فبين أصوات وصدى يتردد في أرجاء المكان يمتزج بتغريد الطير وتمايل الغصون وضياء يعكس وضاءة الجمع وساطع نورهم
وقد ازدان المكان والزمان على انغام وترانيم القادمين وقبل مشهد المكان والزمان والأحداث كان الإنسان حاضرا متفردا بحسن صنيع مبتدرا باكورة عطاء وتضحية في استباق وتبكير في أداء مهام أنيطت بهم هم لها أهل .
يوم السبت ١٤٤٥/٥/٢٥هـ كان يوما ببصمة تميز من خلالها تم تأكيد المؤكد بأن المحلة بأهلها ورجالاتها أضحت أنموذجا يحتذى في بناء اللّحمة وتحقيق الألفة وعلامة فارقة في تنمية الروابط ونسيج المجتمع بجدارة واقتدار
ففي منظر يزدهي بلفيف لطيف من الأهل والعشيرة ، وبقلوب نابضة بالمحبة وصافي الوداد يلتقي ذوي المحلة بسرور وقرة عين وبهجة فؤاد في أعطاف بيش وفي ظلال خضرة وماء كانوا جمالا يكمل حسن المكان ويضع مقاييس جديدة للتقارب والوئام ويروي حكاية توافق فريدة .
وتاليا جاء موكب القادمين مع شروق الشمس ونسيم عليل يعبق في الارجاء ويمتزج بالأنفاس فيؤنس ، وبتتابع يكتمل المشهد بوصول المزيد وترصد بين الفينة والأخرى عناقا وتراحيب وبسمات وتصافح وضحكات تترجم حالة الوفاء والصفاء وتبرز على الدوام بين الجميع وعلى مدار الوقت كوكبة البذل وطاقات العطاء كخلية نحل دائبة الجهد بلا انقطاع ويمضي الوقت رفقة حراك متنوع منقطع النظير وقد بدى السعد والاندماج بين الجميع وتظهر تفاصيل زخم اللقاء ومتغيراته فلا تكاد تدرك مكامن الروعة ودلالات التناغم بل تتجانس الحواس فيمكنك أن ترى بأذنك وتسمع بعينك وتمتزج الأحاسيس والمشاعر ويغدو الجسم والعقل والنفس كيانا واحدا ليستوعب أو يتبادل رسائل إيجابية متعددة فذاك طفل اصطحبه أباه ينوب عن الزهر وذاك يافع ممتلئ حيوية يقبل إليك وتتوق لمعرفة من يكون وهنا فئات سنية نابضة بالزخم وهنا رجل وقور ينسجم مع الآخرين وتبرز قسمات وجهه قدر اغتباطه وهنا شيخ فاضل واصل يهتم للجميع على حد سواء .
وكلما مضى الوقت وهو يمضي سريعا يندمج الكل بالكل وتظهر لوحة بديعة بألوان السعادة والفرح وأينما اتجهت ترى التلاحم هو أبرز العناوين وتحتها مزيد ومزيد من البهاء والأمل والرؤى والتطلعات ولا يمكن أن يستقصي المرء ما يزخر به المشهد من دلالات.
لقد رصدت جهود البعض صورا ثابتة ومتحركة لمحتوى اللقاء لكن هيهات أن تحيط بعمق زاخر معطاء ولقد حاولت عبر المفردات مواكبة المجمل من التفاصيل لكن لا يمكنني الوصف بدقة وإنصاف فلوحة فنية متقنة رسمتها العزائم والتضحيات تكمن في كل فرد باستقلال وفي الجميع بانتقاء يفوق التوقعات .
لكن ما يشهد به الجميع ويلحظونه نجوم زاهرة واصلت الليل بالنهار لكتابة رواية الصدق والتفاني بامتنان وهذا ديدنهم في رحلة أو في رحلة الحياة وعليهم نعول الكثير ونشعر بطمأنينة تجاههم وبعناية الله وفضله نستيقن أن القادم أجمل.