انتقل إلى جوار الله جل جلاله يوم أمس الثلاثاء، العالم الجليل، والأديب المؤرخ، والفيزيائي الباحث، الشيخ “محمد بن سعيد الطنطاوي” رحمه الله تعالى، عن عمر ناهز القرن، في محافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة، وصلى عليه المشيعون فجر اليوم الأربعاء، في المسجد الحرام، بمكة المكرمة، ووري جثمانه الثرى في مقبرة المعلاة، بمكة المكرمة.
الشيخ “محمد بن سعيد الطنطاوي” رحمه الله، هو الأخ الأصغر للشيخ الواعظ “علي الطنطاوي” رحمه الله، وقد عنى به عنايةً خاصة، كما أورد في ذكرياته، ويعد من العباقرة، قوي في دينه، بارع في الكيمياء، والفيزياء، وتعليمهما، ولكنه توقف متفرغا للعلم الشرعي، والتعبد، رحمه الله وأسكنه جنة الفردوس.
وتداول مشاركون في موقع التواصل الاجتماعي الشهير “تويتر” عددا من المقاطع للشيخ “محمد بن سعيد الطنطاوي”، كان المميز منها تقديمه للنصائح الشعرية بالعربية الفصحى، على الرغم من كبر عمره، وعلى فراش السقم، بالإضافة لوصية نشرت له قائلا فيها :
اسلك سبل الهدى، ولا يغرك قلة السالكين، وتجنب سبل الضلالة، ولا يغرك كثرة الهالكين.
وشغل الشيخ الراحل مكان المستشار العلمي في جامعة أم القرى، وامتاز في الإحاطة بالتاريخ، واستحضار أحداثه وشخصياته، إضافة إلى حفظ القصائد ونظمها، وهو من عجائب هذا العصر في حياته الخاصة، وتعبده، وورعه، وتوقفه لمجاورة بيت الله الحرام، وعلمه، وسعة إدراكه، كما نشر له العديد من الرسائل والكتابات، منها ما يتعلق بتاريخ مكة، والبعض الآخر لم يكمل إنجازه.
وينحدر الشيخ “محمد الطنطاوي” من العاصمة السورية دمشق، ومن مواليد عام ١٩٢٣ للميلاد، وهو الأخ الأصغر للشيخ الراحل “علي الطنطاوي” رحمه الله، حيث ترك سوريا في ظل حكم نظام الأسد الإرهابي، وتوجه للسكن في أم القرى، ثم محافظة جدة، ونقل للمشفى عقب تعبه ولازم السرير الأبيض قبل أن يتوفاه المولى يوم أمس.