بدأ المستثمرون الزراعيين في فاكهة “العبري” بمحافظة وادي الدواسر بجني وقطف الثمار، والعمل على تسويقها داخل المحافظة وفي أسواق المناطق والمحافظات المجاورة، من أنواعه الثلاثة ” البايون، واليوشن، والباي بي ” حيث شهدت المزارع هذا الموسم إنتاجاً وفيراً ومميزاً لم يحصل في المواسم الماضية، وتراوح سعر الكيلوجرام الواحد من العبري من نوع البايون حتى الآن مابين 7 إلى 8 ريالات بعد أن وصل إلى نصف هذا السعر واقل من ذلك الموسم الماضي.
وأرجع المستثمر مشلح الدوسري زيادة الإنتاج وجودته هذا الموسم إلى فضل الله تعالى ثم زيادة المساحة والأشجار المزروعة في الفترة الأخيرة، بجانب الخبرة التي أصبحت لدى المزارعين والمستثمرين مع عدم إصابة المحصول بأي عوائق طبيعية التي يتعرض لها عادة المحصول من موسم إلى آخر ومن أهمها: ذبابة السدر البيضاء، والبق الدقيقي، وحشرة السدر القشرية، وأكاروس العنكبوت الأحمر.
وأفاد المزارع حسن مبارك أن مزرعته تحتوي على أكثر من 2000 شجرة منتجة وقد باعها جملة على أحد المسوقين بمبلغ 180 ألف ريال، فيما يشير المزارع مبارك الدوسري إلى أنه باع محصول مزرعته التي تبلغ عدد أشجارها 1200 شجرة بمبلغ 100 ألف ريال، وأشار إلى أن هذا الموسم هو الأعلى منذُ أن أخذوا في الاستثمار في تلك الفاكهة.
ومن جانبه، أوضح أحد التجار الباحثين عن الفائدة في فاكهة العبري أنه يشتري كميات كبيرة من وادي الدواسر ويقوم بتسويقها في الرياض أو منطقتي عسير ونجران جنوب المملكة ومحافظات بيشة ورنيه والطائف وجده ، مبيناً أن بعض أشجار العبري يفوق إنتاج الواحدة منها 100 كيلو جرام .
وتعود قصة نجاح زراعة العبري في وادي الدواسر إلى عام 1410هـ عندما قام أحد المزارعين ويدعى حمد السويس بزيارة إلى مركز الأبحاث الزراعية في محافظة الأحساء، وجلب معه نوعين من شجر العبري وهي السدر الهندي من فرع البايون الذي يمتاز بكبر حجم ثماره وطعمه اللذيذ والمميز، وذلك عن طريق الفريق الصيني الذي يعمل في المركز، حيث قام بعض الفنيين الصينيين بتطعيم الأصناف المستوردة على أصول شجرة السدر المحلية عام 1405هـ، وأجري عليها انتخاب، وتحسين، وأطلق عليها أسماء محلية صينية : البايون، واليوشن، والباي بي.
ويوصف “البايون” الذي تشتهر به محافظة وادي الدواسر، بالثمرة الكبيرة البيضاوية الملساء ذات اللون الأصفر عند النضج، وعلى سطح الثمرة خطوط سمراء متعددة، وطول ثمرتها 5 سنتيمترات، وعرضها 4 سنتيمترات، ووزنها 53 غرامًا، وللثمرة شفة عميقة، ولبّها أبيض اللون، وعصيرها حلو بنكهة طيبة عند النضج الكامل، بينما بذرتها تظل ماسكة في اللب، وهي صغيرة الحجم نسبياً ومتطاولة.