تزايدت عمليات الاحتيال في قطاع العقارات في تركيا، مع انهيار الليرة التركية في الآونة الأخيرة؛ على الرغم من أن الاحتيال ليس أمراً جديداً على التجار الأتراك، في ظل غياب القانون، والتكتم لدرجة التواطؤ من قبل الحكومة التركية.
بداية النهاية
وكشفت إحصائيات في عام 2016م، أن أكثر من 20 مستثمراً سعودياً تعرضوا لقضايا نصب واحتيال أثناء شرائهم منازل وشققاً سكنية في تركيا، بلغت قيمتها نحو 30 مليون ريال لمكاتب عقارية وهمية. وفي عام 2017م بلغت قيمة العقارات التي تم شراؤها من قبل السعوديين في تركيا (910 آلاف متر مربع)، رغم تحذيرات القنصلية السعودية في تركيا من التعامل مع مكاتب العقار أو المؤسسات غير المعروفة.
تجنيد نشطاء التواصل الاجتماعي
واعتمد تجار العقار في تركيا على تجنيد مشاهير التواصل الاجتماعي؛ للترويج لفكرة الاستثمار في العقار الوهمي، من خلال مشاهير من الوطن العربي والخليج العربي والسعودية، ومنهم الإعلامية الكويتية “حليمة بولند” التي روجت للسياحة في تركيا ودعت إليها، وركزت الحكومة التركية على تكثيف الإعلانات لتكون موجهة للجمهور العربي والسعودي خصيصاً، وما يؤكد ذلك هو تعمد العقاريين الأتراك على ذكر أسعار العقار بالريال السعودي.
موقف أردوغان
ونشرت الجريدة التركية الرسمية مرسوماً رئاسياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ينص على أن تكون جميع العقود المتعلقة بالعقارات بالليرة التركية، ومنع أردوغان إبرام عقود لبيع العقارات أو تأجيرها بالعملات الأجنبية، وتغيير العقود الحالية بالعملات الأجنبية إلى العملة التركية في غضون 30 يوماً، في محاولة منه لدعم العملة المتهاوية، وتجاهله لقضايا النصب والاحتيال التي كانت سبباً في انهيار السياحة والاقتصاد التركي في الآونة الأخيرة، والتركيز على إنعاش الليرة التركية.
تحذيرات متتالية
في المقابل ذكرت السفارة السعودية في أنقرة عبر حسابها في “تويتر”، أبرز الشكاوى التي وصلتها فيما يخص مشاكل شراء العقار في تركيا، ومن ضمنها عدم حصول المشترين على سند التمليك (التابو)، أو الحصول عليه مقيداً برهن عقاري، بجانب منعهم من دخول مساكنهم رغم دفعهم سعر كامل العقار، وتهديدهم من قبل الشركات المقاولة، وأيضاً عدم تسليمهم مساكنهم في الوقت المتفق عليه في العقد المبرم.
انهيار السياحة التركية
ولم يكن سوق العقار المنهار وحيداً، فبعد تكرار عمليات الاحتيال والنصب على السائحين السعوديين والعرب، تراجعت السياحة في تركيا في الأعوام الأخيرة حسب إحصائية نشرتها مديرية الثقافة والسياحة التركية، وكشفت أن عدد السياح العرب الذين زاروا تركيا عام 2017 بلغوا مليوناً و357 ألفاً و525 شخصاً، ليسجل انخفاضاً عن عام 2016 الذي وصل فيه عدد السياح إلى مليون و976 ألفاً و166 شخصاً، ولا تزال محاولات الحكومة التركية مستمرة لإيهام السائحين بأن تركيا ما زالت مكاناً آمناً للسياحة، من خلال الحملات الدعائية التي يقودها مشاهير عرب.