أثارت صور معرض معالم من الحج الذي تنظمه وكالة الأنباء السعودية وهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، شجون الحجاج الذين يستعدون هذه الأيام للمغادرة إلى بلدانهم عبر رحلات مجدولة في صالة حجاج مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة تستمر حتى مطلع شهر محرم المقبل.
وفي التفاصيل، وقف الحجاج في لحظات تعجّب يشاهدون النقلات النوعية التي شهدتها الأماكن المقدسة والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في غضون سنوات قليلة، وما بين ذكريات الصور القديمة والصور المستقبلية لوسائل نقل الحجاح والمشروعات التي تنفذها الدولة لتطوير الخدمات في منطقة المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين.
والتقتت في المعرض بالحاج عبدالرحمن أحمد عثمان 39 عاماً من الصومال الذي أتى بوالدته زهرة شيخ حسين آدم 70 عاماً، لتحج هذا العام ضارباً أروع الأمثلة في البر بالوالدين، وأعرب عن شكره وامتنانه للمملكة حكومة وشعباً على ما وجده ووالدته من خدمات عالية المستوى تصبّ في راحة الحجاج ليتفرغوا لعبادة الله في الركن الخامس من أركان الإسلام.
وقال الحاج عبدالرحمن: لا تسعني الفرحة بعد أن أديت الحج مع والدتي ولله الحمد، ووقفت معها وهي على جبل عرفات وأثناء رمي الجمرات والطواف، ولعلي أقدم لوالدتي ما تستحق في حياتها وفاءً وبراً بها، ومهما فعلت لن أوفيها ذلك.
وأكدت الحاجة زهرة أنها سعيدة بحجها هذا العام مع نجلها عبدالرحمن، مبينة أنها توفرت لها ولحجاح بلدها الصوماليين كل سبل الراحة خاصّة وسائل النقل حتى أتموا حجهم على خير بفضل الله تعالى، داعية الله تعالى أن يحفظ المملكة من كل سوء ويديم عليها نعمه.
وعبر الحاج أمير شجيرات – 51 عاماً – من الأحواز، عن سعادته بإتمام مناسك الحج خلال هذا العام بكل يسر وسهولة، معرباً عن تقديره للمملكة العربية السعودية على ما تقدمه للحجاج من خدمات جليلة جعلت من رحلة الحج رحلة ميسّرة تفرغ من خلالها الجميع لأداء الحج دون أي منغصات تعيق ذلك.
وأوضح “شجيرات” وهو يقارن بين الصور القديمة والحديثة للمشاعر المقدسة أن حجته هذا العام هي الثانية في عمره، حيث كانت الأولى قبل 30 عاماً حينما كان شاباً في العشرين من عمره، مبيناً أنه لمس ما بين الحجتين فرقاً كبيراً جداً في مستوى الخدمات والاهتمام بالحجاج وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل رعاية حكومة المملكة لضيوف الرحمن الذي لايمكن أن يقارعها أحد في العالم بذلك الاهتمام.
ودعا الله العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين على ما يجده الحجاج من خدمات نوعية تتجدد كل عام، وعلى ما يقومان به من رعاية للإسلام والمسلمين.
وبدوره، وصف الحاج السرّ بابكر عطى المنان، من السودان، حجته هذا العام بأنها حجة ميسرة ومنظمة تمكن من خلالها هو والحجاج السودانيين من أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة.
وأفاد الحاج السر المنان 53 عاماً أنه لأول مرة يحج هذا العام لكنه سمع من زملائه الحجاج بعض الصعوبات التي كانت تعتري رحلات الحج قبل أكثر من أربعة عقود، مبيناً أن الخدمات التي وجدها هذا العام أكبر شاهد على اهتمام المملكة وعنايتها بضيوف الرحمن ليتموا رحلة العمر الإيمانية بكل خير وسلامة.
وشارك الحجاج لحظات زيارتهم المعرض المواطن أحمد آدم جمعة 52 عاماً من مكتب الوكلاء الموحد الذي روى لـ”سبق” قصة صورتين لفتتا انتباهه لحركة الحافلات في المشاعر المقدسة قبل خمسة عقود مضت، وقال: إن الحافلات الكبيرة التي في الصورة تسمى عند أهل مكة الزيتوني وتتسع لـ45 راكباً وتستخدم في نقل الحجاح وقد ركبتها مع أسرتي عندما أدينا مناسك الحج وعمري نحو خمسة أعوام، بينما الحافلات الأخرى تسمى الأنيسة وتستخدم داخل طرقات مكة فقط وتتسع لـ 13 راكباً، ويستعان بها خلال الحج.
ووصف آدم حجم الإمكانيات اليسيرة في الحج آنذاك مقارنة بالذي قدم في الأعوام القليلة الماضية وهذا العام تحديداً سواءً على مستوى النقل أو الخدمات أو البنية التحتية للمشاعر المقدسة التي تتسع لأكثر من مليوني حاج وحاجة في مكان محدود وتقدم لهم خدمات متنوعة في وقت قياسي.
ودعا الله تعالى أن يجعل ما قدم لضيوف الرحمن في موازين أعمال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.
وشارك في المعرض الذي يحظى بدعم إمارة منطقة مكة المكرمة: الهيئة العامة للطيران المدني، ودارة الملك عبدالعزيز، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومؤسسة مسك الخيرية، وقطار الحرمين الشريفين، وشركة طيران “ناس”.