«العمل في إطار من الوحدة يبعث برسائل قوية للسوق ويمنحها ثقة أكبر»، كلمات جسدت سياسة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، لإعادة بناء أواصر الثقة مع الدول المجاورة المنتجة للنفط.
تلك السياسة من صقر النفط السعودي، آتت ثمارها بعد أربعة أيام فقط من توليه منصب وزير الطاقة، فبعد اجتماع للجنة مشتركة لمراقبة السوق، المعروفة باسم لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، انضم وزيرا النفط في العراق ونيجيريا، عضوا المنظمة اللذان يزيد إنتاجهما عن المتفق عليه، إلى الأمير عبد العزيز على طاولة المؤتمر الصحفي ذاته ليتعهدا بخفض سريع للإنتاج.
وقالت وكالة «رويترز»، إن مسألة رفع أسعار النفط تلقي بظلالها بشكل كبير على مهمة الأمير عبد العزيز، خاصة مع الإدراج الوشيك لأسهم شركة أرامكو وزيادة متطلبات الميزانية السعودية.
وأشارت مصادر إلى أن الأمير عبد العزيز بن سلمان حينما التقى نظراءه من وزراء النفط في الخليج، وكذلك مسؤولي أوبك هذا الأسبوع لأول مرة خلال الاجتماعات التي عُقدت في أبوظبي، لم تكن رسالته الأولى بشأن أسعار النفط.
وقالت المصادر إن الأمير عبد العزيز قال أولًا وقبل كل شيء إنه حريص على إعادة بناء أواصر الثقة مع الدول المجاورة المنتجة للنفط، وهي الكويت والإمارات وسلطنة عمان، وأيضًا مع غيرها من الدول الأعضاء في أوبك.
وتوقعت المصادر، أن يتعامل الأمير المخضرم في قطاع النفط، مع المسائل التي تخص «أوبك» بنهج مختلف عن سلفه خالد الفالح، مشيرة إلى أن «الوزير الجديد يُفضل أن تكون القرارات بالإجماع بدلًا من تقديمها على أنها اتفاقات بين السعودية وروسيا فحسب. إنه يريد أن نكون جبهة موحدة».
فبعد اجتماع للجنة مشتركة لمراقبة السوق، المعروفة باسم لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، انضم وزيرا النفط في العراق ونيجيريا، عضوا المنظمة اللذان يزيد إنتاجهما عن المتفق عليه، إلى الأمير عبد العزيز على طاولة المؤتمر الصحفي ذاته ليتعهدا بخفض سريع للإنتاج.
وقال مصدران إنه نتيجة لهذا التحرك من الدولتين، قد ينخفض إنتاج أوبك أكثر بمقدار 400 ألف برميل يوميًّا تقريبًا، أو ما يعادل 0.4 بالمئة من الإمدادات العالمية، للمساهمة في دعم أسعار النفط في وقت تتصاعد فيه المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي وارتفاع الإنتاج الأمريكي.
وأكدت المصادر، أن الأمير عبد العزيز بن سلمان قال وهو يدعو الوزيرين العراقي والنيجيري لشرح خطواتهما المقبلة: «العمل في إطار من الوحدة يبعث برسائل قوية للسوق ويمنحها ثقة أكبر».
وأشار الوزير الذي كان جالسًا إلى جانب نظيره الروسي ألكسندر نوفاك: «زميلي الموقر الوزير نوفاك استيقظ على حقيقة جديدة وهي أننا لم نكن شاملين للجميع بالقدر الكافي، وكان ينبغي علينا ذلك».
واجتمعت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، يوم الخميس في أبوظبي لمناقشة آفاق السوق قبل اجتماع وزاري كامل للمجموعة في فيينا في ديسمبر.
وقالت المصادر إن «وزير النفط السعودي شدد أيضًا على أهمية التزام جميع الدول، سواء كانت كبيرة أو صغيرة».
ويعرف الأمير عبد العزيز، في دوائر قطاع النفط بأنه مفاوض دبلوماسي وله خبرة طويلة في إبرام اتفاقات في أوبك، لكنه يميل أيضًا إلى الاحتفاظ بأوراقه طي الكتمان.
وفي أول تواصل له مع وسائل الإعلام هذا الأسبوع، مزح الأمير بشأن كونه شخصًا صريحًا للغاية يتمتع بحس دعابة شديد التلقائية، لكنه تجنب الكشف عن توقعاته بشأن سياسة أوبك المستقبلية أو تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران، قائلًا: «ما نسمعه اليوم هو شيء وما قد يحدث في الواقع هو شيء آخر».
وأضاف «لا أريد الخوض في تفاصيل من الناحية السياسية، فبصفتي رئيسا للجنة المراقبة الوزارية المشتركة يجب أن أتخذ موقفًا محايدًا يُمثل الجميع».