أم معالي عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث الشريف الشيخ الدكتور محمد بن حسن آل الشيخ جموع الحجاج المصلين صلاتي الظهر والعصر في يوم عرفة, ثم خطب بهم مبتدئاً بحمد الله والثناء عليه.
ثم قال معاليه إن من تقوى الله أن نلتزم بالتوحيد الذي هو أعظم ما أمر الله به والتوحيد هو عبادة الله وحده، وقد خلق الله الإنس والجن من أجله، فإن هذا الدين العظيم الذي بني على خمسة أركان: الشهادتين، وإقام الصلاة، وإتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام وهذه الأركان من أسباب نزول الرحمات، فالشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله ومعناها أنه لا يعبد أحد بحق إلا الله فوحده بالعبادة، وشهادة أن محمد رسول الله فيطاع أمره ويصدق خبره ولا يعبد الله إلا بما جاء به، وأمر سبحانه بإقامة خمس صلوات في كل يوم وليلة، وأمر بالزكاة وهي إخراج جزء معلوم من المال، وكذا أمر بصوم شهر رمضان وبحج بيت الله الحرام.
وأضاف معاليه أن نبي الرحمة –صلى الله عليه وسلم- ذكر لنا أركان الإيمان الستة فقال(الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره)، ومن رحمته سبحانه أن أرسل أنبياء عليهم السلام إلى الناس ليكونوا رحمة للخلق أجمعين، ومن رحمته سبحانه أن أنزل الكتب المشتملة على الشرائع المصلحة لأحوال الناس رحمة بهم، وبل تستمر الرحمة حتى في التعامل مع البيئة والبهائم فدخلت بغي الجنة لما رحمت الكلب العطشان فسقته الماء، كما دخل رجل الجنة لما نحى غصن شجرة في ظهر طريق رحمة بالمسلمين لئلا يؤذيهم، لهذا ينبغي أن تكون الرحمة منطلقاً وأساساً في كل التعاملات البشرية.
وأردف معاليه أن هناك أسباب تستجلب بها رحمة الله فمن أسباب الرحمة التقوى، والسماحة في التعامل، وكذلك قراءة القرآن وتدارسه والاستماع إليه، ومن أسباب رحمة الله للعبد إحسانه للخلق، وسعيه في الإصلاح بين المتخاصمين، وكذلك من أسباب نزول رحمة الله طاعة الله ورسوله، والصبر، والإكثار من الاستغفار.
ثم أوصى الشيخ جموع الحجاج باستغلال أوقاتهم بالذكر والدعاء فهم في موطن تستجاب فيه الدعوات وتتنزل فيه الرحمات, ولهذا أفطر نبي الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة في حجه رحمة بالمسلمين ليتمكنوا فه من الذكر والدعاء