يبدأ صندوق التنمية السياحي اليوم جولته التعريفية اكتشف_ بُعد_ الطائف والتي تستمر لثلاثة أيام بهدف رفع الوعي بخدمات الصندوق وحلوله التمويلية الميسرة المقدمة للمنشآت العاملة في القطاع السياحي لتمكينها من الاستثمار فيه ومنحها فرصة التوسع من أجل صناعة مستقبل مشرق للسياحة بما يحقق الاستراتيجية الوطنية للسياحة المنبثقة من رؤية 2030.
فالطائف المأنوس كما يحلو لعشاقها أن يسموها، والوجهة السياحية من الطراز الأول، والتي استحقت على إثرها لقب عروس المصايف، أحد أهم الوجهات السياحية في المملكة، الأمر الذي يعزز من استكشاف التنوع الكبير الذي تحتضنه تجاربها السياحية، والفرص الاستثمارية بمجالاتها المختلفة، حيث تتمتع الطائف بحزمة من المزايا التي تشكل قيمة مضافة للمشاريع السياحية، باعتبارها البوابة الشرقية لمكة المكرمة ونقطة التقاء لعدد من الطرق المتصلة بالمناطق والمدن المجاورة. كما تضم اثنين من مواقيت الإحرام، وأحد أهم مناجم الذهب، اضافة إلى احتضانها للعديد من المواقع التراثية والتاريخية والبيئية التي تضفي عليها بعداً تاريخياً وجغرافياً فريداً.
ومن بين بساتين الفاكهة، ومزارع الورود، وسحر الطبيعة الجبلية، تستهويك الطائف بجمالها الأخَّاذ ومناخها المعتدل بدرجة حرارة تتراوح بين 20-25 درجة مئوية، والذي يختصر المواسم كلَّها ويُحيلها إلى ربيعٍ دائمٍ..
إنها المدينة التي تدعُك تعيش طويلاً في متعة التأمُّل، فتتنزَّه فيها على إيقاع الشعر الغنائي، وتبحرُ بين لوحات غيومها، وتُحلِّق فوق أقواسِ أمطارها، فتشمّ عبقَ الورد، وترسم بالكلمات لوحاتِ الدهشة والانبهار، لتضبط تلكم المنظومةُ الجماليةُ مشاعرَك على توقيت الهدوءِ والإحساسِ بالجمال. يتملَّكُك إحساسٌ خاصٌ حين تصعدُ سلسلة جبال سُراتها الممتدة لتكتشفَ في نفسك روحَ المغامرة والحماس، وتتحفز في داخلك معاني التحدِّي للوصول، خاصة وأنت ترى الزوار يتوافدون إليها كل عام، إذ بلغ عددهم خلال العام الماضي 2021 نحو 2.9مليون زائر، وتركَّز حضورهم خلال شهري يونيو ويوليو بمعدل 500 ألف زائر لكل شهر منهما، وقد تجاوز معدل إنفاقهم في ذلك العام نحو 1.7 مليار ريال مقارنة بـ 709 ملايين ريال عام 2018.
تسبر أغوارَ المدينة بثنائية (العين والقلب) لتتلمَّس ملامحَها التي تحكي تاريخها العريق النابض بالأصالة المرتسمة على وجوه سكانها الذين يبلغ عددهم 1.1 مليون نسمة، والناطق بالمعاصرة التي تستشعرُ رؤية المشروع التنموي للمملكة وتسير في رَكْبه بخُطى حثيثة، وتلمس أنت ذلك في فخامة فنادقها التي تشكل فئة الـ 5 نجوم والـ 4 نجوم نسبة 42% منها، كما تلمسه في مشاريعها القادمة بقوة والتي ستثري الأبعاد الجمالية فيها.
خلال رحلتك ستركضُ على أديمِ المسافات لتشعرَ أنك داخل حقل رحيب، ستحلِّق بين الغيوم، وتعشقُ الضبابَ وترقب هتون السماء، وستأخذك الطرق الملتفّة إلى مسارات تبعثُ فيك الحيوية والحماس، لتجد نفسك قد حددتَ خياراً مثالياً للترفيه والثقافة في ظل قرب الطائف من مكة وعمق زخمها التراثي، وروعة مناخها المعتدل، الذي يجعل منها وجهة رائعة للاسترخاء والراحة على جبالها ذات الميزات التنافسية بطبيعتها الخلابة ومزارع فواكهها من التين والعنب والرمان والبرشومي، وبساتين ورودها التي تتجاوز الـ 900 مزرعة وبستان تنتج نحو 300 مليون زهرة كل ربيع،، مما جعل منها بيئة مثالية لتربية النحل وإنتاج العسل وتصديره. وليصبح مهرجان الورد في شهري مارس وأبريل كل عام أيقونة احتفالية تستقطب محبي منتجات الورود والأطعمة التقليدية والحرف اليدوية.
ولا تتوقف المهرجانات والفعاليات في الطائف عند جانب واحد، فهناك سوق عكاظ أشهر أسواق العالم الإسلامي وهو حدث سنوي يمتد لشهر يتم فيه عرض ثقافة الطائف وتاريخها وتراثها الأدبي والفني وحرفها اليدوية.. وهناك المتاحف مثل قلعة شبرا ومتحف الشريف ومتحف عبد الله بن عباس. كما أن المغامرة في أرجائها لا تعني المخاطرة، بل تعني الخروج للتجربة والاكتشاف، والعيش في لحظات ساحرة تسكن الذاكرة دون أن تذبل..
مواقع تسكن الذاكرة
اكتشف بُعد الطائف رحلة سياحية تطوف من خلالها في مواقعها الساحرة، وتحلّق لتستكشف دلالات التاريخ وأبعاد الجغرافيا، ولتتعرف على معالم مدينة الورود ومَواطِن الجمال فيها، وتتوقف مع تراثها التاريخي العريق.
اكتشف بعد الطائف بدءاً من منطقة الهدا حيث المنتزهات والبساتين وعربات التلفريك، والمطاعم والفنادق والألعاب الترفيهية والمتاجر وصالات التزلج.، ثم منطقة الشفا التي تبعد عن المدينة 28 كم، بارتفاع 2500 م فوق سطح البحر، هنا المتعة بالإطلالات الجبلية والأودية الخصبة ومزارع الفاكهة الطائفية ومناحل العسل، والمرافق الترفيهية والشاليهات والنُزل السياحية. ثم منتزه الرُدَّف: الذي يقع جنوب الطائف، فحديقة الحيوان: التي تحتوي على آلاف الأنواع من الحيوانات والطيور الفريدة.
كما تزخر الطائف بعدد كبير من المنتزهات والحدائق والمعالم المتنوعة مثل: منتزه الجبل الأخضر وحديقة الملك فهد ومنتزه الملك عبد الله ومنتزه سيسَد الوطني ومنتزه الشعلة ومنتزه الحدبان وروابي لاند بارك وحديقة الشلال وحديقة الفيصلية وحديقة العنود وقرية الشفا، ومتحف أم الدوم ومصنع ورد القرشي ومصنع ورد الكامل. إضافة الى عدد من المعالم الثقافية والتاريخية.. كسوق عكاظ: الذي يحاكي السوق القديم الشاهد على أمجاد العرب وتراثهم الخالد.
ثم الوقوف على قصر شبرا الذي يكتسب قيمته التاريخية من حيث كونه مقراً لإقامة الملك عبد العزيز والملك فيصل يرحمهما الله عند زيارتهما للطائف، والذي يعود تاريخه الى عام 1904م وقد ظل قصراً ملكياً حتى تحوّل الى متحف إقليمي عام 1995م.
وجامع عبد الله بن عباس: وهو من أقدم المساجد ويقع في وسط المنطقة التاريخية وقد ظل منبراً للعلم طوال 14 قرناً.
ثم متحف الشريف: وهو من أكبر المتاحف بالمملكة، وتزخر قاعاته بالقطع الأثرية التي تعكس تراث الطائف.
وباب الحزم: ويسمى أيضاً (باب الجبل)، و(باب شبرا) لوقوعه أمام قصر شبرا، ويكتسب أهميته من كونه أحد أهم مداخل سور المدينة القديمة الخمسة التي كانت تُغلق مساء.
ولم يتوقف قطار التنمية عند هذه المحطات السياحية، بل امتد ليشمل عدداً كبيراً من المشاريع التي يبرز من بينها:
– مشروع (الطائف الجديد): لبناء أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية، ومدينة تعليمية، وجامعة، ومطار.
– مشروع مدينة سوق عكاظ: الذي يعتبر أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة بالمملكة ومركز جذب ثقافي للأعمال والترفيه والضيافة وسيوفر نحو 1250 غرفة، ويستقطب نحو 260 ألف سائح مع مساهمته في الناتج المحلي بما يصل الى 80 مليون دولار، وتوفيره 4000 فرصة وظيفية.
– مشروع مطار الطائف: حيث يتم تطوير المطار ليستوعب 5 ملايين مسافر ويزداد عددهم الى 8 ملايين مستقبلاً.
– مشروع واحة التقنية: الذي تنفذه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية حيث يتم تنفيذ حزمة من المشاريع لتكون الواحة منصة لتطوير وتطبيق واختبار التقنيات الجديدة، وليكون المشروع نموذجاً عالمياً لتطبيق الابتكارات في الطاقة المتجددة وتوفير استهلاك المياه وإدارة وتدوير النفايات وتقنية المعلومات.. وستوفر الواحة نموذجاً لأساليب العيش والحياة العصرية في السكن والفندقة والترفيه من خلال استقطاب المؤهلين المحترفين ليشكلوا منظومة بيئة مجتمع ابتكاري يعزز ويربط بين البحوث العلمية وبحوث تطوير منتجات القطاع الخاص ولتكون الواحة بيئة جاذبة للشركات الأجنبية، والوطنية، وداعماً لنموها، وتوسُّعها.
واجهة الطائف .. المشروع النوعي المرتقب
“واجهة الطائف” المشروع الذي يعكس أهمية هذه المدينة أحد أهم الوجهات السياحية في المملكة، حيث سيوفر مساحة لممشى خارجي كبير، ومساحات مخصصة للمحلات التجارية المحلية والعالمية، كما يشكل وجهة متميزة لقضاء وقت ممتع لسياحة الأعمال والترفيه وزوار الحرم المكي، وذلك لوجوده بالقرب من مرافق سياحية مميزة مثل حديقة الملك فهد، وهي كبرى حدائق المدينة، وطريق الهدا. ويقدم المشروع مفهوماً حديثاً في التسوق عبر الدمج بين قطاع التجزئة والأنشطة الترفيهية مما يجعله مقصداً سياحياً وترفيهياً مهماً لزوار وقاصدي مدينة الطائف. كما يعكس التزام صندوق التنمية السياحي بتنمية الوجهات السياحية بالمملكة، في إطار الاستراتيجية الوطنية للسياحة.
في الطائف، المغامرة لا تعني المخاطرة، بل تعني الخروج للتجربة والاكتشاف، والعيش في لحظات ساحرة تسكن الذاكرة دون أن تذبل..
اكتشف بعد الطائف الجولة التعريفية الأولى من نوعها، والتي ينظمها صندوق التنمية السياحي، خلال الفترة من 1-3 ربيع أول 1444هـ، الموافق 26 – 28 سبتمبر 2022م، رحلة جديرة بالاهتمام من كل الزائرين، والمستثمرين، ورواد الأعمال، في ظل ما يقدمه الصندوق من برامج تمكينية داعمة وحلول تمويلية وتسهيلات لتحفيز مستثمري القطاع الخاص واحتضان المنشآت العاملة بالقطاع السياحي لإثراء التجارب السياحية فيها، وفق الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي اختارت الطائف المأنوس ضمن الوجهات السياحية المستهدفة في مشروع تنموي سياحي واقتصادي مستدامة، سيرسم مستقبل السياحة بالمملكة، ويدعم مكانتها كوجهة سياحية عالمية قادمة بقوة وفق مستهدفات الرؤية التنموية 2030.