة والمصاحبة لهذا الوباء، ومدى تقدم دول العالم في تحصين المواطنين والمقيمين بها، وعدد الإصابات بها, واستجابةً للتحذيرات من خطورة ازدياد تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية الصادرة من منظمة الصحة العالمية، ومن الجهات المعنية في المملكة.
وأضاف: “ونظراً لما يترتب على أداء مناسك الحج من قضاء أوقات طويلة في منطقةٍ محدودة المساحة وبأزمنةٍ معينة، مما يجعل تطبيق أعلى درجات الاحترازات الصحية أمراً في غاية الأهمية لحماية صحة الحجاج وضمان سلامتهم, وبناءً على ما سبق، فقد تقرر إتاحة أداء مناسك الحج لهذا العام 1442هـ لمن هم داخل المملكة العربية السعودية من جميع الجنسيات.
وأشار نائب وزير الحج والعمرة إلى أن هذا الترتيب يأتي من منطلق حرص المملكة العربية السعودية الدائم على صحة الحجاج وسلامتهم وأمنهم وسلامة بلدانهم، بما شرفها الله بـه من استضافة قاصدي الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزائرين, سائلاً الله عز وجل التوفيق في خدمة قاصدي بيته الحرام ومسجد نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يعجل بزوال الوباء ورفع البلاء.
وحول اعتماد لقاحات إضافية في المملكة, أبان وزير الصحة أن اللقاحات تعتمد من هيئة الغذاء والدواء وأن اللجان العلمية تتابع التطورات ويمكن اعتماد لقاحات إضافية بناء على الدراسات في المستقبل القريب.
وأوضح معاليه أن اقتصار الحج على المواطنين والمقيمين داخل المملكة يأتي نظراً لاستمرار الجائحة عالميًا وازدياد حالات الإصابة، وظهور متحورات جديدة تستدعي الحرص على أن لا يكون الحج مصدرًا لانتقال الفيروس ومتحوراته عالميًا.
وأكد أن الجهات المعنية حريصة على أن يكون الحجاج والعاملون في خدمة ضيوف الرحمن محصنين، حيث إن هناك متابعة مستمرة لسلامة الحجاج من خلال تطبيق عدد من الإجراءات الصحية والفحوصات المستمرة، وتجهيز ثلاثة مستشفيات إضافية في منطقة مكة المكرمة مجهزة بالكامل, مشيراً إلى أن هناك أنظمة إلكترونية كاملة تسجل كل من أخذ اللقاح في المراكز المعتمدة لضمان صحة وسلامة الجميع.
من جانبه أوضح الدكتور مشاط أن وزارة الحج والعمرة ستعلن عبر بوابتها الإلكترونية ومنصات التواصل آليات التسجيل وستكون متاحة للراغبين بالحج من المواطنين والمقيمين, مؤكدا أن الأولوية للحج هذا العام لمن لم يسبق له الحج ضمن الاشتراطات المحددة.
وأبان أن الجهات المختصة عملت على دراسة جميع المؤشرات بكل دقة؛ ليكون هناك نموذج عمل للحج يتوافق مع أعلى معايير الاشتراطات الصحية, وستكون الأولوية للتسجيل في حج هذا العام لمن لم يسبق لهم الحج.