يُكمل مطار الملك خالد الدولي اليوم الجمعة الموافق 17 نوفمبر عامه الأربعين منذ أن أُفتتح على يد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في عام 1983، بعد أن استغرق بنائه خمسة أعوام، حيث تابع الشعب السعودي عبر شاشات التلفاز لحظة وصول وتدشين المليك لمطار العاصمة الجديد، يصحبه كل من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – طيب ثراهما- وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أشرف على مراحل تطور هذا الصرح الوطني، ليتلو ذلك عزف السلام الملكي، ومن ثم افتتاح المطار في تمام الساعة 11 وأربعين دقيقة من يوم الخميس الموافق 17 نوفمبر 1983 بحضور أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين في عددٍ من الدول الشقيقة، يصحبهم عدد من رجالات الفكر والأدب والصحافة، ووزراء النقل والمواصلات في دول مجلس التعاون.
وكانت أعمال الإنشاء لهذا المشروع الحيوي الذي اعتمد آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في مجال المطارات الدولية، ليحل مطار الملك خالد الدولي محل المطار القديم الواقع ضمن الحيز السكني في العاصمة الرياض، وهو ما شكل عائقاً في حينه أمام عملية التوسع والبناء، فضلاً عن محدودية مساحته، لتباشر شركة (HOK) هيلموت، أوباتا وكاساباوم أعمال تصميم المطار الجديد، فيما تولّت شركة بيكتل أعمال التنفيذ والإنشاء بتكلفه إجمالية بلغت 11 مليار ريال، ليغدو المطار في حينه الأكبر من نوعه من حيث المساحة التي تجاوزت 225 كيلو متراً مربعاً. فيما استوحيت فكرة تصميمه من واحة وسط الصحراء، وليضم بين جنباته عدداً من المرافق الخدمية والصالات، بما ذلك تأسيس مشتل زراعي خاص به في عام 1981 بمساحة 160 ألف متراً مربعاً لتغطية حاجة المطار بشكل كامل من النباتات والمزروعات.
وبحلول العام 1983 كانت أعمال الإنشاء قد شارفت على الانتهاء، حيث وصل عدد العاملين في مرحلة التنفيذ إلى أكثر من 14 ألف عامل، ووصل إجمالي ساعات العمل على المشروع قرابة الـ 153 مليون ساعة عمل.
ومنذ افتتاح مطار الملك خالد الدولي أخذت أرقامه التشغيلية في التصاعد، وفي عام 1985 وبعد عامين من افتتاحه وصل إجمالي عدد الرحلات إلى ما يقارب 57 ألف رحلة بالعام، وبدأ معدل الرحلات بالتصاعد حتى تجاوز 223 ألف رحلة خلال العام الماضي 2022. ووصل تعداد المسافرين خلال العام 1985 إلى 6.4 مليون مسافر وبدأ بالتصاعد حتى وصل إلى ما يقارب 30 مليون مسافر.
هذا على الصعيد التشغيلي، أما على الصعيد الإداري فقد كان مطار الملك خالد الدولي تحت إشراف رئاسة الطيران المدني التي تحول مسماها فيما بعد إلى الهيئة العامة للطيران المدني، ليستمر الدور الإشرافي للهيئة لحين صدور المرسوم الملكي الكريم رقم (17049) بتاريخ 11/ 4/1438هـ والقاضي بفصل الجانب التشريعي لدى الهيئة عن الجانب التشغيلي الذي آل في حينه إلى شركة مطارات الرياض التي أنشئت في العام 2016 كجزء من برنامج خصخصة قطاع الطيران في المملكة العربية السعودية لتتولى الشركة مسؤولية إدارة مطار الملك خالد الدولي وتشغيله في العاصمة الرياض، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للمطار وإجراء توسعة للخدمات والمرافق الحديثة والمرافق القائمة.
وبعد مضي أربعين عاماً على افتتاح مطار الملك خالد الدولي ما زال هذا الصرح الوطني الشامخ يواصل رحلة تطوره بمزيد من الإنجازات المتسارعة، إذ حاز خلال أعوامه الماضية على جائزة “أفضل مطار تطوراً في العالم”، هذا إلى جانب وصوله للمرتبة 27 ضمن أفضل 100 مطار حول العالم لعام 2023 وفقاً لتصنيف منظمة سكاي تراكس العالمية المختصة بتقييم المطارات وخطوط الطيران، وذلك بعد أن كان في المرتبة 131 في العام 2019، فيما برز اسم المطار في المرتبة الثالثة في قائمة أفضل 10 مطارات في الشرق الأوسط في العام 2022 كما حقق المطار شهادة صوت العميل لعامين متتاليين، إضافة إلى حصوله على شهادة الاعتماد الصحي، وشهادة الاعتماد العالمية لإدارة الانبعاثات الكربونية للمطارات (ACA) من مجلس المطارات الدولي ACI كذلك حقق المطار جائزة أفضل مطار تطوراً على المستوى العالمي، وهي الجائزة المقدمة من قبل منظمة سكاي تراكس العالمية، كما نال مجموعة من الجوائز المتميزة خلال مؤتمر مستقبل الطيران AFA مواصلاً بذلك مسيرة إنجازاته كجسرٍ يعبر بنا من آصالة ماضينا إلى حاضرنا الزاهر ومستقبلنا المشرق بإذن الله٠