يعد أكبر المشاريع الزراعية لنخيل التمور عالميا نظرا لاتساع مساحته التي تبلغ 5466 هكتارا، ويقع في جنوب شرقي مدينة بريدة بمنطقة القصيم، ولأنه يضم 200 ألف نخلة وما يزيد على 42 صنفاً من أصناف النخيل، فقد حصل مشروع الباطن الزراعي على شهادة موسوعة جينيس باعتباره أكبر مشروع نخيل تمر على مستوى العالم، كما نال المشروع العديد من الشهادات والجوائز المحلية والعالمية، وتحققت إنجازات متميزة في زيادة كميات التمور وجودتها إضافة لإنتاج الفسائل ذات الجودة العالية.
كما اضاف الأمين العام لإدارة الأوقاف عبدالسلام بن صالح الراجحي، إن اوقاف الوالد الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي- رحمه الله- استشعر الأهمية البالغة للأوقاف الخيرية وما كانت تقدمه للأمة الإسلامية عبر عصورها المختلفة، فاتجه- رحمه الله- إلى وقف عقارات ومزارع جعل عوائدها في مصارف خيرية متنوعة، وأنشأ في عام 1417 الموافق عام 1996 مؤسسة خيرية لتدير هذه الأوقاف (باسم إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي)، وإن من أبرز ما يميز أوقاف والدنا الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز الراجحي- رحمه الله- ضخامة أصولها، ومواقعها المُميزة، حيث سعى الوالد إلى وقف أهم صروحه الاقتصادية، والتي كانت في أهم المواقع الاستراتيجية في كل من: الرياض، ومكة، وجدة، والقصيم، كما امتازت وثائق هذا الوقف بإحكام الصياغة حتى أصبحت أساساً لكثير من الأوقاف التي جاءت بعده، لتجار اقتدوا بالوالد وساروا على نهجه.
في فترة قصيرة أصبحت إدارة القطاع الزراعي واحدة من أهم المؤسسات الزراعية الكبرى والرائدة في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور ذات الجودة العالية على المستوى المحلي والعالمي، واستند القطاع الزراعي إلى استراتيجيات تتكون من مزيج متكامل من الخطط والبرامج الإدارية للوصول لرؤية إدارة الأوقاف وتحقيق رسالتها وأهدافها وإرضاء عملائها والمستفيدين منها.
وقد تحققت إنجازات متميزة من زيادة كميات التمور وجودتها إضافة لإنتاج الفسائل ذات الجودة العالية، وكذلك الإنجازات العلمية والعملية والفنية، ومنها الحصول على شهادة الزراعة العضوية من هيئة الاعتماد للتنمية المستدامة (الإيكوسيرت) بفرنسا وجائزة الأمير فيصل بن مشعل للنخيل على مستوى المزارع النموذجية بمنطقة القصيم، وكذلك الحصول على جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، كما حصلت على شهادة الممارسات الزراعية الجيدة (الجلوبال جاب)، إضافة للشهادة السعودية للممارسات الزراعية الجيدة (سعودي جاب)، كذلك الحصول على الشهادة المتخصصة في نظام إدارة الجودة عام 2014 م، إضافة إلى الشـهادة المتخصصة بنظام إدارة السلامة الغذائية عام 2014، إضافة إلى ذلك تم الحصول على عدة إفادات متنوعة تفيد بخلو منتجات مشروعات القطاع الزراعي (التمور) من متبقيات المبيدات.
ومن الإسهامات الرائدة لإدارة الأوقاف في المجالات الاجتماعية «برنامج الأسر المنتجة» الذي انطلق من مبدأ تمكين الأسر المنتجة، وصقل قدراتها، وتحفيز مواهبها، واستثمار طاقاتها، وتشجيعها على الاستثمار في المشروعات الصغيرة الذي يعد من أهم مبادئ التنمية المستدامة، وتشكل مشروعات الأسر المنتجة أحد محاور هذا الاستثمار، والقادرة على تأمين الفرص المناسبة لزيادة دخل الأسرة والمساهمة في تنمية المجتمع، والتي تحتاج إلى تهيئة مجالات نجاحها ونموها من كافة مؤسسات الدولة والمؤسسات الأهلية ومؤسسات القطاع الخاص، من خلال إيجاد وتوفير مصادر التمويل المناسب وتسهيل تسويق المنتج الأسري، وتذليل العقبات التي تعترض سبيله.
وفي عام 1429 الموافق 2008 تم اعتماد برنامج للأسر المنتجة بإدارة الأوقاف وتم إنشاء مبنى ليكون مقرا لبرنامج الأسر المنتجة بمشروع الباطن بإدارة الأوقاف وافتتح بتاريخ 16/ 10/ 1429 الموافق 17/ 10/ 2008، حيث يعمل بهذا البرنامج ما يزيد على 125 سيدة من بينهن 25 سيدة من ذوات الهمم يقمن بنزع النوى وفرز وتدريج وتنظيف وتعبئة التمور وتغليفها في خطوة جادة أكسبتهن المهارات العملية المهنية والحرفية، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الخيرية بمنطقة القصيم. حيث يتم التعاون والتنسيق في هذا البرنامج لتوظيف العاملات من النساء ضمن الأسر المحتاجة المسجلة رسميا في إحدى الجمعيات الخيرية التابعة لفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مدينة بريدة أو المحافظات الأخرى القريبة من مشروع الباطن بمنطقة القصيم.
أضاف الأمين العام لإدارة الأوقاف: ولأن رؤية المملكة 2030 تعتبر بمثابة محفز ودافع لإدارة أوقاف الشيخ صالح عبدالعزيز الراجحي، وبخاصة في ظل قادة يقدرون ما يقدم من إنجازات وإسهامات، الأمر الذي دفع إدارة الأوقاف لتستكمل مسيرتها التنموية على صعيدها الخيري والزراعي والعقاري والسياحي والاستثماري.