رعى الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، مساء اليوم انطلاق فعاليات “منتدى أسبار الدولي” تحت شعار” السعودية الملهمة”، بحضور وزير الإعلام تركي بن عبدالله الشبانة، وأصحاب السمو والمعالي، وذلك بفندق فيرمونت الرياض.
شدَّد أمير الرياض في تصريح صحفي عقب الحفل على مسيرة منتدى أسبار، وتقديماته العلمية المتميزة، وأسلوب استشرافه للمستقبل.. منوهًا بعطاءات رجالات المنتدى وقياداته.
وقال الأمير فيصل بن بندر: “نحن نعيش في عصر العلم والتقنية.. بالأسلوب الصحيح ننظر إلى المستقبل، ونسير بالاتجاه السليم برعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -“.
وأشار إلى محاور المنتدى في مجال الإعلام ومستقبله.
وأعرب أمير الرياض عن شكره وتقديره لمجلس إدارة المنتدى متمنيًا للجميع التوفيق والنجاح في مخرجاتهم العلمية والبحثية.
من جهته، قال وزير الإعلام في كلمة له بالحفل الخطابي: “إن هذا الحدث العلمي التنموي المهم يأتي متوائمًا مع ما تشهده السعودية من تحولات كبرى متمثلة في معطيات رؤية السعودية 2030 وتجلياتها المهمة التي أضحت اليوم مصدر إلهام للشباب، ولجميع القائمين على الإنجاز والإنتاج في مختلف القطاعات؛ وهو ما يبشر بازدهار في العيش الكريم، ونمو في الاقتصاد القائم على الابتكار والإبداع والريادة.
وأضاف: “إننا دائمًا في السعودية نتحدث عن التغيير والتحول والإسراع باتجاه المستقبل.. ومما يدعو اليوم للاعتزاز هو أن رؤية السعودية 2030 جاءت من هذا الفكر الطموح الذي يصنع المستقبل الذي نريده لبلادنا ولأجيالنا القادمة؛ فالرؤية 2030 هي -كما تعلمون- رؤية طموحة وجريئة، تقوم على ثلاثة مرتكزات أساسية، هي: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح”.
وأوضح “الشبانة” أن الرؤية تستند إلى استثمار الطاقات والقدرات الشابة تحت ظل قيادة طموحة، اتسمت وعُرفت بالعزم الصادق، والإرادة القوية.. وبفضل هذه الرؤية الملهمة بدأنا مرحلة تنموية جديدة من مسيرة الوطن الوثاب، غايتها السمو والارتقاء بالسعودية، وعنوانها المستقبل الذي يبدأ بالمشاركة الفاعلة للشباب وأصحاب المواهب في بناء مجتمع نابض بالحياة والابتكار.
وأشار إلى أن السعودية تسعى جاهدة إلى مواكبة العالم المتقدم الشغوف بالتطور؛ فتأخذ بكل ما يستجد في العلم والمعرفة، وهدفها القريب والبعيد هو اللحاق بركب الحضارة، ومواجهة التحديات بأدوات العصر ولغته.
وبيّن حرص السعودية على بناء اقتصاد متنوع، يعتمد على المعرفة بعد أن كانت المعرفة تلعب في السابق دورًا أقل في اقتصادنا الوطني.. وهذا يتحقق بدرجة كبيرة من خلال تطوير رأس المال البشري وفق الوظائف التي يرهص بها المستقبل.
ولفت النظر إلى أن المعرفة هي المحرك الأكثر حيوية للاقتصادات الجديدة. ونحن في السعودية قد نجحنا -ولله الحمد- في وضع المكونات الأساسية لقيام مجتمع المعرفة. ومن المتوقع حصول تحولات في البنية الاقتصادية، وحصول قفزات سريعة في النمو الاقتصادي في السعودية، وخصوصا أن الجيل القادم سينعم بالعيش في منظومة تقنية متقدمة جدًّا، بل لا مثيل لها.
وأبان الوزير الشبانة دور الإعلام في نمو اقتصاد المعرفة، والدفع بعجلته.. وهو دور محوري وكبير؛ وذلك لما لوسائل الإعلام من أهمية في صناعة محتوى معرفي، يواكب تطورات العصر، واهتمامات المجتمعات الجديدة.. وأن الإعلام بحد ذاته صناعة رائدة ومتفردة ومتجددة وسريعة النمو؛ ما نتج منه ضخامة الاستثمارات في مجال الإعلام، وبحث المؤسسات الإعلامية الكبرى عن حلول وتقنيات جديدة.
وقال: نحن اليوم بحاجة إلى فهم التحولات الإعلامية في العالم، والاتجاهات التكنولوجية التي ستسهم في تغيير منظومة وصناعة الإعلام، والتأثير على نمط وسلوك المتلقي، ومدى تفاعله مع وسائل الإعلام في المستقبل.
وأكد أن تطوير المحتوى الإعلامي يمثل تحديًا حقيقيًّا في ضوء تغير خصائص مستخدمي وسائل الإعلام الذين سيكون معظمهم من أبناء الجيل الرقمي الذي لا يحمل ولاء كبيرًا للوسائل التقليدية والمحتوى التقليدي.. فمع تعدد منصات النشر وتنوعها، وزيادة التنافس بينها على المستخدمين، فإن المحتوى الإعلامي لن يكون على المحتوى الحالي نفسه.. وسيتطلب الأمر إنتاج قصص إعلامية مفعمة بالحياة، ومزودة بالعناصر المرئية والوسائط المتعددة؛ لتكون قادرة على جذب المستخدم، وإثارة انتباهه، وإبقائه أطول فترة ممكنة على المنصة الإعلامية.
واختتم كلمته سائلاً الله أن يديم على بلادنا الأمن والأمان والاستقرار والنجاح والفلاح في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين – حفظهما الله -.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي، الدكتور فهد العرابي الحارثي، في كلمته أن هذه الدورة الرابعة على التوالي للمنتدى مع الشركاء العلميين والاستراتيجيين من داخل السعودية ومن خارجها، وبتزايد في كل عام إلى أن وصل عددهم اليوم إلى 15 شريكًا استراتيجيًّا وعلميًّا، وهم من يمثلون عصب القوة ومناط الثقل في مسيرة المنتدى، ومن ذلك انضمام جامعة فورتسبورغ الألمانية هذا العام إلى قائمة الشركاء.