ينتظر ملايين المسلمين في شتى بقاع الأرض لحظة استبدال الثوب الجديد للكعبة المشرفة الذي يتزين بخيوط من الحرير والذهب والفضة، وتقوم باستبداله الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فجر يوم عرفة غدًا التاسع من شهر ذي الحجة.
وتُصنع كسوة الكعبة المشرفة بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة التابع للرئاسة العامة، الذي يقع في حي أم الجود بمكة المكرمة.
ويتم حياكة الكسوة من الحرير الطبيعي الخاص الذي يُصبَغ باللون الأسود، وفقًا للنِّسَب الآتية: 670 كيلوجرامًا من الحرير الأسود، و120 كيلوجرامًا من خيوط الذهب، و100 كيلوجرام من خيوط الفضة. وقد عمل على حياكتها أكثر من 200 موظف.
ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا، وبالثلث الأعلى منه يوجد حزام عرضه 95 سنتيمترًا، وطوله 47 مترًا، مكوَّن من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
ويتم استبدال الكسوة بطريقة مخططة بدقة وعناية؛ إذ يُرفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة إلى أعلى الكعبة المشرفة، ثم يتم تثبيت كل جانب من أعلى، ويقوم المتخصصون بربطه، وإسقاط الطرف الآخر من الجانب بعد أن يتم حل حبال الجانب القديم، ثم يتم تحريك الجانب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، بعدها يسقط الجانب القديم من أسفل، ويبقى الجانب الجديد، وتتكرر العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن يكتمل الثوب.
بعد ذلك تبدأ عملية وضع الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته، وتبدأ هذه العملية أولاً من جهة الحطيم لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب، وبعد أن يتم تثبيت كل الجوانب تُثبَّت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله.
يُذكر أن مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة يحوي العديد من الأقسام، منها المصبغة، والنسيج الآلي واليدوي، والطباعة، والحزام، والمذهبيات، والتجميع الذي يضم أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول؛ إذ يبلغ طولها 16 مترًا، وتعمل آليًّا.