طالب نحو 34 متحدثاً من الإعلاميين العرب، باستثمار “الإعلام الشعبي” وتجاوز سلبياته وتطويره، وذلك في اللقاء الإعلامي المفتوح (الإعلام العربي الشعبي إلى أين؟ رؤى وتطلعات)، الذي نظمته جمعية “إعلاميون” في قاعة وادي الأعمال في حي الملقا في مدينة الرياض، بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للإعلام العربي 2019 م.
وأدار اللقاء الإعلامي عبد العزيز العيد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” والمتحدث الرسمي لها، وبدء اللقاء بكلمة لسعادة رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” الأستاذ سعود بن فالح الغربي، أكد فيها على أن هذا اللقاء يأتي مساهمة من الجمعية للمشاركة في فعاليات الرياض عاصمة الإعلام العربي لعام 2019، مبينا أن هذا اللقاء يهدف للاستفادة من الإعلام الشعبي في تعزيز ترابط الشعوب العربية ولحمتها، وتوظيفه لصالح الأمة العربية، بعد ظهوره في عصر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ما ساهم في سهولة الوصول للمعلومة، حتى أصبح كل مواطن عربي إعلامي يعبر عن رأيه بدون بشكل مباشر.
وقدم المشاركين في اللقاء آراء مختلفة حول الإعلام العربي الشعبي وأهميته وسلبياته وكثير من الجوانب التي تتناول التعريف فيه ونشأته وغير ذلك، حيث أكد الدكتور محمد الأحمد وكيل كلية الآداب والأستاذ المساعد في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود بالرياض، أن الإعلام الشعبي يواجه صراع المصداقية والأسبقية، وقد أصبح باستطاعة فئة من منتسبي الإعلام الشعبي الوصول إلى مؤيديها في جميع أنحاء العالم بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وقله الرقابة على المعلومة التي تبث.
من جانبها، أكدت الدكتورة فايزة الحربي أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود بالرياض، أن الاعلام الشعبي ساهم في الإثارة السلبية ونشرها بسرعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من باب التسلية، وهي ضد الدول وضد المجتمع، وتهدف إلى تصعيد الخلافات وزع المشاكل عن طريق الأعداء خدمة لمصالحهم، وهذا النوع من الاعلام رغم وجود إيجابيات له، إلا أن سلبياته أكثر، حيث يميز النخبة من المجتمع تلك الرسائل التي تصدر عن الاعلام الشعبي.
فيما أكد الأستاذ اسكندر الأصبحي رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون اليمنية، أن الاعلام المهني أو الرسمي أصبح في المرتبة الثانية بعد الاعلام الشعبي، حيث أن الإعلام الشعبي يسيطر على الساحة الإعلامية في اليمن، ما تسبب في نشر الشائعات وتصدرها. وتمنى الاصبحي أن يكون هناك مادة توعوية عن الاعلام تدرس في المدارس والجامعات في الوطن العربي.
من جانبه، أبان الأستاذ خلف ملفي عضو مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، أن الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، امتهنت الاعلام الرياضي، بسبب عدم وجود مراقبة ومرجعية مسؤولة، وأصبح الاعلام الرياضي أصبح (مهنة من هب ودب) لأنه أصبح للشهرة، كما أكد على أن الاعلام الرياضي أصلح ما أفسدته السياسة، مثال ذلك تنظيم كأس العالم بين اليابان وكوريا.
وأشارت الإعلامية نجاة الوحيشي، أن الوطن العربي تبنى كل ما ينتجه الغرب دون أن وضع توعية مناسبة، مشددة على أن الأعلام العربي في الوقت الحالي يحتاج إلى ثورة إعلامية حضارية لإرساء نضج إعلامي.
من جانبها، قالت المعدة والإذاعية سحر السيد، إن الإعلام الشعبي كانت رموزه الحالية سابقا في النوادي والمقاهي والجلسات العائلية، وقد أتيحت لهم الفرصة في هذا العصر، وهم غير مؤهلين، ويعاني منهم الإعلام، ومنهم أقلام وإعلام مأجور، وهذا لا يعني أن الإعلام الشعبي كله سلبيات.
وأكد السيد عادل حنفي مؤسس “مصريون في حب الخليج”، أن الاعلام الشعبي له دور فعال وغير مكلف وله متابعين بالملايين، عكس القنوات تصرف ملايين ومتابعيها بالآلاف. وطالب بتشديد الرقابة على اليوتيوب الذي يعتبر من أكثر وسائل التواصل الاجتماعي ضرراً. مبينا أن هناك قنوات فضائية تقوم بدور الإعلام الشعبي السلبي منها نحو 20 قناة مأجورة تقوم بنشر الأكاذيب وتروج للإشاعات.
وأكد الإذاعي عوض الله محمد، أنه لابد من التفرقة بين الإعلام الشعبي والإعلام الشعبوي، حيث أن الإعلام الشعبوي يتميز بالغث والسمين، خاصة ماينشر عن الحكومات، مضيفا بأن المحتوى الإعلامي أصبح ضعيفا لغويا، وهو يعكس هشاشة الاهتمام باللغة العربية وضحالة الثقافة في مجتمعنا العربي.
من جهته، أشار السيد زين علي مدير تحرير في قنوات إم بي سي، أنه يجب الاعتماد على المصادر الرسمية، كذلك لابد من استثمار الإعلام الشعبي وتبنيه من قبل الاعلام الرسمي. وتطرق اكرامي عبد الله الصحفي في صحيفة الاقتصادية، للجانب المضيء في الإعلام الشعبي، وأنه مفهوم أوسع من حصره في الإعلام الجديد، ويمكن دعم وتكاتف الإعلام الشعبي والتقليدي، لأن جزء كبير مما يطرح في الإعلام الشعبي يعتمد على ما نمارسه في التقليدي، ومتوقع أن يستمر ويتوسع، والدور علينا الفلترة كمتلقيين قبل أن نكون إعلاميين.
وقال السيد صلاح قادري مدير إذاعة صنعاء، أن الاعلام الشعبي سلاح ذو حدين إيجابي وسلبي، ومهمة الاعلام الرسمي الإسهام في خطة توعوية رديفه لمصلحة الأمة لعدم تشتيتها، خاصة فيما يوجه لفئة الشباب الذي يستخدم الاعلام الحديث ويقضي جل وقته على وسائل التواصل الاجتماعي. مشددا على أهمية توعية الشباب خاصة في المجتمعات التي تعاني الجهل، والإعلام العربي صنع كثير من الأحداث السلبية.
وأكد الإعلامي فطين أحمد عبيد، أن الغالبية يتلقون الأخبار عن طريق الإعلام الشعبي لسرعته وسهولة الوصول إليه، كما أن الوضع المالي لبعض الشعوب ساهم في انتشار الإعلام الشعبي لقلة التكلفة، لذا 70 في المائة من الشعوب العربية يعتمدون ويثقون بالمعلومات من خلال وسائطه المختلفة، والعتب بعض الإعلاميين في نشر الأخبار دون التحقق من المصداقية.
وأشارت الإعلامية مي يوسف، أن شريحة جيل الألفين خرجت في ظل إعلام حر، والإعلام التقليدي بالنسبة لهم ثانوي، مما جعل حرية تداول المعلومات في هذا الوقت سهلة، حيث أن الاعلام الشعبي قضى على كثير من الجهود لرجال الإعلام والصحافة، وتسيد الإعلام الجديد الساحة، وحققت له الريادة الإعلامية. كما شددت على أهمية تنبي الإعلام الشعبي من قبل الإعلام التقليدي كمكمل له.
وتضمن اللقاء محاور عدة من أبرزها، نبذه عن الإعلام الشعبي العربي، الإعلام الشعبي العربي إلى أين؟ الفرق بين الإعلام الشعبي الرسمي، التطلعات والآمال المعقودة على الإعلام الشعبي، ومستقبل الإعلام الشعبي العربي.
يذكر بأن مجلس وزراء الإعلام العرب، أعلن اختيار الرياض عاصمة للإعلام العربي، في خطوة تبرز المكانة الاستراتيجية الكبيرة التي تتمتع بها المملكة عربيا، وذلك في دورته العادية الـ 49 التي عقدت بمقره بجامعة الدول العربية في القاهرة.