تعد القرية التراثية بمنطقة جازان ، واحدة من المراكز المهمة للتعريف بالمجتمع، وتعزيز الموروث الثقافي في ظل اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير َمحمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان ومتابعة سمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير َمحمد بن عبدالعزيز بن َمحمد بن عبدالعزيز .
وتستقطب القرية على مدار العام العديد من الفعاليات الشبابية التي تركز على جيل الغد وقادة المستقبل طلبة المدارس لغرس التراث في نفوسهم وقلوبهم، فضلاً عن جذبها العديد من الزوار الذين يأتون إليها من كافة المحافظات والمناطق من مواطنين ومقيمين وزوار وخاصة الباحثين والاكاديميين ، وبمجرد زيارتك القرية يمكن للزائرين ملاحظة التفاعل مع الورش التي يعرض فيها بعض الحرفيين المهارات التقليدية كصناعة الأدوات المعدنية، والأواني الفخارية، بخلاف النساء الجالسات اللاتي يقمن بالحياكة والغزل، وكذلك حياة البداوة التي تتمثل في البيئة البرية والجبلية والجلود المصنوعة ونماذج حية لمبان وأركان تراثية تربط بشكلها ومحتوياتها زائرها بتفاصيل الحياة اليومية التي عاشها الاباء والاجداد منذ القدم، وقد تم تشييد القرية بأسلوب هندسي جميل يتناسب مع عراقة الماضي لجعلها مزاراً لكل مهتم وباحث عن التراث. كما انها تحتوي على مختلف البيئات والظروف التي رسمت حياة الأجداد البرية، و البيئة البحرية والزراعية، والمشغل اليدوي النسائي، والسوق الشعبي لمختلف الصناعات الحرفية واليدوية، وبجانب هذه الأنماط البنائيه الجبلي والتهامي والساحلي البحري ، هناك مساحات خصصت لراحة الزائرين، كالمساحات الخضراء والمطعم التراثي،ويأتي كل ذلك من أجل المحافظة على الموروث الثقافي والبيئات والظروف التي رسمت حياة الأسلاف.
وأثناء تجوالنا في القرية لفتت انتباهنا أشياء تراثية متنوعة، كالنحاس، والفخار، الزجاج، الجلود، النجارة، النسيج، الخناجر والسيوف، ومعرض لبيع تلك المنتجات، ومحل صناعة الألبسة ومحل العسل الجبلي ومعصرة السمسم
وتتوفر داخل القرية جميع الخدمات اللازمة للزائر، مثل المطاعم، والمساحات الخضراء، والسوق الشعبي الذي يتيح أثناء التجوال اقتناء اللباس التراثي.الاستاذ حمد دقدقي مدير إدارة القرية التراثية اشار إلى أن القرية تتميز بإطلالة بحرية رائعة على الواجهة البحرينة الجنوبية التي تتيح للزائر الاستمتاع بالمناظر الخلابة لالتقاط أجمل الصور والاستجمام في جو هادئ وتراثي. وكشف الدقدقي أن عدد الزوار للقرية يومياً حيث تفتح القرية ابوابها عند الساعة الخامسة مساء وتستقبل عادة طلاب المدارس، والجامعات، والمواطنين والمقيمين من الجاليات العربية والأجنبية إضافة الي السياح الذين يقصدونها كإحدى الوجهات الرئيسية لهم، كما تستقبل بعض الوفود الزائرة للمنطقة للاطلاع على تراث منطقة جازان واشار إلى أن القرية متكاملة الخدمات الضرورية للزائر، وهناك تطوير مستمر لكل ما يخدم التراث ويساعد في صناعتها.
كما تقام فيها مجموعة من الفعاليات المتميزة، مثل تلك المصاحبة لمناسبة الأعياد عيد رمضان والاضحي ويوم التاسيس ، والاحتفال باليوم الوطني، إضافة إلى فعاليات من جهات مختلفة تختار القرية التراثية لتكون المكان الأنسب لاستضافتها نظراً لموقعها الاستراتيجي ومكانتها التراثية والثقافية والسياحية. وقد أحتضنت موخرا ملتقي الحرفيين والحرفيات .
وأشار المشرف علي القريه التراثية بجازان إلى أن القرية تعتبر مرجعاً تراثياً وثقافياً لطلاب الجامعات وخاصة كلية العمارة والتصاميم من خلال توافدهم لإتمام البحوث الجامعية، ووجهة لتلاميذ المدارس للتعرف إلى تراث الآباء والأجداد، إضافة إلى أخذ دورات في مواقع الحرف التراثية في المشغل النسائي وسوق الحرفيين، وكذلك سماع شرح تفصيلي عن العادات والتقاليد من طرف المدربين التراثيين في البيئات المختلفة. ويشير بعض الزوار الأجانب أنهم استمتعوا
بالأجواء الجميلة الرائعة وموقعها بالقرب من الواجهات البحرية وادهشتهم جماليات التراث التاريخي الذي يوفر فرصاً لمد جسور التواصل مع المجتمعات المحلية والشعوب المختلفة، كما أنه يعزز الجانب المعرفي وكانت القرية التراثية خصصت صالة لخدمة ألفن التشكيلي لدعم الموهوبين حيث اقيم أربعة معارض ومعرض تشكيلي للموهوبين تحت ستة عشرة عام ومن المقرر آن تشهد القريه التراثيه قريبًا عدد من المبادرات ومنها لجنة استشارية لتعزيز الفنون والأدب المرئي وتخصيص مكتبة للمصادر التاريخيه وتشارك عدد من الجمعيات المشاركة في البرامج الموجهة للأسرة والطفل وكذلك المجتمع ومنها اكاديميه صبًا الثقافيه وجمعية الغل والنباتات العطرية.