خطّت ورشة عمل “كروكي الرواية”، المقامة على هامش معرض جدة للكتاب 2023، (الأربعاء)الماضي المعالم الرئيسية التي تبنى على أساسها الرواية، حيث أشارت إلى ضرورة تتبع شخصيات الرواية، كما ركزت على الحبكة التي يسعى بطل الرواية إلى فك عقدها أثناء السرد.
وأوضح الروائي والصحفي جابر محمد مدخلي، أن بنية الرواية عمومًا يمكن لها أن تتغير باستمرار مع بقاء أركانها الأساسية التي تشكلها، مبينًا أن التغيير يكمن في استحداث أفكار جديدة، أو أنواع جديدة للرواية، حيث إنها بدأت بالتجريب، في مطلع القرن الـ20، وهي ليست رواية اليوم؛ إذ طرأت أنواع مستحدثة من الرواية العربية.
ونبه مدخلي الكتّاب خلال ورشة العمل، إلى ضرورة أن يقوم الكاتب عند الانتهاء من المسودة الأولى لروايته برسم خارطة يتتبع من خلالها كل شخصية على حدة، من حيث الأدوار التي تقوم بها، والأزمنة المتعاقبة على الشخصية، وكذلك الأمكنة التي سكنتها، وهي التي بذاتها ستعلق في ذهن القارئ، مركزاً على إلزامية اختيار نهاية الرواية بعناية فائقة، حيث يلخص بها ما يذكّر القارئ بالوقائع في بدايتها، ومتنها وآخرها، مفضلاً أن تكون الخاتمة مفتوحة.
واعتبر مدخلي أن حبكة الرواية هي المشكلة الكبرى التي يواجهها بطل الرواية ويسعى لحلها، مفيدًا بأن الحبكة جزء أساسي في جسد الرواية، ومن خلالها يبدأ البطل باكتشاف حل العقد، موضحًا أن الحبكة تمثل التشويق والإثارة في الرواية، فعندما يبدأ الصراع، تتطور الأحداث، لتنال حياة الشخصيات، وتدفعها لحل العقدة، وهذا العنصر يظهر في المشاهد الأولى للرواية، وحله يعرف بحل العقدة.
يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة، مكنت الجمهور من الاستمتاع ببرنامج ثقافي ثري، يشمل 31 ندوة ثقافية و8 محاضرات في جلسات نقاش مع المؤلف في “حديث الكتاب”، و9 عروض مسرحية، وعدداً من الأمسيات الشعرية، وورش العمل التي يشارك فيها نخبة من المتخصصين في الكثير من المجالات المعرفية، والتطويرية، فيما يستمرّ المعرض في استقبال زوّاره يوميًّا في أجواء مليئةٍ بالأدب والثقافة والمعرفة، حتى السبت القادم 16 ديسمبر الجاري.