اختتمت اليوم أعمال منتدى الابتكار الاجتماعي في نسخته الثانية بالرياض، الذي نظمه مركز أسبار للبحوث والدراسات، بعد أن شهد على مدى يومي 15 – 16 فبراير، إقامة جلسات علمية ومحاضرات وورش تدريبية، بمشاركة أكثر من 200، للتحدث حول مستجدات الابتكار الاجتماعي وتحدياته وعدة جوانب ومجالات مختلفة.
واستعرض المنتدى في ختام جلساته ”دور القطاع الخاص في تنفيذ مبادرات الابتكار الاجتماعي”، بحضور الرئيس التنفيذي لوكالة سمة للتصنيف سابقاً نبيل المبارك، ومدير عام الإدارة القانونية في هفلوشن الدكتور سلمان العسيري، ونائب رئيس قطاع الطاقة والصناعة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور سعيد الشهري، ويديرها الرئيس التنفيذي لشركة وادي الدمام الدكتور عبدالرحمن العليان.
وتناول المتحدثون متطلبات القطاع الخاص وتحديداً المسؤولية الاجتماعية، مشيرين إلى أن ماضي الابتكار في القطاع الخاص مر بثلاث مراحل: بداية الطفرة، وبعد التسعينات، والثالثة منذ انطلاق رؤية المملكة، مبينين أن في المرحلة الأولى عمل القطاع الخاص على نشأته وتطوره وتطلعاته للمستقبل، أما بعد انطلاق الرؤية فكانت هنالك الحاجة إلى الاستشراف للمستقبل ومواكبته، لافتين إلى أن القطاع الخاص بالمملكة لديه تحديات تكمن في الموائمة مع الرؤية التي تتوافق مع تطلعات القطاع الخاص، ومتطلبات العمل في القطاع الخاص، منوهين أن التحديات جوهرية فيما يخص طريقة العمل والأساليب وبدأت بالتغير حالياً.
كما ناقش المشاركون المحفزات التنظيمية للابتكار الاجتماعي، وأثر البحث والتطوير الابتكار، مؤكدين أن المملكة تقدمت كثيراً في منظومة البحث والابتكار، وهنالك العديد من الفرص خلاله، موضحين أن الابتكار الاجتماعي هو جزء من منظومة الابتكار بكل المجتمعات، ولن نرى ابتكار حقيقي في دولة دون أن تكون في منظومة الابتكار بشكل عام.
فيما استعرضت الجلسة الأخيرة للمنتدى ”الرقمنة والابتكار الاجتماعي“، بمشاركة معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس أسامة الزامل، وأستاذة علم الاجتماع في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الدكتورة ساسكيا ساسن، ومدير عام تبني التقنية في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد المتعب، ومدير عام معهد تقنيات المناخ الدكتور خالد المطيري، والرئيس التنفيذي لشركة أساس المهندس سعد آل جابر، ويديرها عضو مجلس الشورى الدكتور خالد العواد.
وناقشت الجلسة تقنيات الابتكار الاجتماعي في قطاع الصيانة، والتقنيات الحديثة وأثرها على الابتكار، والهيكل المؤسسي على الإنترنت، وأسس الابتكار المجتمعي لتقديم الحول، بالإضافة إلى زيادة التأثير الرقمي للابتكارات الاجتماعية، مبينين أن الإنسان هو المستهدف بالابتكار الاجتماعي لتلبية احتياجاته وتحقيق رفاهيته، وأن دور الصناعة والتقنية هو الوصول إلى رفاهية الإنسان حيث إن الصناعة هي أداة ووسيلة وليست غاية، مشيرين إلى أن أعمال القطاع الخاص في التقنيات التي تتبناها الشركات في الصناعة لها دور كبير في رفاهية المجتمع.
ولفت المشاركون إلى أن الابتكار قلبه ونواته هي الفكرة، مضيفين بأن هنالك علاقة وطيدة بين الرقمنة والابتكار الاجتماعي، فلا يوجد رقمنة بلا ابتكار، ولا يوجد تطور بالابتكار دون الرقمنة، لذا هما مكملان لبعض لأسباب عديدة منها أن التقنية تقوم على الابتكار أو تطوير العمل، وأن الابتكار يعتمد على التقنية بسبب دخولها بالابتكار حالياً، كأجهزة الهواتف المتنقلة التي تعد ابتكاراً تقنياً أسهم في رفاهية المجتمعات.
وأكد المشاركون أن التقنية الحديثة أسهمت في تحسين جودة بيئات العمل، وساعدت في بناء أنظمة تسهم في جودة الأعمال، مبينين أن التقنية اليوم تسهم بشكل كبير في التسويق للمنتجات والأفكار بأسهل الطر، وهدفها الرئيس يتمثل في جعل حياتنا أسهل، لافتين إلى تقنيات ناشئة وتسمى بالمزعزعة كونها ستستحوذ على الكثير من الأعمال والوظائف اليدوية كالطابعة ثلاثية الأبعاد التي تستطيع صنع الأشياء بسهولة، وتقنية الذكاء الاصطناعي التي تفهم احتياجات الإنسان وتضع له حلولاً، مبدين عدم استغرابهم من أننا مستقبلاً قد نشهد استشاريين آليين، ووظائف عديدة تستطيع أن تقدمها التقنية وتوفر الوقت والجهد.