تحدث الاستاذ راضي الفريدي رئيس جمعية السياحة الزراعية والريفية ومن خلال زيارته لمزرعة العم يحي معشي وماشاهده من جهود مميزة في مجال الزراعة الحرجية حيث قال ان مزرعة العم علي أصبحت واحدة من النماذج الرائدة في مجال الزراعة الحرجية في الوطن فهي تحتوى على اكثر من خمسة الاف شجرة محلية وزراعية ومحاصيل زراعية متنوعة وثروة حيوانية ،حيث يعتبر هذا نموذج مهم يوفر للمجتمعات المحلية فرصاً لتحسين معيشتها وحماية البيئة في الوقت نفسه.
مبينا أنه استمع من العم علي قصته وكيف بدأ في تطبيق مفهوم الزراعة الحرجية في الثمانينيات كجزء من استراتيجية للاستفادة من الموارد الطبيعية والبيئة في مزرعته ، حيث اعتمد العم علي معشي على زارعة الاشجار المحلية البيئية المتنوعة والمحاصيل الزراعية وتربية الحيوانات والنحل في نفس الأرض.
ومن خلال الزراعة الحرجية، ازدهرت المزرعة وزادت الانتاجية واستدام الدخل وتنوع ، وتحسنت جودة التربة وازداد التنوع البيولوجي.
وبين الاستاذ راضي الفريدي ان الزراعة الحرجية في العالم أصبحت نموذجًا ناجحًا يمكن تطبيقه في معظم المزارع في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة . اذا توفر هذه الطريقة من الزراعة الفرص لتحسين معيشة الريف وحماية البيئة في الوقت نفسه ، موضحا انه ومع ذلك لا يزال هناك تحديات تواجه الزراعة الحرجية في المملكة ، مثل الحاجة إلى المزيد من التدريب والدعم الفني والمالي للمجتمعات المحلية، وتحسين الوصول إلى الأسواق لبيع المنتجات الحرجية وتنشيط السياحة البيئية والتي تعرف أيضاً بالسياحة الخضراء، هي نوع من السياحة يركز على السفر إلى المناطق الطبيعية والارياف للاطلاع واكتشاف جمال البيئة والتعرف على الثقافات والعادات المحلية. هذه الأنشطة تساهم في تحسين الوعي بالقضايا البيئية وتعزز من فرص مشاركة المجتمعات المحلية بالتنمية الزراعية والريفية والبيئية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وذلك لاهم الاسباب التاليه :
1. المعرفة الثقافية: حيث تمتلك المجتمعات المحلية معرفة ثمينة حول البيئة والموارد الطبيعية في مناطقهم، والتي يمكن أن تساهم في تحسين الزراعة الحرجية وتطوير السياحة البيئية.
2. الاستدامة المجتمعية :ويكون ذلك عندما يكون المجتمع المحلي جزءًا من العملية، فإنه يساهم في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
3. المساءلة والملكية:عندما يشارك المجتمع المحلي، يشعر الأفراد بأنهم جزء من العملية ويتحملون مسؤولية الحفاظ على البيئة وتحسينها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم مشاركة المجتمعات المحلية في تعزيز العدالة البيئية والاجتماعية عن طريق توفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة.
وحث الفريدي في حديثه على اهمية تشجيع الزراعة الحرجية والسياحة البيئية، مع مشاركة المجتمعات المحلية لان ذلك يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
مبينا ان قصة نجاح الزراعة الحرجية في مزرعة العم على معشي نموذجاً قوياً لكيفية التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية للمجتمعات المحلية والحفاظ على البيئة حيث نؤكد ان الزراعة الحرجية والسياحة البيئية هما نهج متكامل يمكن أن يساهم في تعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية. ويمكن أن تلعب المجتمعات المحلية دوراً محورياً في هذه العملية، حيث يمكن استخدام معرفتهم وتجربتهم لتحسين تنفيذ هذه الأنظمة وضمان فهم أفضل للتحديات والفرص المحلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم المشاركة المحلية في تعزيز العدالة والمساواة بين الأفراد من خلال توفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة وهنا تتحق – باذن الله- مستهدفات رؤية الوطن 2030م .