قال المختص في الظواهر الفلكية الدكتور خالد الزعاق إن المسافرين في الصحراء قديماً ورعاة الإبل، يستغلون ذاكرة الجمل الخارقة، في معرفة أماكن المياه ومواطن السكن في حالة التيه.
وأضاف الزعاق في مقطع فيديو شرح فيه دور الإبل في إرشاد الجمَّالين، أنه لا بد لكل جمَّال أن يكون ملمّاً بالإحداثيات الأرضية، وهي عنده تحدد من خلال تسمية المعالم الجغرافية، لذلك أبدعوا في تسمية جميع المعالم الجغرافية من جبال وسفوح وغيرها، إضافة إلى استعانتهم بالنجوم في اهتدائهم للمواقع.
وأشار إلى أن التقلبات الجوية قد تجعل المعالم الجغرافية والعلامات الموجودة في السماء تلتبس على الجمَّالين خلال الرحلات، لذلك استعانوا بنوعين من الجمال؛ الأول أطلقوا عليه جمل “الحان”، والثاني أطلقوا عليه جمل “المكان”.
وأوضح أن جمل “الحان” يَحِن إلى الماء بتزويدهم لعطشه، قبل إطلاق العقال عنه، حتى إذا أضلّوا الطريق خاصة في فصل الصيف ساروا خلفه ليدلهم على موارد المياه، أما جمل “المكان” فيعتمدون على ذاكرته في معرفة المواقع، ويرخون له العقال، ويسيرون خلفه ليوصلهم إلى مواقعهم التي يريدون بلوغها.
ولفت الزعاق إلى قوله سبحانه وتعالى: “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت”، معتبراً أن الربط القرآني بين الإبل والسماء في آيتين متجاورتين يشير إلى الاستدلال بهما في معرفة المواقع.