الدمام -عائشة مشهور
نفذ مركز غصون المستقبل لرعاية النهارية بالخبر برنامج العلاج لمنسوبيه بركوب الخيل ويساهم العلاج باستخدام الخيول في علاج العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية وذلك من خلال التأثير الايجابي على التواصل مع مختلف الأشخاص المحيطين وتنمية الثقة بالنفس والنمو العاطفي السوي وتحسين صورة الفرد عن ذاته، من خلال تمكين الشخص من السيطرة على حيوان كبير مثل الحصان وقيادته والتحكم به، الأمر الذي يعزز ثقة المريض بذاته وبقدراته، ويراجع عملية تقييمه لها من منظور إيجابي.
وأوضحت الرئيس التنفيذي للمركز أ/ غصون عرابي بان ركوب الخيل نوع من الرياضة فهو نشاط جسدي في المقام الأول يحتاج إلى وضعية مناسبة للجسم وتوازن جيد على ظهر الحصان لذلك فإن إعاقات و صعوبات حركية كثيرة يمكن أن يتم التعامل معها بهذا النوع من العلاج فأثناء ركوب الخيل يبذل الطفل جهداً معيناً في البقاء على الوضع الصحيح للجسم {ظهر الطفل مستقيم ورجلاه متدليتان بشكل حر دون } وهو يقوم بتحريك مجموعة من العضلات اللازمة لذلك أو يحاول تحريكها سواء بمفرده أو بمساعده المدرب وهذا يفيد كثيراً في تطوير توازن الجسم و تحسين القدرة على ضبط حركات البدن وتقويتها مثل عضلات الظهر وعضلات الرجلين وحركة المفاصل وليونتها ومجموعة أخرى من العضلات الصغيرة في الجسم كما يساعد ذلك في التخفيف من الشد العضلي خاصة مع الحرارة اللطيفة المنبعثة من جسم الخيل وحركته.
وأضافت عرابي تعمل هذه الرياضة على تنشيط التنفس وتؤدي إلى زيادة معتدلة في ضربات القلب كذلك تعمل على زيادة الانتباه وتنشط الجهاز العصبي ومعظم أجهزة البدن الداخلية بانتقال حركة الجواد إلى راكبه وبشكل خاص فإن حركات الإهتزاز الدائمة تضغط الكبد بين الأحشاء وعضلات البطن ضغطاً ليناً متتابعاً كمساج لطيف يؤدي إلى تنشيط الإفراز الصفراوي ووظائف الكبد ويحسن الدورة الدموية في هذا الجزء من البدن.
وبينتعرابي ولأن ركوب الخيل يحتاج انتباهاً وتركيزاً جيدين من قبل الطفل فإنه يفيد كثيراً الأشخاص الذين يعانون من النشاط الزائد وضعف التركيز وتشتت الانتباه وكذلك الأشخاص ذوو طيف اضطراب التوحد واضطرابات التواصل المشابهة كما يفيد في تطوير الإدراك والتكامل الحسي عند هذه الفئات نظراً لوجود مدخلات حسية من المكان الذي تتم فيه عملية ركوب الخيل بالإضافة إلى مدخلات حسية من الحيوان كلونه وحجمه وصوته وحركته ومدخلات حسية من المدرب حيث يقوم بتركيز انتباه الطفل على معلومات ورائحة حسية معينة يتم دمجها مع معلومات حسية أخرى وكما نعلم يتجنب الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد العلاقة مع الأشخاص ويفضل عليها العلاقة مع الأشياء فيكون الحصان هنا الوسيط بين الطفل والأشخاص.
وقالت على صعيد النواحي النفسية والعاطفية والاجتماعية أكدت الدراسات التأثير الإيجابي لركوب الخيل في زيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات لدى الفرد من ذوي الإعاقة وتطوير التواصل والتفاعل الاجتماعي من خلال التفاعل مع المدرب والحصان في نفس الوقت كما أن مجرد الخروج من المركز أو البيت لممارسة ركوب الخيل في الهواء الطلق يعد من الأمور ذات التأثير الجيد على مجمل النواحي النفسية لدى الشخص ذي الإعاقة. دون أن ننسى أيضا أنه نوع من العلاج الترفيهي أو الاستجمامي، واستطردت بالإضافة إلى كونه نوعاً من العلاج الترفيهي أو الاستجمامي فقد أظهرت الدراسات الحديثة في عدد من البلدان الغربية الفوائد الجمة للعلاج بركوب الخيل للأشخاص (أطفالا أو بالغين) ذوي الشلل الدماغي بأنواعه وفئاته المختلفة أو الذين يعانون من ضمور العضلات أو الصلب المفتوح أو التصلب المتعدد والاضطرابات الحركية عند فئة متلازمة داون وغيرها من المتلازمات الوراثية.
الجدير بذكر بان البرنامج العلاجي لركوب الخيل ضم فريق من المركز والاستعانة بتواجد احد الأطباء وكذلك أخصائية العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وتخصصات أخرى و إجراء تقييم شامل للشخص ذي الإعاقة “طبي ونفسي وحركي” الامر الذي انعكس إيجابا على أبناء المركز وعزز ثقتهم بأنفسهم .
ا