ضمن الفعاليات التي يشارك بها معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز “مسك الخيرية” في موسم السودة بمنطقة عسير، حولت “مسك للفنون” أرض معرض قرية المفتاحة إلى تحفة فنية، بعد تعديلات وترميمات زادت من شهية الزوار للاطلاع على محتويات المعرض الذي يصنف بـ”التاريخي” في المنطقة الجنوبية.
وفاق عدد زوار أرض معرض قرية المفتاحة التاريخي بأبها، أكثر من 12 ألف زائر من مختلف المناطق، وذلك مع مطلع شهر أغسطس الحالي، وحتى تاريخ السادس عشر من ذات الشهر.
وتحتوي فعالية “أرض” على ورش عمل يومية للفنانين التشكيليين، ومراسم في الهواء الطلق، بالإضافة إلى مراسم خاصة تتجاوز 13 مرسماً، لفنانين من أبناء المنطقة الجنوبية.
ولم يستطع فنانون هجروا المكان من عشرات السنين، إخفاء تعبيرهم عن اندهاشهم من اللمسات الجمالية التي أضفاها معهد مسك للفنون على الموقع، إذ أكدت التشكيلية شريفة السديري، والتي أقامت أول معرض لها في أبها في عام 1987 ميلادية، أن الموقع كان في فترة تاريخية مضت يميل إلى البدائية نوعاً ما، لكن ما يشهده الآن بفضل ما يقدمه معهد مسك للفنون يعتبر تحولاً جذرياً إلى الناحية الإيجابية.
وطالب فنانون تشكيليون آخرون المعهد بضرورة مواصلة تلك الجهود، حتى يشعر الفنان التشكيلي السعودي بالقيمة المعنوية التي يستحقها.
ويشهد معرض قرية المفتاحة فعالية أرض الطود، الذي يختزل ارتباط الجبل بالسحاب، في أرض عريقة ذات مكانة جغرافية وتاريخية، وهي الأرض التي ولدت مبدعين وذوي ثقل في الحالة الفنية التشكيلية بالمملكة عامة، والمنطقة الجنوبية على وجه الخصوص.
ويعرف الطود بأنه أرض الجبال الشاهقة، والعظيمة الشاهقة المرتفعة إلى السماء، وأنه ذو ألوان مختلفة ومتعددة، وهو ما تغزل به الشعراء على مر العصور، متغنين بها عبر قصائد شعرية متعددة تحكي مدى الجمال الذي تكتنزه أرض الطود الجبلية.
ويركز معرض أرض الطود على مفهوم الزمان والمكان في تشكيل هوية وتاريخ منطقة عسير، ويستعرض مخزونها التراثي والثقافي والفني.
ويحتوي معرض أرض الطود في قرية المفتاحة على لوحات فنية جسدها أبناء المنطقة الجنوبية، تحاكي روعة وجمال الجبل والسهل، تدرجت في محاكاتها للتاريخ المعاصر للمنطقة، وحتى العصر الحالي.