اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، اليوم، في مدينة سول الكورية المؤتمر الدولي “تحديات وآفاق تعليم اللغة العربية وآدابها”، الذي أقيم على مدى يومين، بالتعاون مع الجمعية الكورية للغة العربية وآدابها، وانعقد في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، وسط مشاركة سعودية ودولية من الأكاديميين اللغويين المتخصصين والمؤسسات اللغوية ذات العلاقة بمجالات المؤتمر، إضافة إلى رؤساء الجمعيات اللغوية الكورية ورؤساء الأقسام العربية.
وثمّن الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، ما يلقاه المجمع من دعم وتوجيه من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان رئيس مجلس الأمناء، واللذين يرميان إلى تعزيز إستراتيجية المجمع وأهدافه في نشر اللغة العربية في العالم، تلك الإستراتيجية التي تندرج في سياقها جهود المجمع المتنوعة في تعزيز اللغة العربية في كوريا عبر دورات سابقة، وإصدار بعض الكتب، وتنفيذ عدة محاضرات. ومن ضمنها أيضًا تحقيق هذا المؤتمر الدولي أهدافه ومكتسباته المتمثلة في التعريف بالمجمع وأنشطته، والوصول إلى الجهات المستفيدة في العالم، وفتح قنوات التواصل معها، والاستفادة من التجارب العالمية المختلفة في تعليم اللغة العربية لغة ثانية، والعمل على توحيد المرجعية العلمية داخليًّا وتحقيقها خارجيًّا فيما يتعلَّق باللغة العربية وعلومها.
كما يهدف المجمع من إقامة المؤتمر الدولي إلى الإسهام في تطوير تعليم اللغة العربية في العالم، والعمل على تعزيزها؛ لتواكب المتغيرات في المجالات كافة، فضلًا عن إيجاد البيئة الملائمة لتطوير اللغة العربية وترسيخها، وتشجيع العلماء والباحثين والمختصين في اللغة العربية.
وأشار الأمين العام إلى أن جهود المجمع تنتظم في سياق رؤية المملكة 2030، وترتبط بالثقافة العربية التي انطلقت من أرض المملكة العربية السعودية.
من جانبه أوضح رئيس الجمعية الكورية للغة العربية وآدابها الدكتور جونغ هوا لي أن لتاريخ اللغة العربية في كوريا أُسس أقدمُها بتاريخ 1965م، ضمن بيئة تعليم اللغات المتسمة بسرعة التطور خاصة مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط تطلعات إلى وضع خطة لتنشيط تعليم اللغة العربية عن طريق التعاون مع المنظمات في الدول العربية والتبادل بين المتخصصين في اللغة العربية؛ لمناقشة مختلف الأساليب لضمان تحقيق الكفاية في تعليمها.
وشهد المؤتمر في يومه الأول عقد أربع دورات تدريبية، بعنوان “استخدام الأدوات الرقمية في تعليم اللغة العربية” و(مهارات التحرير العربية)؛ لأجل تأهيل معلمي اللغة العربية في جمهورية كوريا، وتزويدهم بالطرق والإستراتيجيات الحديثة لتعزيز مهارات متعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتنمية قدرات المعلمين لتوظيف التقنية في تعليم اللغة العربية، وتمكين المشاركين من المهارات الرئيسة للكتابة باللغة العربية، واستهدفت مخرجات الدورتين عدة مهارات لغوية.
وناقشت جلسات المؤتمر الدولي ستة محاور هي: “منهجيات حديثة في تعليم اللغة العربية لغة ثانية”، و”إعداد مواد تعليم العربية لغة ثانية”، و”القياس والتقويم في سياق تعليم العربية لغة ثانية”، و”وسائل وتقنيات تعليم العربية لغة ثانية”، و”واقع تعليم اللغة العربية في كوريا وآفاق المستقبل”، و”التخطيط اللغوي لتعليم العربية وتعليم اللغات في كوريا”.
يُذكر أن تنظيم المجمع للمؤتمر يؤكّد دوره الإستراتيجي في جميع القضايا المتعلقة باللغة العربية، من خلال مده لجسور التعاون مع الجهات المعنية بتعليم العربية للناطقين بغيرها من الخارج، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامة اللغة العربية وهويتها اللغوية، ودعمها نطقًا وكتابة، وتعزيز مكانتها عالميًّا، ورفع مستوى الوعي بها، وتيسير تعليمها وتعلمها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.