• ماهي جائحة فايروس كرونا COVID-19؟
كورونا هذا الفيروس الجديد الذي أرعب العالم، وسبب قلقًا عالميًا غير مسبوقًا، فمنذ الكشف عن المرض سارعت وسائل الإعلام للحديث عنه وعن أعراضه الخطيرة لتجنّبه والوقاية منه، وقامت المدارس والجامعات بإيقاف التدريس داخل مبانيها وانتقلت للتعليم الإلكتروني، وفتحت المستشفيات أبوابها على مصارعها وجهّزت أسرّتها لاستقبال مرضى هذا الفيروس الخطير والسريع الانتشار والذي ينتقل من ملامسة أو مخالطة شخص مصاب وعن طريق الهواء الموبوء بعطاس ورذاذ المصاب. أغلقت الدول حدودها ومنعت التنقل الدّاخلي والسفر والرحلات الداخليّة والخارجيّة، وفتحت المختبرات أبوابها وكثّفت أبحاثها ودراساتها علّها تجد لقاحًا يخلصّنا من شرور الفيروس، فعاش العالم رعب هذا الفيروس لأشهر طويلة بانتظار لقاح يخلصهم منه ومن أذاه الذي لا يفرّق بين الكبير والصغير والمريض والسليم، فكل الأشخاص معرّضون للإصابة، ولكن بدرجات متفاوتة.
بدأت وسائل الإعلام والقنوات الإخبارية نشر خبر بأن هناك جائحة عالمية قادمة والاستعداد لأي كارثة محتملة وبدأت تتخذ المملكة العربية السعودية قرار صارم لوضع حجر كلي لسلامة المواطنين والمقيمين.
عندما بدأت الأمور تزداد سوء حول العالم و تصاعدت حالات الإصابة بCOVID-19 لذلك لجأت معظم دول العالم بوضع قوانين و إجراءات صارمة كالأغلاق وفرض حظر كلي أو جزئي لوقف انتشار الوباء والحد من الأضرار المترتبة على المجتمع الدولي من الإصابة وأيضا تخفيف الضغط على القطاع الصحي ولا ننسى فضل جهود المملكة العربية السعودية و وزارة الصحة ومنظمة الصحة والدواء العالمية لأنها تتخذ مسارات و أنظمة ببعض الإجراءات الإجبارية كالتباعد الاجتماعي وبعض دول العالم كدولة السويد لجئت الإجراءات مخففه واعتمدت بعض الإجراءات الاختيارية للتباعد الاجتماعي و فضلت الاعتماد على استراتيجية (مناعة القطيع) وإن لم تعلن ذلك ظل المعارضون للإجراءات المشددة حول العالم يرددون ماذا عن السويد ؟
ولماذا لا ننجو بحياتنا ونأخذ حذرنا لننقذ حياتنا ومعاشنا واقتصادنا ويبدو ان الاستراتيجية التي اتبعتها السويد لم تفلح في الحد من الانتشار وكانت النتائج المترتبة عليها لم تنقذ الإنسان من تعثرات الجائحة ولا هي التي أنقذت الاقتصاد في الوفيات ولا هي التي أنقذت الاقتصاد في الوفيات مقارنه بالدول التي من حولها تعد الأكثر بالمقارنة بعدد السكان واقتصاد السويد , لم تكن السويد بأفضل حال بل ازدادت الخسائر للقطاع الصحي فَفضل كل من يعمل من العاملين بالقطاعات الصحية و الانسحاب إما بالاستقالة أو التقاعد فقد أوصلتهم الاستراتيجية التي اتخذوها للإعياء وربما الانهيار أو الاحتراق
ممكن نستفيد من نموذج دولة السويد هو درس نتعلم منه ان اليأس لمكافحة COVID-19 وان النجاح ممكن ومثبت بتجارب عده منها تجربه المملكة العربية السعودية الرائدة وتجارب دول شرق أسيا كالصين وكوريا الجنوبية التي تمحورت حول الإنسان وحمايته باتباع المبادئ الأساسية للصحة العامة وما أثبته العلم عبر القيود المشددة كالأغلاق والتباعد الاجتماعي والحظر الكلي أو الجزئي ومنع التجمعات وفرض لبس الكمامة.
وكذلك السعودية وضعت برامج متطورة كبرنامج توكلنا لمعرفه ان الشخص مصاب أو لا كي يأخذ الجرعة ويدخل الأماكن العامة من خلال برنامج توكلنا ويتبع فيه كل الإجراءات الصحية والمعلومات الإرشادات وكذلك عرض الفحوصات والتشديد على عزل المصاب وتتبع المخالطين.
كما نرى ذلك ان السويد لن تنتهج الاستراتيجية المخففة المخالفة للعلم أو عدم الاكتراث للإنسان وحياته ولكنها انحازت لما اقترحه خبرائها وعلمائها ظنًا منهم ان ذلك سينجيهم من كارثه الجائحة على الإنسان وكافة جوانب حياته وكان بالنسبة للسويد ان الاستراتيجية المخففة افضل في مواجهه وباء COVID-19 وهذا التأكيد على إننا يجب ان نثق بالعلم لا بالعلماء والخبراء فهم بشر قد يخطئون أو يقعون في فخ الغرور ومحاوله مخالفه العلم استنادًا الى تحليلات مضللة أو إنتاج علمي منحاز واعتقد ان بعد تجربه السويد لم يعد هناك من لا يدرك خطورة COVID-19 .
سلبيات الحجر الصحي
بدأت أيام الحظر بكثير من المتعة وشعرنا من خلالها إننا نعيش اللحظة الفارقة في إنقاذ البشرية والتزامنا بالتعليمات بعد ذلك مرت الأيام متعبة ما ان بدأت الأيام والشهور التي ندرك أنها قد بدأت تظهر العديد من الظواهر والتحولات الى عادات كالخوف من الناس ومن أشياء لا كنا نقدر قيمتها مثل صلة الرحم وزيارة الأصدقاء والجيران والذهاب الى المهام اليومية كالعمل والتسوق وممارسة الرياضة.
هل سنعود يوماً الى حياتنا الطبيعة؟
علمتني هذه الأيام بالرغم من بؤسها ان تقبل جبهة أمي امر جميل ومصافحة جاري باليد امر جميل أيضا.
علمتني ان قضاء معاملات الدولة ليس اسوى ما قد أقوم به وان مهامي اليومية كالذهاب للعمل ولقى الناس وبحثي عن طرق جديدة للكتابة والتصوير وغيرها هي امر ضروري.. بل أنها حاجة إنسانية لتطور
علمتني ان البشر فيهم توق الى الخبز وتوق الى الحياة.. وان قليل من السخرية قد تخفف ألم الخوف بعض الشيء
علمتني ان الحياة لديها طرقها فهي تأخذ لكي تعطي إجازة ان نعرف أباءنا وأمهاتنا أكثر فهم راحلون يوماً ما
لنعرف أنفسنا أكثر، لنقرا أكثر، لنعمل أكثر على مشاريع شخصية أوقفتها سباق زحمة الحياة لنعيد النظر في حياتنا وأولوياتنا أكثر وفي بعض الحالات لناكل أكثر
علمتني ان قضاء رحلة قصيرة في السيارة مع السماء والنجوم ليست بتلك المهام الشاقة وان شرائي لاحتياجات المنزل كاللبن والجبن ودواء الغسيل امرأ من محبب
علمتني ان جميعنا متساوون في الجوهر وهذا امرأ جميل فأثنا قرأت هذه الكلمات أنت وكريستيانو رونالدو ورئيس وزراء بريطانيا تعيشون ذات الخوف من المرض تماما، بل ان الأخير أصيب به فعلا.
علمتني ان قيمة الإنسان ليست في موبايلاته الكثيرة في يده ولا في سيارته المرسيدس والأودي ولا
بجنسيته الأخرى التي يحملها ولا بملابسة الجميلة كالفاشينيستا التي لا قيمة لها ولا بعدد الفلورز على الإنستغرام أو التويتر، بل هي في أثره وذكره الطيب.
علمتني بأن معظم أصوات المتزوجين التي تعلو في البيت الواحد لم تكن سببها جلست الرجل في البيت، بل انهم
لم يكونوا يوماً أصدقاء كانا حبيبين فقط
بدأنا بافتعال مهارات وعادات جديدة لم تكن موجودة كقراءة الروايات والكتب وممارسة رياضات جديدة
كم كان من الممتع ان نرى الكبار والصغار يتبادلون ويقرؤون الكتب للقضاء على الفراغ وممارسة رياضات مختلفة
حياتنا وصراعاتنا في زمن COVID-19
لم اعش طوال حياتي في زمن يشبه زمن هذا الوباء ولم اكن أتخيل في يوما ما ان نعيش هذا الوضع كانت بالنسبة الي قصة الفايروس غريبة و مؤلمة فقد سمعت أيضا عن الجدري والملاريا لم أتصور حالتي من الرعب والهلع في العالم كما حدث في انتشار فايروس كارونا سيذكر التاريخ ان فايروس COVID-19 غير العالم اكثر من الحروب والمجاعات والأزمات التي قد مرت في ما مضى و قد بدأ الفايروس بداية الأمر في مدينة ووهان الصينية وقد وضع الوباء قواعد ديمقراطية في إدارة المجتمعات جانباً ولجوء الى قوانين الطوارئ تغير العالم بعد الفايروس بعدما كانت المدن تضج بالحياة أصبحت المدن كالأشباح ، الفايروس حرمنا من القبلات و أحضان الاحبة وتناول العشاء مع الأصدقاء و الأقارب
نهاية هذا الوباء
لم يعد هناك من لا يدرك خطورة COVID-19الوباء الذي تحول الى كارثه للعالم وان الألم الذي سببته الإجراءات المشددة مؤقت ولا يضاهي الألم الكبير الذي خلفه الوباء والذي ربما ستظل أثاره تذكرنا به لفتره طويله بعد انتهاء الجائحة والتجربة السويدية تؤكد ان السبيل الوحيد لمكافحه مثل هذه الجوائح هو الاستعداد السليم والتسلح بالعلم والعمل المشترك والاهم حماية الإنسان أولا
ولقد شكّل موت وإصابة كثير من الأطباء بفيروس كورونا القلق والخوف لدى الناس، فالأطباء هم خط دفاعنا الأول، وهم منظومتنا الصحيّة الآمنة التي نتكأ عليها لمجابهة المرض، فقد سهر الأطباء الليالي وأمضوا أيامًا طوال في قلق وخوف ورعب كبير في مواجهة كورونا، وبذلوا كل ما في وسعهم لتقليص الحالات ومنع انتشار المرض وحصره ما أمكن. علينا أن نقدّر جهود هذه الكوادر، ونقف إلى جانبها صفًا منيعًا لمجابهة الفيروس من خلال التزامنا بالتعليمات الصادرة من وزارة الصحة، والقيام بالحجر المنزلي على الفور عند الشعور بأعراض المرض، وإخبار الجهات المختصة في حال شككت أن أحدهم يحمل الفيروس ويخالط الآخرين، فربما يؤدي استهتارنا وعدم التزامنا بالتعليمات إلى انهيار نظامنا الصحي وخط دفاعنا الأول، فالأطباء هم سندنا في مكافحة المرض فلنبقيه بعيدًا عنهم بالتزامنا.
ولقد سمعنا خبر سار من منظمة هيئة الدواء والصحة العالمية لعودت الحياة لمجراها الطبيعي وسيطرة اغلب دول العالم على المرض
وهذا الوباء الذي تحول الى كارثه للعالم وان الألم الذي سببته الإجراءات المشددة مؤقت ولا يضاهي الألم الكبير الذي خلفه الوباء والذي ربما ستظل أثاره تذكرنا به لفتره طويله بعد انتهاء الجائحة والتجربة السويدية تؤكد ان السبيل الوحيد لمكافحه مثل هذه الجوائح هو الاستعداد السليم والتسلح بالعلم والعمل المشترك والاهم حماية الإنسان أولا
كما نرى إثر ذلك في العودة للحياة الطبيعية الى الدول التي اتبعت حماية الإنسان والإجراءات المشددة الى ما يقارب ما كانت عليه قبل الجائحة!