زار فريق من ذوي الاحتياجات الخاصة مقر جمعية البر بجدة، وكان في استقبالهم عضو مجلس الإدارة رئيس نادي البر التطوعي الأستاذ محمد سعيد أبو ملحة وعدد من مسؤولي الجمعية.
وقد جاءت الزيارة في إطار حرص الجمعية على الاضطلاع بمسؤولياتها الاجتماعية تجاه هذه الفئات العزيزة بهدف دمجهم في المنظومة الاجتماعية والوقوف على احتياجاتهم واكتشاف قدراتهم ومواهبهم وتحفيزهم لتقديم كل ما لديهم من عطاءات وقدرات تثري العمل الاجتماعي.
وقد رحب مسؤولو جمعية البر بالفريق الزائر وقدموا لهم موجزاً عن برامج الجمعية وأنشطتها المتنوعة، كما تم الاستماع الى تجارب الفريق الزائر الذين كشفوا عن أهم العقبات التي واجهوها وشرحوا كيفية تغلبهم عليها.
فقد تحدَّث في البداية محمد عبد الفتاح وهو واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة موضحاً أنه يعاني منذ ولادته من إعاقة حركية ولكنها لم تثبط من عزيمته ولم تعرقل إرادته في إكمال حياته ضمن منظومته الاجتماعية، حيث أكمل دراسته الجامعية وحصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال بجامعة الفيصل، ويعمل الآن في الأعمال الحرة في قطاع العقار والمقاولات، مضيفاً أنه يطمح الآن في البدء بمشروع افتتاح شركة لاستيراد الكراسي المتحركة ذات الجودة العالية والمصنعة في بريطانيا وألمانيا حرصاً منه على خدمة الفئات التي تعاني من الإعاقات الحركية.
من جانبه قال راكان كردي وهو رسام بارز في الفن الواقعي ويعاني من إعاقات حركية: إنه عشق الرسم الواقعي منذ 22 عاماً حيث بدأ في رسم لوحاته وهو في الثامنة من عمره بمساعدة أسرته التي هيأت له الأجواء داخل المنزل لممارسة هواياته.. مبيناً أنه شارك في الكثير من المعارض في مختلف المدن السعودية كما قدم مجموعة من اللوحات السوريالية الى جانب لوحاته الواقعية، وأوضح أن اللوحة يستغرق الانتهاء منها ما بين الثلاثة أسابيع والثلاثة أشهر وتحتاج الى مزيد من الجهد حتى يتمكن الرسام من الوقوف على كافة تفاصيلها.
وقال الكردي إن الفن لغة وجدانية نحاول عن طريقه أن نعبّر عما لا سبيل للتعبير عنه باللغة العادية وهو يمثل مستوى من الوعي أكثر قيمة، حيث يحرك مشاعر مشاهديه بعمق لأنه يجسد الحياة الانفعالية المشتركة بالنسبة للبشر، لذا كان الفن الواقعي هو وحده الذي يمكن أن يعطي الناس وعياً بأنفسهم وبعلاقاتهم وبالكيفية التي يتحركون فيها وبالقوى التي تعرقل تطورهم. ويضيف الكردي: ان الرسام يمكن أن يعبر عن حالة عاطفية باللون والضوء والظل ويلتقط بعينه أفراح الحياة وأتراحها وصراعاتها وإحباطاتها ويجسد جمال الطبيعة وجمال البشر لذا فهو جزء من حياتنا الاجتماعية.
من جانبه عبّر عضو مجلس الإدارة الأستاذ محمد سعيد أبو ملحة عن سعادته بهذه الزيارة لهذه الفئات من ذوي الهمم والتي تحمل عطاءاتها عنوانا بارزاً هو: الانتصار للإرادة، التي يستطيعون بها التغلب على التحديات التي تواجههم في مسيرتهم الحياتية.
ودعا ابو ملحة قطاع الأعمال والقطاعات الخدمية الى تقديم مزيد من التسهيلات والخصومات لهذه الفئات ليكون ذلك عنواناً للتعايش الحضاري معهم وإثراء تجاربهم، واستثمارهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي باعتبارهم ركناً أساسياً في رحلة التنمية.
من جانبه رحب مستشار إدارة التطوع الدكتور جميل بن على الشهاوي بالفريق الزائر مؤكداً أنه سعيد جداً بهذه الزيارة التي تجسد حرص الجمعية على الوقوف على قدرات هذه الفئات وصقل مواهبهم واستنهاض هممهم وتحفيزهم لتقديم إبداعاتهم وعطاءاتهم التي تخدم المجتمع باعتبارهم جزءاً أصيلاً من البناء التنموي، كما يجسد احتفاؤنا بهذه الفئات العزيزة غرس الوعي بضرورة دمجهم في النسيج المجتمعي بل والتعاطي معهم برفق واهتمام وتحفيزهم على تقديم المزيد من المخرجات ذات الأثر المجتمعي المستدام، بكل ما يقدمونه من عطاءات تمثل قيمة مضافة للمنظومة الاجتماعية والتنموية.