سجل حضوراً بارزاً ونموذجاً مميزاً ومبتكراً في النشاط الاجتماعي بتأسيس رابطة الجاليات المقيمة بالمملكة العربية السعودية وقدم الكثير من الأنشطة والاعمال والمسابقات التي تدعم الجاليات بشكل فعال واستمرار للعطاء والتواصل الإنساني والتلاحم الاجتماعي. واستمرار لعطائه المتواصل يعد الآن لبطولة الصداقة الدولية للجاليات.
ضيفنا اليوم على طاولة الحوار الأستاذ ديابي غوسو ناصري رئيس رابطة الجاليات المقيمة بالمملكة العربية السعودية و رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الصداقة الدولية للجاليات نحاول معه من خلال هذا الحوار رصد دور وجهود الرابطة على خارطة العمل والأداء الاجتماعي، وما هي الأنشطة المقدمة، وكيفية تفعيل دور الجاليات في المجتمع للاستفادة من إمكاناتها وطاقاتها المختلفة.
نغوص ونبحث في صندوق الاسرار الأبيض للجاليات الاستاذ ديابى ناصري
بطاقة
استاذ / ديابي غوسو ناصري من ساحل العاج رئيس رابطة الجاليات المقيمة بالمملكة العربية السعودية و رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الصداقة الدولية للجاليات ، حاصل على الدراسات العليا في الترجمة من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة .
البداية:
قدم الأستاذ/ ديابي غوسو ناصري رئيس رابطة الجاليات المقيمة بالمملكة رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الصداقة الدولية للجاليات عميق شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وللشعب السعودي المضياف على احتضان المملكة لفعاليات البطولة مؤكدا بأن هذا الأمر ليس بمستغرب على المملكة التي هي دائما وأبدا سباقة في رعاية مثل هذه الفعاليات، باعتبارها مركز العالم في تعزيز قيم التعايش والسلام والتسامح والتلاحم ونشر ثقافة التعايش والحوار.
أجواء البطولة:
بيّن ديابى على أن هذه البطولة مختلفة عن البطولات السابقة فنحن نعيش مرحلة تحول رائعة وفق روية عظيمة ؛ رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومشروعه الإصلاحي الكبير في بناء وطن أكثر إزدهارا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، ويعطى المشروع الإصلاحي الجوانب الترفيهية أهمية كبيرة لما لها من دور عظيم في إدخال البهجة والسرور على المواطن والمقيم دون تفرقة في مملكة قائمة على التسامح والتعايش واحترام الآخر لذا فإن تنظيم البطولة في مثل هذه الأجواء هو نجاح لها قبل حتى أن تبدأ فلا شك الإجراءات الأخيرة ساهمت في تحفيزنا ورفع الطموح لدينا في أن تتحول لبطولة دولية من خلال توجيه الدعوة لمواهب الكرة من مختلف بلدان الجاليات الدول المشاركة لإثراء البطولة وإمتاع عشاق كرة القدم بالمملكة ، كما ان هناك حديث دائر باللجنة المنظمة عن استقطاب نجوم عالميين للحضور كضيوف شرف للبطولة، إضافة إلى الحشد الكبير من المسؤولين من القناصل وممثلي السفارات والمعنيين يعد فرصة لإعطاء صورة حقيقية عن واقع المملكة والتعايش السلمى والتسامح بين كافة أطياف المجتمع..
إنشاء الجاليات:
وعن فكرة إنشاء الجاليات المقيمة يقول الأستاذ/ ديابي يستهويني منذ الصغر العمل الاجتماعي وهناك رابط بيني وبين الأنشطة الاجتماعية سواء بالمحيط الذي أعيش فيه أو المحيط الدراسي ، ولكن البداية الحقيقية للعمل الاجتماعي الجاد كان من القاهرة بجمهورية مصر العربية وخلال دراستي بجامعة الازهر حيث شاركت في الأنشطة الطلابية إلي أن اُنتخبت أمينا عاما لمجموعة الطلاب بالجامعة.
بعد قدومي للمملكة العربية السعودية رأيت كيف تفتح السعودية أبوابها وتحتضن على ترابها الملايين من أبناء الجاليات في حفاوة بالغة وتسامح عظيم لا تشعر بفرق بين المواطن والمقيم في ظل رعاية رسمية من الدولة وشعب متسامح كريم مضياف في هذه الأجواء الجميلة وبخلفية اجتماعية لتجربتي مع الجاليات خلال دراستي فكرت في تقديم شيء يخدم الجاليات ويمزج بين الثقافات المختلفة بنسيج اجتماعي قوى وبحكم علاقاتي المتعددة مع أبناء الجاليات جاءت فكرة تكوين رابطة الجاليات المقيمة ووجدت الفكرة الترحيب من جانب المسئولين بالمملكة وقناصل وسفراء الدول في ذلك الوقت وتم تأسيس الرابطة في العام 1399هـ وتم انتخابي رئيس للرابطة وحصلت على نسبة 90% من الأصوات في الانتخابات التي نُظمت بسفارة اريتريا في ذلك الوقت وتم إعادة انتخابي مرة أخرى بالتزكية باختيار رؤساء الجاليات.
اهداف الرابطة:
نسعى من خلال رابطة الجاليات المقيمة بالمملكة إلي توحيد أهداف كافة الروابط المعنية بشئون الجاليات؛ من أجل تقوية وتوثيق الروابط فيما بينهم وكذلك رعاية مصالحها دون تمييز بين الدين أو الجنس أو اللون أو العرق .
وأضاف نعمل على تذليل الصعاب والمشكلات والتحديات التي تواجه أبناء الجاليات ومد جسور التواصل مع أبناء الجاليات الأخرى. لذا تتلخص اهدافنا في
– تقوية الروابط وتوحيد الأهداف المختلفة بين الجاليات في نسيج اجتماعي واحد.
– المساهمة في تذليل العقبات وتيسير تقديم الخدمات: التعليمية، الاقتصادية. الاجتماعية. الترفيهية.
– تعميق أواصر التفاهم والصداقة بين أبناء الجاليات والمملكة.
– المساهمة في إبراز النماذج الناجحة من أبناء الجاليات في كافة المجالات.
– المساعدة في تحقيق الانسجام والتعايش السلمي
ـ تنظيم أمسيات ثقافية وترفيهية وندوات إعلامية.
– العمل على دمج الجاليات في المجتمع ودعم التبادل الثقافي بينهم
بطولة الجاليات لكرة القدم:
منذ اللحظة الأولي للتأسيس بدأنا في التخطيط في العمل ووضع البرامج والتعريف بالرابطة ولم يكن هناك نشاط في ذلك الحين أكثر ملائمة للإنتشار وجمع الجميع حوله مثل كرة القدم ، بدأنا العمل علي تنظيم أول دورة للجاليات وكان الأمر هين في البداية ونجحنا في التنظيم بفضل من الله وأقيمت المباراة النهائية على ملعب وزارة المعارف في ذلك الوقت بين السنغال واريتريا ونجحت السنغال في الحصول على أول كأس ومع بداية الدورة الثانية زادت المشاركات فالنجاح يجلب النجاح وزادت التكاليف وبدأت الصعوبات في تأمين الدعم المالي فالمشاركين جاءوا ونصب اعينهم عين على البطولة وعين علي الحوافز والمكافات ، تقريبا الأبواب شبه موصدة وتسلل الياس للنفوس لدرجة بدأنا التفكير في إلغاء البطولة إلى أن ظهر أحد الاشقاء من دولة السودان ويدعى أحمد عثمان رحمة الله عليه ونصح بالرفع للشيخ / سالم محمد بن شامخ محاسب نادى الاتحاد فى ذلك الوقت وبالفعل رفعت للشيخ صالح وجاءت اللافتة الإنسانية التي أدمعت عيني لها وأخرجتني من عنق الزجاجة ومن مرحلة اليأس حيث كتب على الطلب موافقة بدعم بطولة الجاليات مدى الحياة وبدأنا معا مشوار النجاح وعقد الاجتماع التحضيري بقاعة اجتماعات نادى الاتحاد عام 2011 م وحدث الانطلاق ونظمنا بطولة تلو الأخرى بمكة والمدينة والطائف وتبقي مدينة جدة الشاهد على البطولة الرئيسية للجاليات ثم بدا يدخل على خط الدعم بعد ذلك مجموعة كبيرة من رجال الاعمال لكن يبقى الشيخ صالح سر من اسرار النجاح لبطولات الجاليات.
نشاطات أخري:
نعم لم تعد كرة القدم المتنفس الوحيد للجاليات بل عملنا على تقديم بطولة أخري تتناسب مع الألعاب الرئيسية للشعوب مثل بطولة “الكريكت” التي تعتبر من الألعاب الشعبية والمفضلة في كل من: باكستان، والهند، وتجد رواجاً كذلك في سريلانكا، وبنجلاديش، وبريطانيا، وجنوب إفريقيا، فيما يقدر عدد الدول التي تحظى فيها هذه اللعبة بشعبية واسعة 12 دولة.
وبطولة السلة التي تعشقها الجالية الفلبينية ويعشقها شعب الفلبين وتنتشر في المناطق الريفية إضافة إلى مسابقات أخرى متعددة لعدد من الألعاب.
كما تنظم رابطة الجاليات المقيمة أنشطة اجتماعية ومسرحيات ومهرجانات والجديد الآن الذي نعمل عليه تنظيم مسابقات للعنصر النسائي.
أمنية:
وأعرب ناصري عن أمله في أن تخرج البطولة الحالية برؤى فعالة ترسخ ثقافة التسامح والسلام والتواصل الحضارى بين الشعوب المشاركة وتكون رافد من روافد اكتشافات نجوم الكرة لإثراء اللعبة الشعبية الأولي فى العالم و امتاع عشاقها.
نتمنى اللقاء بشكر الاستاذ ديابي على كل هذا المجهود والعطاء لخدمة المجتمع وخدمة الجاليات للتقريب بينهم والتعايش السلمي بينهم .. على امل لقاء أخر تتيح الستار عن مواقف حصلت في البطولات العشرين التي نظمتها الرابطة .