على سبيل التجربة؛ شارك خالد هيبة مع زوجته السابقة في صناعة الحُلي، فضول تملكه تجاه الأمر فصنع قطع متناثرة، غير أنها بيعت سريعًا وصار يُطلب منها، كرر الأمر غير أنه شعر بشغف أكبر نحو ذلك العالم، تعلّم أكثر، ثم بدون تردد، ترك وظيفته الثابتة وصار صانع حُلي من الأحجار الكريمة.
خلال ثلاث سنوات ماضية تغيرت دفة حياة هيبة، انفصل عن زوجته، لكن صار ملتصقًا أكثر للصناعات اليدوية، كانت مجازفة كبيرة حينما ترك عمله الذي داوم عليه لسنوات طوال، والشروع في مجال آخر لا يعلم عنه الكثير “بس كنت حابب الموضوع لدرجة مش فارق معايا أي حاجة تانية. كان يستحق المخاطرة”، وخاض التجربة.
وكأن المجازفة في تكوينه؛ كان لصانع الحُلي مغامرات أخرى قبل اتخاذ قراره، قبل نحو عشر سنوات ترك القاهرة وما يربطه بها من وظيفة، توجّه نحو واحة سيوة وقرر تعلم الزراعة “وقتها خدت مع صديق أرض مساحتها 6 فدادين”، بدأ الثنائي مشروع زراعي يضم الزيتون والنخيل وأنواع أخرى من الخضروات والفواكه، لم يكتمل الأمر لكنه تشبّع بالتجربة “فرقت في إني لما أحب أعمل حاجة لازم أجرب بقلب جامد”، وقد كان مع الأحجار الكريمة.
ظل مشدوهًا للأحجار الكريمة وما يتعلق بها، وفي كل مرة يغادر إلى بلد جديدة لابد وأن يعود وفي جعبته أنواع مختلفة من الأحجار، كذلك حين يجوب محافظات مختلفة في مصر، وعليه تحمل أحيانًا القطعة الواحدة من الحُلي أحجار من دول مختلفة.
حين يقول هيبة ذلك لزبائنه تتملكهم الدهشة، يتحفزون أكثر تجاه القطع غير أن الأغلب يركز في الجانب الجمالي “في ناس تانية بتبقى مهتمة تعرف كل حجر نوعه إيه ومنين”، يشرح لهم صانع الُحلي بسعادة، وكما يسافر من أجل تجميع أحجاره، تطوف أعماله في أماكن مختلفة “في جنوب سيناء، الغردقة ومرسى علم، ببقى مبسوط لما ناس مختلفة تشوف شغلي وتحبه”.
مع كل مرة يعكف هيبة على صنع حُلي جديد، يتذكر قراره بترك الوظيفة نهائيًا والتفرغ لعمل حُر “إحساس حلو إني أشتغل عند نفسي وأحلامها”، تنقضي أيامه في صناعة تصميمات جديدة، قد تستغرق ربع ساعة وغيرها قد تأخذ أيامًا “لكن ببقى مبسوط لإني بشتغل على أفكار من خيالي ومن صُنعي”