
في مقال إنساني عميق حمل عنوان ” دعونا نتسامح .. فالتسامح صفة إنسانية”، تناول الكاتب السعودي محمد الهاجري أهمية التسامح كقيمة إنسانية ودينية واجتماعية، داعيًا إلى ضرورة تعزيز هذه الصفة في مجتمعاتنا كوسيلة لتحقيق التعايش والاستقرار والسلام الداخلي.
وأكد الهاجري في مقاله المنشور في صحيفة اليوم السعودية أن ” التسامح ليس مجرد التغاضي عن أخطاء الآخرين، بل يشمل العفو، وحسن الظن، والتعايش مع التنوع والاختلاف”، موضحاً أن هذه القيمة متأصلة في تعاليم الإسلام، ومجسدة في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان قدوة في الصفح والعفو حتى عن أشد خصومه.
وسلط الكاتب الضوء على مواقف نبوية تجلّت فيها روح التسامح، مثل موقفه صلى الله عليه وسلم من أهل مكة يوم الفتح، حينما قال لهم: ” اذهبوا فأنتم الطلقاء”، رغم ما فعلوه به في الماضي، بالإضافة إلى موقفه الرحيم مع الأعرابي الذي بال في المسجد، حيث تعامل معه بالحكمة لا بالعنف، فكان لذلك أثر بالغ في نفس الرجل.
وفي تحليله للواقع المعاصر، أشار الهاجري إلى أن كثيراً من النزاعات الأسرية والاجتماعية والسياسية يمكن احتواؤها وتفاديها إذا ما تحلّى الأفراد بروح التسامح، معتبراً أن ” التسامح ليس ضعفاً بل قوة داخلية تنبع من السيطرة على الغضب والرغبة في السلام النفسي”.
كما استشهد الكاتب بدراسات تؤكد أن الأشخاص المتسامحين يتمتعون بصحة نفسية أفضل، وعلاقات إنسانية أكثر استقراراً، مما يجعل التسامح لا مجرد خيار أخلاقي، بل ضرورة حياتية واجتماعية.
ودعا الهاجري في مقاله إلى ترسيخ هذه القيمة في البيوت، والمدارس، ووسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، مبيناً أن ” الكلمة الطيبة والتعامل الراقي عبر الإنترنت لا يقلان أهمية عن التسامح الواقعي”، مشدداً على أهمية القدوة الأسرية في بناء جيل يتبنى هذا المفهوم.
واختتم مقاله برسالة مؤثرة جاء فيها: “فلندعُ جميعاً إلى التسامـح، ولنكـن قدوة في العفـو والإحسـان، ونرتقـي بمجتمعاتنــا ونحقق السعادة في حياتنا”.